PCP

يا عمال العالم اتحدوا

موقف جريدة الإتحاد حول نشر وثائق السلطة على قناة الجزيرة

في 25 يناير 2011 يوم بداية الثورة التي هزت العالم في مصر خرجت علينا جريدة الإتحاد بمجموعة من المقالات حول ما سميناه في مقال سابق بالجزيرة ليكس. ففي مقال لها "الاتحاد" بعنوان قنبلة صوتية مستهجنة أكدوا بأنهم ينتقدون السلطة لطريقة إدارتهم للمفاوضات مع إسرائيل بقولهم "الصوره تـؤكد ما حذرنا منه مرارا وتكرارا من أن المفاوضات وحدها، غير المستنده إلى المقاومه الشعبية والنضال الجماهيري الواسع، تتحول في ظل موازين القوى القائمة إلى مسلسل طويل يرتهن للسيناريوهات الأمريكية الإسرائيليه المتنكرة للحقوق الفلسطينيه. (الاتحاد)”. هذا جميل جدا ويشير بأن كاتب المقال عنده خلفيه و مقدره جيده ليقوم بتحليل ممتاز، لكنه و في سياق المقال تساءل عن 1) الجهة التي لها غرض من هذه التسريبات،2) السبب3) الهدف. و يستشهد في هجومه المستميت على وسيلة الإعلام بكلام حنا عميرة في مقابلة هاتفيه معه،يتهم المقال الجزيرة بأسلوب العرض و يتساءل عن السبب كما لو كانت الجزيرة وليست السلطة هي التي فاوضت، ويستمر في تساؤله عما إذا كان النشر سيحسن من الوضع النضالي للشعب الفلسطيني، و هل يساعد في إنهاء الانقسام و زيادة الضغط على إسرائيل. تساؤلات مشروعة هذا لو كان السائل من المريخ،أو حتى من بلاد الماوماو، أما أن يكون محللا سياسيا في جريده مناضله مثل الإتحاد فهذا خطأ لا يغتفر هذا إذا كان خطأ ؟ هناك تساؤلات نطرحها، ما هي الدوافع لهذا الدفاع المستميت عن هذه الرموز التي كانت في المفاوضات؟ هل المشكلة هي طريقة العرض أم فيما تم الاتفاق عليه في هذه المفاوضات؟ وأي مساهمه تقومون بها لنضال شعبنا عندما تدافعون عن تصرفات السلطة في هذه المفاوضات؟ هذه التساؤلات كان من الأجدر به "محللنا" أن يفكر بها قبل كتابة مقاله هذا. إننا نعتقد أن الحركة الكهرومغناطيسية بين العقل و القلم معطلة لأسباب لا نعرفها و لكن نقدرها، وهي أسباب لا تليق في نهاية الأمر بالإتحداد. إن الفرز السياسي القائم الآن هو بين القوى المؤيده لأوسلو وذيوله من اتفاقيات سياسية وأمنية و القوى المعارضة له. و على" الإتحاد" أن تحدد موقعها من هذا الفرز، وأن لا تبرر ما جرى في المفاوضات من باب المظهر بل من النظر إلى الجوهر والمضمون. إننا نعلم بأن حزب الشعب من الأحزاب غير المعتمد عليها ولا المأمول منها وفيها، فهو حزب يتفاخر بأن أمينه ألعام "السابق" بشير البرغوثي كان أحد الموقعين على اتفاقية أوسلو في واشنطن، كما هو حزب موجود على قائمة الأحزاب المدعومة ماليا من قبل السلطة، وهو عضو في اللجنة التنفيذيه ل " م . ت . ف" التي من المفروض منها أن تكون مستقيلة، كذلك هو مشارك حتى لو أختبأ خلف أصبعه في الحكومة الفلسطينية الحالية بوزير موضوع علية ملاين علامات الاستفهام، لذلك له مصلحة في الدفاع عن هذه السلطة و إيجاد المبررات لها. أما أنتم فنحن نستغرب موقفكم هذا، هل أنتم موعودون بوزير أم أنتم على قائمة الرواتب عند سلام فياض؟ إننا نعلم بأن هذه الأسئلة محرجة لكن كفاكم تذبذب قولوها بصراحة بأن مصلحتكم أهم من الفكر و النظريه أنكم تسيرون كما مشى إميل حبيبي حينما برر المال القادم من بعض رموز السلطة الفلسطينية بألف تبرير، في حينها عزلتم مجموعة من رفاقكم عن القيادة لأنهم سألوا من أين لك هذا، عظام إميل توما تشهد. لم يكفي أن لكم هكذا مواقف تبرعتم لان تكونوا مطهر لكل المتعاونين مع نهج أوسلو، فمن عميرة إلى غنيم من نفس الحزب وأخيرا تيسير خالد عن الديمقراطية، بل قمتم بتبرير هذه المواقف بشنكم هجوم على الجزيرة سائلين عن دور الدولة و المؤسسة. يا "رفاق"، قطر رأس من رؤوس حراب أمريكا في المنطقة، هناك قواعد أمريكية فيها، الجزيرة هي مؤسسة إعلامية تابعة لهذه الدولة بشكل أو بآخر، لكنها ليست المسؤولة عن ما تم التفاوض حوله. بل نقلت ما وصلها من الوثائق التي لم يستطع أي مسؤول فلسطيني الدفاع عنها، السؤال هل هو طريقة عرض الوثائق ومن عرضها أم ما تم التفاوض والاتفاق حوله؟ حسب تبريراتكم المصيبة لا تقع بفضيحة ما تم الحوار حوله بل بمن وكيف ولماذا، وكأن القضية الفلسطينيه هي قضية حوار نميمة نسويه على فنجان قهوة. لقد قلناها في مقالنا حول ما أسميناه بالجزيرة ليكس أن الموضوع كما نراه هو جس نبض الشارع لما هو متفق عليه أصلا، وهو أوسلو 2 الذي يشمل فيما يشمله حل مؤقت يشمل الترتيبات الأمنية، التوزيع السكاني بعد القبول بالأمر الواقع فما يتعلق بالمستوطنات،الأمن، و التبادل السكاني.ولا تشمل الحدود، المياه، وحق العوده. كما يبدو أنكم نسيتم دوركم الطليعي في الصمود والتصدي للمؤامرات التي تحاك ضد شعبنا، و أصبحتم بوقا إعلاميا للسلطة وأزلامها القابضين لرواتبهم الحزبيه من باب وزارة الماليه الفلسطينيه أمثال عميرة وغيره. لقد أخطأ إميل حبيبي حين جير جريدتكم "طبعا بعد قبض الثمن من أبوا عمار شخصيا" لحركة فتح في القرن الماضي، وأنتم تجيرون منبركم هذا لنفس النهج لكن لا نعلم عن الثمن. وما غضب السلطة على هذه الفضيحه إلا لأنها كشفت عن عورتهم، و الهم الأكبر للمفاوض الفلسطيني هو همكم أيضا أي ومن وكيف ولماذا سرب ما سرب، و ليس فضيحة المخطط وأبعاده. لماذا إذن استقال صائب عريقات، لا تقولون لي بأنه حساس وشفاف لهذه الدرجه، كل ما هناك أن دوره قد أنتها و كل قضيه و أنتم سالمين. إن على شعبنا أن يعي أبعاد المخطط المرسوم وأن يلتف حول القوى الشريفه المقاومه الرافضه أن تكون سلعه بخسه في سوق النخاسه السياسيه،كما هو حاصل مع القوى الموقعه و الداعمة لأوسلو و ذيوله من اتفاقيات. نحن الحزب الشيوعي الفلسطيني رفضنا عضوية اللجنة التنفيذية ل م.ت.ف. و عضوية المجلس الوطني مقابل التراجع عن البعض من مواقفنا، رفضنا حتى الدعم المادي من السلطة، رفضنا كل ذلك حتى ننظر في عيون المستقبل بشرف وعزه وكرامة.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني