PCP

يا عمال العالم اتحدوا

جدلية : الحياة مفاوضات

في خضم الصراع الجاري بين أصحاب أعدل قضية تسلم الدفاع عنها أفشل المحامين ، وأصحاب أفشل مشروع استعماري استيطاني توسعي يقف وراءه دعما وترسيخا أخبث الدعاه والمتآمرين. يتعرض الحلم الذي ترعرع وتعمد بدماء الشهداء للوأد ليس بأيدي منظومة المتآمرين الدوليين عليه فحسب ، بل وفي حالات كثيرة بمشاركة أياد عربية ومحلية في صياغة الأجواء والمناخات المساعدة على ذلك الوأد ، فمنذ أن بدأ الفلسطينيون مشروع كفاحهم المنظم وتحديدا عام 1965 في صورة ثورة تحريرية انطلقت وتأطرت في منظمة كرست إسما وشكلا ومضمونا لهذا الغرض ، وأصبحت منذ العام 74 في مؤتمر الرباط المثل الشرعي والوحيد لكل الفلسطيميين ، وعلى الفور هيمنت حركة فتح على قيادة هذه وسيطرت على كل توجهاتها لحد يجوز معه تحميلها المسؤولية الأولى عن أي نجاحات (وإن كانت طفيفة أو محدودية) وكل الاخفاقات وهي كثيره ومتوالية طلية المسيره الطويلة المعقده والمتعرجة للثورة التي اختطفتها ولا تزال تمارس قيادتها ، تحت شعارات من : "من البحر إلى النهر ..و"كامل التراب الفلسطيني" "وثورة حتى النصر" وكل البنادق في صدر العدو" وياحبل مايهزك ريح" ويا....ويا....إلى ما غير ذلك من الشعارات التي عدت في حينها مغامره ، لتتمخض كل تلك الشعارات عن ولادة مسار أوحد ووحيد هو "المفاوضات ولا شيء غير المفاوضات" وكل شيء يمت لشعار للبندقية في صدر العدو" يصبح شيئا ليس ضارا بل حقيرا ، وتتوالى بعدها التراجعات والتنازلات ، ليصبح البحث عن بديل مقاوم أمرا مشروعا وضروريا ، ويحتدم الصراع الداخلي حول جدلية المقاومة أم التفاوض ، ويزداد الإصطفاف ويتسع حول طرفي هذه الجدلية ، ليتمخض هو الآخر عن ولادة انقسام فكري سياسي جغرافي أحد أطرافه رام الله والطرف الآخر هو غزة" ويتصاعد جنون الصراع ، فيدخله أحد الأطراف حلبة الصراع الدولي وميدان الاستقطاب الغربي ، ويستقوي على الطرف الآخر بكل مؤسسات وامكانيات القوى الامبريالية الدولية والرجعيات العربية ، ويوما بعد يوم يتعمق الإنقسام ويزداد الشرخ وتتسع الهوة ، ويجن جنون الثأر ، وتسقط كل المنجزات التي تحققت في الماضي، فبعد أن كانت المنظمة تحظى باعتراف أكثر من مئة دولة ، أصبحت اليوم تلوك وتتلمظ باعتراف بضعة دول لم يتعد لغاية الآن عدد أصابع اليد الواحدة ، وبعد أن كان في يد المنظمة قرارات شرعية مثل 191 ، 242 ، 338 ، وكان بإمكانها أن تتمسك بها وتطالب بتطبيقها . تقف اليوم سلطة أوسلو لتستجدي وقف مؤقت لاستيطان لم يتوقف لحظة واحدة عن قضم الأراضي وتوسيع المستوطنات ، وتضطر للذهاب لأبعد من ذلك للذهاب لأبعد من ذلك متوسلة التطوع لخدمة الأمريكان في كل شيء يطلبونه ، في أفغانستان ، في باكستان ، في السودان ، في كل مكان على وجه الأرض ، إرضاء وتزلفا لحليف المحتل الاستراتيجي فقد لعله يضغط على إسرائيل ليوفر جوا يحفظ ماء وجه المفاوض الفلسطيني ويساعده على العودة لطاولة المفاوضات ، في الوقت الذي لم تتوقف هي السلطة نفسها لحظة واحدة عن التنسيق الأمني المشبوه ، وتقدم كل ما يمكنها تقديمه لتنال الرضا الإسرائيلي الممتنع ، وطبيعي أن يستغل العدو المحتل المتربص كل الجدليات القائمة لصالح خططه القديمة الجديدة ، بل ويزداد تعمقا في يمينيته التي أصبحت ميدان سباق حتى بين ما كانت تسمى بقوى وأحزاب اليسار الإسرائيلي التي أصبحت تتشظى وتتفسخ ليتوالد من أرحامها أحزاب أو كتل تزايد على اليمين القديم بيمين جديد أكثر يمينيه وتطرفا ، ولا يستبعد أن تغوض في مستنقع مزايدات توراتي ينادي بإسرائيل كبرى ، ما بين النيل والفرات. إن المناخات والأجواء العربية والحلية التي وفرت الأسباب لمثل هذه الجدليات الداخلية والخارجية هي نفسها التي حالت وتحول دون الاستفادة من المتغيرات الدولية الايجابية ، وبالذات المآزق العسكرية والسياسية والاقتصادية والاجتماعية التي باتت تحاصر معظم دول المعسكر الإمبريالي الداعم للصهيونية ، وإن مثل هذا الانصراف والانغلاق على خيار المفاوضات الوحيد ، سوف لا يقود " إذا ما استمر" إلا إلى سلوك أطول الطرق وأعقدها واكثرها كلفة وأقلها مردودا ، وإن خيارت للحل ذروتها التوجه لمجلس الأمن ، وهئية الأمم سوف لا يقود إلا إلى مزيد من القرارات التي توضع على الرف الدولي كغيرها بسبب الغطرسة الاسرائيلية المعهودة والفيتو الأمريكي المتأهب دائما . إننا ونحن نسابق في الرهان على الرضا الأمريكي والحنان الاسرائيلي ننسى أننا في سباق آخر مع الزمن لم ولن يكون لغير صالح نشاط الاستيطان الذي يتزايد طرديا مع كل كلمة توسل أو عبارة استجداء وبتسارع شديد عالي الوتيره ، أغلب الظن أن مفاوضنا "البارع " سيجد نفسه أخيرا يفاوض نظيره الاسرائيلي على الهواء بعد أن فقد كل الأرض والماء ولا أحد يدري إلى متى ستظل جدليته "العتيده" صالحة للبقاء وكل شيء دونها يتعرض أمام ناظريه للفناء ، باستثناء شيء واحد هو رضا المحبوب وزاد الجيوب. هيئة التحرير


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني