PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الشعب المصري وثورته يريدان تغيير النظام

الشعب المصري وثورته يريدان تغيير النظام وليس فقط اسقاط الرئيس للابقاء على النظام التدخل الامبريالي يزداد لحماية النظام المصري تحاول الدول الامبريالية، وفي مقدمتها الولايات المتحدة، الاستفادة من التجربة التونسية التي استطاعت ضمنها، حتى الآن، من تفادي هزيمة كاملة، والتي يمكن تلخيصها بالتالي: اسقاط الرئيس لابقاء النظام. ففي تونس، تدخل مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، عبر لقاءات مباشرة مع الغنوشي، وأعطى تعليماته لكيفية تشكيل الحكومة الثانية ولتحديد "الاصلاحات التي من الممكن القيام بها" وتوقيتها. أما في القاهرة، فتتحرك سفيرة الولايات المتحدة مع بعض أطراف "الجمعية الوطنية للتغيير"، وهي البرلمان الشعبي الذي يقود الثورة الشعبية المصرية ويضم كل الأطراف المعارضة، على وقع سيل من التصريحات، بدءا بباراك أوباما ومرورا بروبيرت غيبس (الناطق باسم البيت الأبيض، ووصولا الى هيلاري كلينتون، وزيرة الخارجية الأميركية، والى كل الرؤساء في الاتحاد الأوروبي. هذه التصريحات كلها تتجه باتجاه واحد. فهي، مع الاكثار في الحديث عن اجراء "اصلاحات ديمقراطية واجتماعية" غير محددة المعالم داخل المجتمع المصري، وحتى داخل المنطقة العربية والشرق الأوسط كما قالت هيلاري كلينتون، الا أنها كلها تلتقي حول شعار واضح واحد : نقل السلطة. ماذا يعني هذا الشعار؟ انه يعني التخلص من حسني مبارك، الذي أصبح "محروقا" ولم يعد بالامكان الدفاع عنه، حتى لا تضيع فرص انقاذ النظام وانتشاله، قبل أن يموت، من الهاوية التي وقع فيها. وعلى هذا الأساس، حركت الولايات المتحدة سفيرتها وأعطتها التعليمات بايجاد غطاء داخلي يستند الى بعض الشخصيات "القبولة"، فكانت "هيئة العقلاء" التي كلفت بمهمة شق الصف، عبر التواصل مع بعض القوى المعارضة والدعوة الى الهدوء والخروج من الشارع لبدء التفاوض!!! وكان معها التركيز على "دور" الاخوان المسلمين في الانتفاضة، وهو بالمناسبة دور عادي، وعلى النساء اللواتي يرتدين النقاب دون غيرهن، اضافة الى اعادة مملة لما جاء في كلام بعض المسؤولين الايرانيين عن بداية ولادة "شرق أوسط اسلامي"، ليأتي تحذير هيلاري كلينتون، اليوم، من عاصفة هوجاء ستجتاح الشرق الأوسط ليسكب الزيت على النار. غير أن شباب مصر وقواها الثائرة أفسدت على الامبرياليين الأميركيين والأوروبيين مكيدتهم، اذ نزعوا بسرعة الغطاء عن من ادعوا أنهم عقلاء، فمنعوا أحمد كمال ابو المجد من متابعة ما بدأه وقالوا للذين ظنوا أن بامكانهم سحب هذا الطرف أو ذاك "للنقاش" مع النظام أن "يخيطوا بغير هذه المسلة"، مؤكدين مرة جديدة على الشعار الذي قاد ثورتهم الاجتماعية: " الشعب يريد اسقاط الرئيس، الشعب يريد النظام". وسيغيره لا محال.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني