PCP

يا عمال العالم اتحدوا

فـي مئويـة عيد المرأة.. نساء رائدات.. نساء اديبات

إن وضع المرأة هو التعبير الأوضح عن الطبيعة الحقيقية لنظام اجتماعي ما. المفكر الاشتراكي الطوباوي الفرنسي فورييه من زنوبيا الى سميراميس، ومن بلقيس الى الخنساء وولادة بنت المستكفي وليلى الأخيلية وشجرة الدر وآلاف النساء منذ فجر البشرية عمدن طريق المرأة الى حياة حرة كريمة مع الرجل بالجهد والتعب والدماء ايضا. الم تكن روزا لوكسمبورغ شهيدة الشيوعية والدفاع عن حقوق الطبقة العاملة وحقوق النساء؟ ورفيقتها كلارا زيتكن التي ارست يوم الثامن من آذار عيدا عالميا للمرأة منذ مائة عام. . . المرأة التي تهز سرير طفلها بيمناها وتهز باليسرى العالم عانت ولا زالت تعاني في مواجهة الانظمة الطبقية التسلطية التي انتزعت منها سلطتها منذ ان بدأت عبودية الانسان للانسان فكانت المرأة اولى الضحايا. . . والقضية اكبر من ان نحصرها بالفهم البرجوازي للقضية بحقها في الخروج من المنزل والعمل والتعليم والتملك ومنح جنسيتها لاولادها وغيرها على اهمية هذه المطالب وضوروتها، بل ان جوهر استغلال المرأة يكمن في آليات الاستغلال الطبقي التي تكون مضاعفة في حالة المرأة، إذ تضاف الى كل ما تتعرض له الطبقات المستغَلة من نهب واستغلال وتجويع واذلال معاناة اخرى تتمثل في سلطة الرجل وخصوصا في مجتمعات الشرق ذات النظام الابوي الذكوري. سنتوقف ولازلنا في اجواء مئوية يوم المراة العالمي عند نساء رائدت في اكثر من مجال ونقدم نبذة عن بعضهن لتكون مثالا حيا على قدرة المراة حين تتوفر لها الظروف في اثبات مساواتها بالرجل، وكل ما يقال عن ضلع قاصر ونقص في العقل والدين مما حمله الموروث الذكوري وحمّل بعضه للاديان ينهار امام نساء خضن تجارب العمل السياسي والثقافي والفكري. ولا ندعي الاحاطة هنا بكل الحالات بل هي استحالة، سوف نقدم هنا نماذج نامل ان تحرض على البحث والتوثيق لدى من يملك الوقت والقدرة على ذلك. روزا لوكسمبورغ يعتبر اسم روزا لوكسمبورغ نموذجاً للالتزام بمثل الاشتراكية والشيوعية. ولدت عام 1871، وكانت الممثل الأبرز لفكر ونشاطات الاشتراكية الديمقراطية في اوربا، كانت مع كارل ليبكنخت الممثلة البارزة لفكر الأممية ومناهضة العسكرة التوسعية الامبريالية في الحزب الديمقراطي الاشتراكي الألماني. شاركت روزا لوكسمبورغ في تأسيس الحزب الشيوعي الألماني وساهمت في قيادته. قتلت في15 كانون ثاني عام 1919، على يد عسكريين يمينيين، تبين لاحقا أنهم ضمن مجموعات قدمت - لاحقا - الدعم للنازيين. في عام 1914 نشرت مقالة تحت عنوان (النساء البروليتاريات) ـ ترجمت عام 2004 الى الانجليزية للمرة الأولى، وفيها عبرت عن التقدير الرفيع لمقاومة النساء في أوروبا وكذلك في أفريقيا وأميركا اللاتينية. وجاء في المقالة: "إن عالماً من البؤس النسائي ينتظر الانصاف. فزوجة الفلاح تئن وهي تنهار تحت أعباء الحياة. وفي صحراء كالاهاري تتغير تحت الشمس ألوان عظام نساء هيرورو العاجزات، أولئك اللواتي تطاردهن عصابة من الجنود الألمان، ويخضعن للموت المروع جوعاً وعطشاً. وعلى الجانب الآخر من المحيط وفي المنحدرات الشاهقة لبوتومايو تتلاشى صرخات الموت التي تطلقها النساء الهنديات المعذبات، اللواتي يتجاهلهن العالم، وهن يذوين في مزارع المطاط التي يمتلكها رأسماليو العالم. أيتها النساء البروليتاريات، الأفقر بين الفقراء، والأكثر سلباً لارادتهن بين العاجزات، أسرعن في الالتحاق بالكفاح من أجل تحرير النساء والبشرية من فظائع الهيمنة الرأسمالية". وكان موقفها المعلن أنه بالنسبة للمرأة البروليتارية "فان مطالبها متجذرة عميقاً في الأزمة الاجتماعية التي تفصل طبقة المضطهَدين عن طبقة المضطهِدين، ليس في التناقض بين الرجل والمرأة، وإنما في التناقض بين العمل ورأس المال" كلارا زيتيكن .."1857-1933" من ابرز العاملين في الحركة العمالية الالمانية والعالمية ومن مؤسسي فرقة سبارتاك في بداية الحرب العالمية الاولى مع كارل ليبنخت وروزا لكسمبورغ وفرانز مهرينغ ويوليان مارخليفسكي وليو يوهيغيس وولهم بيك ومن مؤسسي الحزب الشيوعي الالماني. كانت المبادرة الى تسمية يوم عالمي للمرأة عام 1910 يجسد نضال نساء العالم من اجل عالم اكثر امنا وسلاما ورفاهية لكل ابنائه ومن اجل المساواة الحقيقية. رائدات وأديبات عربيات وفي العالم العربي استطاعت المرأة ان تكسر مبكراً قيود الجهل والتخلف ولم تبق مساهمة المرأة في الحراك الاجتماعي والثقافي حالات استثنائية فخرجت المعلمة والمفكرة والاديبة والطبيبة وقبلهن جميعا المقاتلة من اجل حرية وطنها مثل الجزائرية جميلة بحيرد والشهيدة الفلسطينية دلال المغربي وشهيدات لبنان سناء محيدلي ولولا عبود وغيرهن الكثيرات. من الرائدات ماري عجمي: مثقفة ومدافعة عن المرأة في محاضرتها الأولى «المرأة والمساواة» قالت: «ثبتَ للعلماء أنَّ صلاح البلاد لا يتم ما لم يُوجد التوازن بين الجنسين في العِلم والمعرفة للوصول إلى مركزهما العلمي»وقد توفيت عام 1965. فلك طرزي: أديبةٌ ثورية الروح متمردة بعيدة عن التقاليد الرجعية عاشقة للهدمِ والبناء، هِدم الأشياء الزائفة والتقاليد البالية وبناء المجتمع المتين، وطالبت السياسيين أنّ يعتمدوا على الطبقة الكادحة لأنَّها أساس المجتمع وركنه المتين، وتمسكت بعربيتها، منتقدة من يحشو حديثه بلغةٍ غير لغته، وقد وتوفيت عام 1987. ذهينة الخطيب: أديبة متميزة حموية الأصل دمشقية المولد والمنشأ، دَرّست ثلاثين عاماً وجهت فيها الفتيات توجيهاً وطنياً، ثورياً، وكانت ضمن من شاركن في المظاهرات أيام الاحتلال الفرنسي وتوفيت عام 1992. نازك العابد: مثقفة سورية آمنت بأنَّ أقوى سلاح لمواجهة الاستعمار هو العلم والمعرفة، فأصدرت مجلة «العروس» بالتعاون مع رفيقاتها ومنهن ماري عجمي، فكانت «العروس» منبراً لقضايا المرأة، وكذلك أسست العابد أول جمعية نسائية ومدرسة خاصة للبنات، وشرحت قضايا بلادها الوطنية وحَظِيت بالتقدير ولقبتها الصحف الغربية جان دارك العرب، وتوفيت عام 1959. إلفت الإدلبي: ياسمينة دمشق ولدت فيها عام 1912، درست في مدرسة التجهيز للبنات، وكانت سيدة في المجتمع الشامي، تَحَدثت في كتاباتها عن العلاقة بين الرجل والمرأة وانتقدت الزواج الثاني، صنعت للنساء العربيات والسوريات مجداً أدبياً لا ينسى، ومن أعمالها: العرس الشامي، والمسحراتي، والدار الشامية، والبحرة، وأشجار النارنج، والزغرودة الشامية، توفيت الأديبة الادلبي عام 2007. دلال حاتم: ولدت في دمشق 1937، توفيت في 2008، تحمل الإجازة في الأدب 1955، عملت في وزارة الثقافة ومن ثم في الاتحاد النسائي، وساهمت في إصدار مجلة المرأة العربية وكانت سكرتيرة التحرير، وساهمت في إعداد مسلسلات إذاعية للأطفال ومسرحيتين لمسرح العرائس ولها مؤلفات كثيرة. كوليت خوري: شاعرة واديبة وروائية سورية جدها رئيس الوزراء السوري السابق فارس الخوري في عهد الاستقلال . كتبت كوليت الخوري بالفرنسية و الإنكليزية إلى جانب لغتها الأم العربية .وكانت تعمل محاضرة في جامعة دمشق كلية الآداب. وعملت في الصحافة السوريةوالعربية منذ ايام الدراسة. حصلت على شهادتين في الحقوق وآداب اللغة الفرنسية من جامعة دمشق وبيروت، وتكتب الشعر والرواية باللغتين الفرنسية والعربية، وهي حاليا مستشارة في رئاسة الجمهورية العربية السورية لشؤون الأدب . سنية صالح: كاتبة وشاعرة، ولدت في مدينة مصياف عام 1935.وكانت زوجة الشاعر الراحل محمد الماغوط، وتزوجته عندما كانت طالبة في كلية الآداب في جامعة دمشق في الستينات و أنجبت منه ابنتين هما شام و سلافة ، لها عدة دواوين شعرية، توفيت سنية صالح عام 1985 في مستشفى في ضواحي باريس بعد صراع مع المرض استمر 10 شهور. من اعمالها: الزمان الضيق (شعر) عن المكتبة العصرية - بيروت (1964). حبر الإعدام (شعر) عن دار أجيال - بيروت (1970). قصائد (شعر) - عن دار العودة - بيروت 1980. ذكر الورد - (كتاب) الصادر عن دار رياض الريس للكتب والنشر- بيروت 1988. غادة السمان: كاتبة وأديبة ولدت في دمشق عام 1942, ولها صلة قربى بالشاعر السوري الكبير نزار قباني. اكتسبت شخصية غادة الأدبية والإنسانية أبعادا متعددة ومتنوعة. سرعان ما اصطدمت بقلمها وشخصها بالمجتمع الشامي (الدمشقي) الذي كان شديد المحافظة إبان نشوئها فيه. أصدرت مجموعتها القصصية الأولى "عيناك قدري" في العام 1962 واعتبرت يومها واحدة من الكاتبات النسويات اللواتي ظهرن في تلك الفترة، مثل كوليت خوري وليلى بعلبكي، لكن غادة استمرت واستطاعت ان تقدم أدبا مختلفا ومتميزا خرجت به من الاطار الضيق لمشاكل المرأة والحركات النسوية إلى افاق اجتماعية ونفسية وإنسانية. عملت غادة في الصحافة وبرز اسمها يوم كانت بيروت مركزا للأشعاع الثقافي. ظهرت بعد ذلك مجموعتها القصصية الثانية " لا بحر في بيروت" عام 1965. ثم سافرت إلى أوروبا وتنقلت بين معظم العواصم الاوربية، وعملت كمراسلة صحفية لكنها عمدت أيضا إلى اكتشاف العالم وصقل شخصيتها الأدبية بالتعرف على مناهل الأدب والثقافة هناك، وبدا أثر ذلك في مجموعتها الثالثة "ليل الغرباء" عام 1966. في عام 1973 أصدرت مجموعتها الرابعة "رحيل المرافئ القديمة" صورت فيها المأزق الذي يعيشه المثقف العربي والهوة السحيقة بين فكره وسلوكه. في أواخر عام 1974 أصدرت روايتها "بيروت 75" والتي غاصت فيها بعيدا عن القناع الجميل لسويسرا الشرق إلى حيث القاع المشوه المحتقن، وقالت على لسان عرافة من شخصيات الرواية "أرى الدم.. أرى كثيرا من الدم" وما لبثت أن نشبت الحرب الاهلية بعد بضعة أشهر من صدور الرواية. مع روايتيها "كوابيس بيروت " 1977 و"ليلة المليار" 1986 تكرست غادة كواحدة من أهم الروائيين والرئيات العرب. هيفاء بيطار: من مواليد اللاذقية عام 1958. تخرجت من كلية الطب البشري من جامعة تشرين في اللاذقية عام 1982. حاصلة على جائزة أبي القاسم الشابي عن مجموعتها القصصية «الساقطة» عام 2002 من بين مئة وخمسين مخطوط. من أعمالها: الساقطة: /مجموعة قصصية/ فضاء كالقفص /قصص/ يوميات امرأة مطلقة /رواية/. سمر يزبك: كاتبة وصحافية سورية ولدت في مدينة جبلة عام 1970. كتبت روايات وقصص وحلقات تلفزيونية وأفلام وثائقية. آخر إصداراتها رواية "رائحة القرفة" ولها قبل الرواية الإصدارات التالية: ـ «باقة خريف» مجموعة قصص. ـ «مفردات امرأة» مجموعة قصص. ـ «طفلة السماء» رواية. ـ «صلصال» رواية. امتازت كتابات سمر يزبك بالجرأة والدخول في المناطق المحرمة. كتبت نصوص 13 فيلما ونص مسلسل واحد، وهي تعد برنامجا للتلفزيون السوري. وتزخر سورية الآن بحركة ادبية وثقافية نسائية قل نظيرها ولا يتسع المجال هنا للمزيد الا ان نذكر سريعا بعضا من هذه الاسماء مدركين ان من لم نذكرهن سيعذرننا: قمر كيلاني، ابتسام الصمادي، نجلاء علي، نجاح ابراهيم، رباب هلال، ماري رشو، سلمى الحفار، فاديا سعد، حنان درويش، فادية غيبور، انيسة عبود، مرام المصري، خلات محمد، هنادي زرقة، حميدة نعنع، هالا محمد، رولا حسن، . . . اعداد: حسين خليفة


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني