PCP

يا عمال العالم اتحدوا

مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في مؤتمر حزب أكيل الحادي والعشرون

الرفيقات والرفاق الأعزاء، باسم اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني أحييكم واعبر لكم عن سعادتنا بالمشاركة في المؤتمر الحادي والعشرون لحزبكم ،حزب أكيل،متمنين لكم النجاح في تحقيق أهداف مؤتمركم لتحقيق وحدة بلدكم والسير قدماً من أجل تحقيق الأهداف النبيلة التي يناضل من أجلها الشيوعيون في كل أرجاء العالم من أجل إقامة المجتمع الإنساني الخالي من استغلال الإنسان لأخيه الإنسان وتحقيق السلام بين الشعوب دون أن يلحق أي غبن لأي طائفة أو قومية خاصة في بلدكم العزيز. ينعقد مؤتمركم الحادي والعشرون في ظل وضع دولي متردي تتعرض منطقتنا كلها لهجمة امبريالية صهيونية شرسة تستهدف تفتيتها إلى دويلات طائفية أو عرقية كي تصبح أكثر انسجاماً مع متطلبات النظام العالمي الجديد والعولمة الرأسمالية.انه لمن واجبنا الوطني والأممي التصدي لهذه السياسات الرأسمالية وسائر النماذج النيولبرالية . فخلال السنوات القليلة الماضية أثبتت الرأسمالية عجزها الكامل عن حل أي مشكلة تقف أمام البشرية ،وبالعكس فاقم تطور الرأسمالية في ظل غياب البديل الاجتماعي الاقتصادي ، والرادع الدولي القوي لها ، والذي كان يشكله الاتحاد السوفيتي والمنظومة الاشتراكية كل التناقضات التي تعيشا البشرية وزاد من بؤس حال أغلبيتها. انه بعد الردة عن المشروع اللينيني ومحاولة خروشوف وزمرته العسكرية تدمير المشروع اللينيني الذي بناه الرفيقين لينين وستالين العظيمين انحدرت بعض الأحزاب الشيوعية إلى منزلق تغليط اللينينية واعتبارها شيء من الماضي غير قابلة للتطبيق وقال بعض الانتهازيين والتحريفيين إن الماركسية قد شاخت ولا بد من تحديثها، كما تعرضت الماركسية اللينينية إلى انقسامات وتحريفات قادتها بعض العناصر الانتهازية والتحريفية التي تسللت إلى جسم الأحزاب الشيوعية المختلفة ،وخاصة في العالم العربي، وسمت نفسها باليسار أو اليسار الديمقراطي وانشقت عن الأحزاب الشيوعية وأعطت نفسها أسماء مختلفة متنكرة للإرث الماركسي اللينيني، وراحت تبشر في خطاباتها بمصطلحات البرجوازية كالإصلاح السياسي أو إلى التغيير الديمقراطي وأصبح همهم ينصب على الإصلاح الديمقراطي المناقض للتوصيف الماركسي اللينيني بان تكون الطبقة العاملة هي البديل الثوري للحكم البرجوازي الكومبرادوري الراهن. لقد تخلت هذه الأحزاب عن العمود الفقري للماركسية وهو الصراع الطبقي وانتحلت لنفسها مقولة حزب الشعب كله. على غرار "دولة الشعب كله" التي انتحلها المرتدين لتبرير هجومهم على المشروع اللينيني، كما أن البعض ذهب إلى أبعد من ذلك حيث قال أن الماركسية تقادمت وشاخت ولابد من تحديثها. إنه لابد من تعرية هؤلاء المرتدين وهذه الأحزاب المرتدة عن المنهج الماركسي اللينيني. ولابد من التنسيق والتعاون بين جميع الأحزاب الشيوعية "الماركسية اللينينية" وبين الأحزاب الشيوعية العالمية لنبقى على وفاءٍ بمتطلبات النضال والتصدي للهجمة الشرسة التي تتعرض لها الأحزاب الشيوعية من قبل دوائر الإمبريالية العالمية. لقد أخذت هذه الأحزاب على عاتقها تشويه الماركسية اللينينية بحجة الإصلاح والتحديث والتطوير الديمقراطي، حيث أصبح من الضروري التزام قياداتنا الحزبية كسائر قيادات الأحزاب الشيوعية في العالم بنظرية الماركسية اللينينية وتنظيم الطبقة العاملة بقيادة الأحزاب الشيوعية في سائر أنحاء العالم. إن الأحزاب الشيوعية التي انتحل البعض منها أسماء مختلفة تتفق ومصالح قادتها الشخصية تعمل الآن وخاصة في البلدان العربية كذيلٍ لأقطاب البرجوازية الوضيعة سعياً وراء مقعدٍ وزاري أو نيابي، وبدل أن تنخرط هذه الأحزاب بالحركة الجماهيرية والصراعات الطبقية تقوم بالتذييل للبرجوازية الصغيرة في بلدها. وإن أهم التزام لأحزابنا الشيوعية أن تكون محفزاً لبناء الحزب الجماهيري الثوري الذي يستطيع التأثير في المجتمع وأن يحرض الطبقة العاملة على الثورة لا على الخنوع والاستسلام. إن الرأسمالية أصبحت عاجزة عن إيجاد أطر مناسبة تصون القوى المنتجة فيها مما يزيد ويعمق من كافة تناقضاتها، هذه التناقضات المنبثقة عن التناقض بين العمل ورأس المال، والتناقض بين الطابع الاجتماعي للإنتاج والطابع الرأسمالي الخاص للتملك. وهذه التناقضات لا يمكن حلها إلا من خلال تفعيل الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج، أي من خلال انتصار الثورة الاشتراكية. أن الأزمات المتعاقبة التي تمر فيها الدول الرأسمالية لم تكن فقط نتيجة لعوامل طارئة، مثل أزمة الرهن العقاري كما تدعي الدول الامبريالية، بل هي نتيجة للأزمات الاقتصادية الدورية والتي هي صفة ملازمة للأسلوب الإنتاج الرأسمالي، كما أثبتها التحليل الماركسي اللينيني، وهذه الصفة هي تابعة من التناقضات التناحرية للإنتاج الرأسمالي والتي يأتي في مقدمتها التناقض بين الطبيعة الاجتماعية للإنتاج وأسلوب التملك الرأسمالي الخاص. أيها الرفاق، على الصعيد الفلسطيني، فإن سلطة الاحتلال الصهيوني تتخذ المزيد من الإجراءات القمعية والاستفزازية في معظم المناطق الفلسطينية، وأن سياسة نتنياهو اليمينية العنصرية القائمة على التنكر للحقوق الوطنية الشرعية للشعب الفلسطيني من خلال خلق واقع جديد على الأرض وذلك بهدم منازل الفلسطينيين في القدس العربية وتهجير أبنائها ووضعهم في العراء لصالح قطعان المستوطنين ومصادرة الأراضي في الضفة الغربية وتوسيع المستوطنات عليها، تساندها في ذلك الإمبريالية الأمريكية لتصفية القضية الفلسطينية كقضية شعب له الحق في التواجد الحر المستقل في إطار دولته الوطنية ذات السيادة الكاملة وعاصمتها القدس الشرقية، وعودة أبنائه المهجرين من قبل النظام الصهيوني العنصري إلى أرض وطنهم، كما ويجري التركيز على مفهوم "يهودية" الدولة "الإسرائيلية"، هذا المفهوم العنصري المناقض لأبسط أعراف القانون الدولي والمواثيق العالمية، وأن تشريع قانون المواطنية الجديد والإعلان على الملأ يهودية الدولة "الإسرائيلية" والطلب من الفلسطينيين والعالم أجمع الاعتراف بيهوديتها من أجل تصفية القضية الفلسطينية. ويصنع قادة للقيام بجريمة كبرى في المستقبل هو مشروع "الترانسفير" أي الترحيل الجماعي لعرب فلسطين القاطنين في حدود عام 1948. كل هذا يجري على مرأى الأنظمة العربية الرجعية العميلة للإمبريالية، ولولا تواطؤ الأنظمة العربية والتي تتصف بالرجعية والخضوع الكامل للإمبريالية لما استطاعة "إسرائيل" التمادي في التنكيل بالشعب الفلسطيني وهدم بيوته وتشريد الفلسطينيين في جميع أصقاع الأرض، فغالبية هذه الأنظمة القائمة في المنطقة لا تتجرأ على رفض أي مطلب صهيوني استعماري وأكثر من ذلك هناك العديد من الأنظمة تتسابق لإثبات كونها الخادم المميز لدى الاستعمار. وقد قامت هذه الأنظمة بناءاً على تعليمات الخارجية الأمريكية إعطائها الغطاء لسلطة أوسلو وسلطة عباس، وشيء من الشرعية للمسار التخاذلي التي تسلكه في حل القضية الفلسطينية وخاصة أحد مكوناتها الأساسية، حق العودة. إن المصالحة الوطنية الفلسطينية لم ترق "لإسرائيل" وأمريكا وبعض الدول العربية التي تدور في فلكها لم تحقق شيئاً بعد الآن. إن حزبنا يرى أن ما من سبيل أمامنا سوى المطالبة والعمل من أجل تغيير النهج الحالي للقيادة الفلسطينية وتبني نهج كفاحي يستجيب لصالح وتطلعات للحقوق شعبنا الفلسطيني كمطلب ملح لمجمل الحركة والوطنية الفلسطينية، إننا سنواصل التمسك بلا حدود بالحقوق الوطنية المشروعة والعادلة لشعبنا، وفي مقدمتها حقه في العودة وتقرير المصير وإقامة دولة فلسطينية مستقلة وعاصمتها القدس الشرقية، وعلى ذلك فإننا ندعم بلا حدود كل نهج كفاحي يستجيب لحقوقنا الوطنية وسنواصل معارضة النهج الاستسلامي الحالي. نحييكم مرة أخرى ونتمنى النجاح لمؤتمرك وإلى الأمام أيها الرفاق. عاشت الشيوعية والأممية البروليتارية عاشت الماركسية اللينينية الحزب الشيوعي الفلسطيني 25/11/2010


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني