PCP

يا عمال العالم اتحدوا

فشل تفاوضي مزمن هل حانت نهاية مرحلة أوسلو؟

للقيادة المتنفذة في منظمة التحرير الفلسطينية، ولمحمود عباس تحديداً، تاريخ طويل وعريق من المفاوضات السرية مع المحتل الإسرائيلي، لان الصفقات المشبوهة من الأفضل لأصحابها أن يعقدوها في الظلام. المناسبة هي الاجتماع السري ـ وربما الاجتماعات ـ التي عقدها عباس مع ايهودا باراك، وزير الحرب الصهيوني وشريك نتنياهو الرئيسي في الحكومة الإسرائيلية، قبيل افتتاح جلسة المفاوضات المباشرة في امريكا (2/9) في عمان حيث النظام الملكي العريق في عقد الصفقات المشبوهة. هكذا كان الأمر في الثمانينيات عندما كان عصام السرطاوي يجالس الصهاينة سرأ وعلانية بينما كان «جيش الدفاع» يقصف بيروت وقد قتل السرطاوي بعد ذلك. . . وكذلك كان آل الحسن (هاني وخالد الحسن) يعقدان صفقاتهما مع الصهاينة في الخفاء بعلم من ياسر عرفات طبعا الذي كان ينتظر نتائج كل جولة ليعلن موقفه فيستمر المفاوض في مهمته أو ينكفىء هو ومفاوضاته. . . . أما السيد أبو مازن فقد كان في أوج انطلاقة الثورة الفلسطينية رجل المفاوضات السرية الأول، وقد تابع مسيرته «المفاوضاتية» وتوجها في أوسلو 1993، فبينما كان الوفد الفلسطيني الرسمي بقيادة المرحوم حيدر عبدالشافي يفاوض جنبا إلى جنب مع الوفود العربية التي شاركت في مؤتمر مدريد عام 1991، كان هو يعقد في الظلام صفقة أوسلو مع الصهاينة ليقدم وجبة تنازلات دسمة تبينت نتائجها لاحقا في مخترة غزة ـ أريحا التي منحت لياسر عرفات تحت اسم الحكم الذاتي المحدود ثم توسيعها لاحقا لتشمل سيطرة شرطة دحلان والرجوب على مدن الضفة والقطاع، إن هذه المخترة لم تجلب للشعب الفلسطيني سوى الويلات والتراجعات والانقسام في حركته الوطنية التحررية. الغموض البناء جولة المفاوضات الأولى التي عقدت في نيويورك بإشراف هيلاري كلينتون وحضور أردني ومصري انتهت إلى ما سموه باتفاق إطار، أي خطوط رئيسية لما سيتم شرحه في المفاوضات اللاحقة أواسط هذا الشهر (أيلول)، ويبدو انه كتب على الشعب الفلسطيني تجرع مرارات الاتفاقات الغامضة ـ وهي غامضة قصدا وليس عن قلة دراية أو خبرة للمفاوض الفلسطيني العاجز ـ وتجريب نتائجها الكارثية كل مرة من أوسلو إلى كامب ديفيد وواي ريفر وغيرها. . .. واتفاق الإطار الذي تحدثوا عنه هو وليد مفاوضات أبو مازن ـ باراك السرية في عمان. اما عن استمرار تجميد الاستيطان الذي تضعه السلطة شرطا لاستمرارها في المفاوضات العبثية فقد اعلن كل من له علاقة بالموضوع في الحكومة الاسرائيلية ان موعد 26/9 لانتهاء قرار تجميد الاستيطان غير قابل للتمديد، فماذا سيفعل محمود عباس بمفاوضات لم تبدأ بعد بشكل فعلي بينما شركاؤه الاسرائيليون يحرجونه بهذا التحدي والصلف؟ لم تجد السلطة أحداً من أبناء الشعب الفلسطيني يناصر سياستها المتخاذلة باعتراف بعض قادتها، فتوجهت إلى الجمهور الإسرائيلي عبر بعض رموزها التي استهلكت في الشارع الفلسطيني مثل ياسر عبدربه وجبريل الرجوب وسلام فياض ورياض المالكي وغيرهم من سدنة سلطة الجنرال الامريكي دايتون ليقولوا للإسرائيليين بعبرية فصيحة: شالوم لكم جميعاً نحن شركاؤكم. هناك فرصة لصنع السلام، فهل أنتم مستعدون لها؟ لقد نجحت إسرائيل في تحويل رجال السلطة الفلسطينية إلى رجال أعمال كما وصف احد المفكرين العرب، ورجال الأعمال يبحثون عن استثمار أموالهم لا عن تحرير أوطانهم!! إن الرعب الذي ينتاب السلطة الفاسدة جعل كبير مفاوضيها العريق عريقات يصرح للإذاعة الإسرائيلية: «إذا لم نصل إلى اتفاق دائم، فإن السلطة الفلسطينية ستنتهي». ولا ندري من يخوف عريقات بإنذاره هذا؟ فإذا كان يقصد الشعب الفلسطيني وقواه الحية فهي لا تعلق أية آمال على سلطة التفاوض اللانهائي، أما إذا كان يتوجه بتهديده هذا إلى أصدقائه في إسرائيل وأمريكا فهو محق تماماً لأن هذه السلطة فقدت آخر ورقة توت منذ زمن بعيد وآخر جدار هش تتكىء عليه هو هذه الجولة من المفاوضات. المقاومة تعود إلى الضفة الرد على هذا النهج المدمر جاء سريعا عبر العملية البطولية التي هزت إسرائيل، حيث قتل أربعة مستوطنين إسرائيليين في عملية للمقاومة عشية انطلاق المفاوضات، ثم تلتها عدة عمليات جريئة للمقاومة في الضفة الغربية تحديداً، وهي التي عاشت هدوءاً كانت تتباهى به سلطة عباس كأحد أهم انجازاتها، وضد المستوطنين الذين يعتبرون قوة احتلال وليسوا مدنيين. . . كما أكدت الأجنحة العسكرية لـ13 فصيلاً فلسطينياً بينها كتائب الأقصى (رغم النفي الذي صدر لاحقا من أجهزة سلطة أوسلو باسم كتائب الأقصى) في مؤتمر عقدته في غزة على خيار المقاومة كخيار وحيد يعيد الأرض والحقوق وهي: كتائب القسام، سرايا القدس، ألوية الناصر صلاح الدين، كتائب الناصر صلاح الدين، كتائب المجاهدين، حماة الأقصى، كتائب شهداء الأقصى وحدات الشهيد نبيل مسعود، كتائب أبو علي مصطفى، كتائب سيف الإسلام، كتائب الشهيد جهاد جبريل، قوات الصاعقة، وكتائب الأنصار. ورداً على هذه العمليات الجريئة التي تعكس نبض الشارع الفلسطيني وسّعت سلطة دايتون حملات اعتقالها لنشطاء المقاومة لتؤكد إخلاصها لدورها الوظيفي في حماية أمن الاحتلال، فاعتقلت المئات منهم، لكنها كأسيادها لن تستطيع إخماد جذوة المقاومة التي لا بد أن تستمر وتتصاعد حتى النصر والتحرير. ان هذه المفاوضات، رغم عبثيتها والكذب الذي يمارس عبرها على الشعب الفلسطيني والشعوب العربية، هي مقدمة لانتفاضة جديدة، وربما لتحول في اساليب وتكتيكات المقاومة الفلسطينية مستفيدة من دروس الانتفاضة الوطنية الكبرى عام 1987 وانتنفاضة الاقصى 2000 التي انطلقت بعد فشل مفاوضات كامب ديفيد لمن يحتاج الى انعاش ذاكرته. وعد الخالد


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني