PCP

يا عمال العالم اتحدوا

العقيدة الصهيونية الثابتة سفك الدماء من دير ياسين .. إلى مياه البحر المتوسط

ما أشبه اليوم بالأمس، إذ لا غرابة بالمطلق من أي فعل شائن تقوم به حكومة أو دولة استمدت جذورها أصلاً من عصابات إرهابية مجرمة ديدنها القتل والذبح بأعصاب باردة ميتة لتحقيق غاياتها الخبيثة المرسومة، فالمبدأ الميكيافيللي هو منهجها (الغاية تبرر الوسيلة) فهي لا تتوانى عن القيام بأقذر الأعمال خدمة لأهدافها وغاياتها حتى ولو أصاب الضرر أبناء جلدتها أحياناً، فالتاريخ يعلـّمنا أن عصابات (الهاغاناه) قامت في /25/ تشرين الثاني /1940/ بتفجير سفينة الركاب «باتريا» الراسية في ميناء حيفا وكان على ظهرها أكثر من /200/ مئتي مهاجر يهودي من أوروبا إلى فلسطين ولكن سلطات الاحتلال الإنكليزي لم تسمح لهم يومها بالنزول وقوفاً عند مراسيم الهجرة التي وضعتها الحكومة البريطانية والتي بموجبها يمنع الدخول إلى فلسطين إلا لمن يملك رأسمالاً لا يقل عن (ألف جنيه إسترليني) وأسباباً أخرى تتعلق بمصالح الاستعمار البريطاني وقتذاك، وقبل مغادرة السفينة المرسى أوصلت مجموعة من ممثلي الوكالة اليهودية إلى ظهر السفينة صناديق ثقيلة قيل أنها محملة باللحوم المعلبة وغيرها، كمعونة لركاب السفينة قبل مغادرتها الميناء ولكن تبين أنها مواد متفجرة أدت إلى تحطيم السفينة وقتل جميع ركابها ووجهت أصابع الاتهام مباشرة لأعداء السامية العالميين وكذلك جرى التلميح إلى عرب فلسطين حيث نظم عملاء الهاغانا والوكالة اليهودية حملة دعائية تضليلية في الصحافة الغربية بهذا الخصوص. إن دولة إسرائيل الصهيونية والتي هي خلاصة الفكر العنصري الرجعي والساطور الدامي لكبرى كبريات الشركات الاحتكارية الإمبريالية المندمجة مصالحها الطبقية عضوياً بالرأسمال المالي اليهودي، لا تحتاج أبداً للذرائع والحجج لممارسة عقيدتها الصهيو ــ إمبريالية الثابتة والمستندة إلى أساسيات نذكر بعضها: 1 ــ الوثائق التاريخية المزعومة والمستجدة من كتبهم الدينية التي تجعل جميع البشر الآخرين هم «غوييم» كلفظة يهودية ــ عبرية تعني الناس من المراتب الدنيا مقارنة بشعب الله المختار وصولاً إلى تشبيههم بالحيوانات. حتى المؤتمر الصهيوني الأول المنعقد في (بازل) /29/ آب /1897/ بسويسرا، إلى بروتوكولات حكماء صهيون وغيرها. 2 ــ استخدام جميع الوسائل المتوفرة لديها وفي مقدمتها الاغتيالات الفردية للشخصيات الوطنية والتقدمية المقاومة والمثقفين البارزين ورجالات العلم والأدب المناهضين للصهيونية وغيرها من الوسائل مثل: (المال ــ الجنس ــ التجسس ــ الابتزاز ــ الكذب .... الخ)حيث تمد شباكها ليقع فيها المترددون وبائعو الذمم وعَبَدة المال وخونة الأوطان، والذين يكنزون الذهب والفضة في بنوك العم سام!. 3 ــ ترتبط بالإمبريالية العالمية وعلى رأسها الإمبريالية الأمريكية بألف رباط وتستخدمها العون والدعم والمساعدة وعلى جميع الجبهات. 4 ــ تعتمد كثيراً على جهازها المخابراتي الأخطبوطي المسمى (الموساد) وغيره الأكثر خطورة مثل آمان وهاناتيف. 5 ــ تعتبر الشيوعية وأحزابها الماركسية ــ اللينينية عدّوها اللدود الأول وتقاوم الاشتراكية الفعلية بل تعيث فساداً في دولها إن استطاعت إلى ذلك سبيلاً، وتخريب الأحزاب الشيوعية من الداخل، فما من تحريفية أو انتهازية داخل تلك الأحزاب إلا وتكون الصهيونية سندها الأول إن لم يكن مباشرة كالتروتسكية والبريسترويكا الغورباتشوفية، فهي سندها من حيث النتيجة وما تخريب الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي وأوروبا الشرقية إلا إحدى تجليات الفعل الصهيوني. 6 ــ الاعتماد الكبير على الإعلام وتوجيهه بما ينسجم مع العقيدة الصهيونية وكيانها الغاصب في فلسطين وبث ثقافة اللا وطنية وتأليه الملكية الخاصة وغير ذلك. وهذا غيض من فيض .. ولكي تبقى القاعدة ثابتة ويظهر اللاهثون وراء سراب (السلام الإسرائيلي) على حقيقتهم عُراة في وضح النهار حتى من ورق التوت، وترتفع رايات المقاومين ومنهجهم الثابت المتماسك .. فهذا الكيان لا يفهم لغة الوعظ بل يفهم لغة واحدة وحيدة أوجزها الشاعر العباسي أبو تمام بقوله: السيف أصدق أنباءً من الكتب في حدّه الحدّ بين الجدّ واللعب وقد فهمها تماماً في صمود غزة البطلة عام /2008 ــ 2009/. وفهمها كذلك في أيار /2000/ وتموز /2006/ عندما لقنه المقاومون اللبنانيون الأشاوس بقيادة السيد حسن نصر الله دروساً في المقاومة والانتصار. نعم .. إن هذا الكيان الصهيوني لا يفهم لغة الإنسانية فليس في قاموسه مفردات من هذا النوع ولذلك أقدم وكعادته على تلك القرصنة البحرية المخزية بدعم وتأييد علني أو موارب من أسياده الإمبرياليين الأمريكيين عندما يعطلون أي قرار من مجلس الأمن (بالرغم من هزالته ولا حياديته) يدين أعمال إسرائيل مهما كانت بربرية، وهمجية! فهي تدافع عن نفسها ضد الإرهاب ... والمخربين حتى لو كانوا عُزلاً في وسط البحر كما جرى لسفن الحرية التي جمعت حشداً من أصحاب الضمائر الحية وعشاق الحرية من بقاع الدنيا المختلفة جاؤوا يحملون رسالة إنسانية لأطفال وشيوخ وشعب يتجاوز المليون ونصف المليون يفتقدون لأبسط مقومات الحياة فهم محاصرون من دولة غاصبة لأرضهم ومن نظام باع نفسه في سوق النخاسة لأعداء فلسطين وأعداء الحرية. إنه نظام الرئيس حسني مبارك ومحاربون لهم من أقرب المقربين (سلطة رام الله) المنبثقة عن اتفاقيات أوسلو التآمرية والتي تم التوقيع عليها بقصد إنهاء قضية الشعب الفلسطيني مرة واحدة وإلى الأبد (قد لا تكون بعض القيادات التاريخية الفلسطينية فهمت الموضوع بهذا الشكل .. ولكن الفهم الطبقي لطبيعة الصراع الدائر عالمياً يجعلنا لا نثق بأي مشروع ظاهره صالح الشعوب وخيرها .. يصدر عن الإمبريالية الأمريكية فحُسن النوايا هنا لا ينفع).... نعم .. لقد جلبوا معهم في أسطول الحرية مواد ذات طابع إنساني بحت (غذاء .. دواء .. لباس .. قرطاسية .... الخ). إن إسرائيل وحُماتها ومن لفّ لفـّهم يريدون لهذا الشعب أن يموت حصاراً!! (نتذكر نيرون وهولاكو وهتلر وجورج بوش الصغير) تحت سمع العالم وبصره، فمن حاول أو يحاول إغاثتهم فالويل له لأن الرصاص الإسرائيلي ــ الأمريكي له بالمرصاد. طوبى وألف طوبى لكم يا شهداء أسطول الحرية! إن الفعل الإجرامي قوبل بمظاهرات عالمية تنديداً واستنكاراً لهذه القرصنة الإسرائيلية. فرئيس الوزراء التركي السيد رجب طيب أردوغان أبدى في كلمة له أمام برلمان بلاده غضبه وامتعاضه الشديد من هذه القرصنة وسماها (بالإرهاب الدولي) وكذلك (هو عمل دنيء). ووزير الخارجية الإيراني اعتبر الهجوم على أسطول الحرية بأنه عمل همجي وطالب بمحاكمة بنيامين نتنياهو وإيهود باراك على هذه الجريمة .. أما رئيس النظام المصري وحفاظاً على ماء الوجه وكتكتيك سياسي ولتضليل الجماهير المصرية والعربية الغاضبة وبناءً على نصائح جاءته من دوائر معروفة أمر (بفتح معبر رفح بشكل مؤقت)، )هكذا تكون النخوة .. أليس كذلك!!!؟). إننا مهما حاولنا في هذه السطور أن نستعرض التاريخ الإجرامي لهذه الدولة الغاصبة فلن نفي بالغرض، ففي الفترة الواقعة بين كانون الأول /1947/ حتى نيسان /1948/ فرغت فصائل (الهاغاناه وشتيرن) مجموعة كبيرة من القرى الفلسطينية مثل: (كفازه، سلامة، بئر عباس .... وغيرها) من سكانها العرب العُزّل من السلاح وكانت الجريمة الفظيعة التي ارتكبها قتلة (شتيرن) و (إيرغون تسفامي ليومي) في قرية دير ياسين العربية وراح ضحيتها /254/ شخصاً من سكانها وقد كتب مناحيم بيغن وقتها (تقبلوا تهنئتي بمناسبة التنفيذ الرائع لهذه العملية، إننا نحن القيادة نحييكم ونفخر بالنتائج الباهرة وبروحكم القتالية في هذه المعركة غير الهينة). ويتابع مناحيم بيغن (ليكن الأمر في كل مكان كما في دير ياسين). وقد أصبح هذا الإرهابي القاتل رئيساً لوزراء إسرائيل وصديقاً حميماً للمقتول أنور السادات في توقيعهما لاتفاقيات كامب ديفيد الخيانية. إن تاريخ هذا الكيان ملطخ بالدماء البريئة، ولكن صبر الشعوب لن يطول كثيراً، فالمقاومة الشعبية التي انبثقت من جوف المظالم والجور ستعرف كيف تقلب الموازين. فإسرائيل لم تعد القوة الضاربة الوحيدة في المنطقة، فهناك قوة المقاومة وقوى الصمود .. هناك الدعم الإيراني في وجه الغطرسة الصهيونية وصمود سورية يشكل عاملاً مهماً .. والمقاومة اللبنانية تقف بشموخ وإباء ففي آخر خطاب له بمناسبة أعياد النصر في أيار، قال السيد حسن نصر الله: (إذا حاولت إسرائيل الاعتداء على لبنان فإن صواريخ المقاومة ستطال جميع السفن والبواخر التي تدخل موانئ فلسطين المحتلة أو حتى مياهها). إن وحدة صفوف الفصائل الفلسطينية المقاومة باتت ملحة وضرورية لإجراء الفرز اللازم بين نهجين أحدهما استسلامي منضوي تحت شعارات ومشاريع السلام الوهمية بقيادة أمريكية ــ إسرائيلية ــ رجعية عربية. ونهج مقاوم أهدافه تكون واضحة وهي إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة. هذه الدولة عاصمتها القدس وعودة جميع اللاجئين الفلسطينيين إلى ديارهم التي طردوا منها ظلماً وعدواناً ولتكون هذه المقاومة سنداً حقيقياً لقوى المقاومة اللبنانية والعراقية ولدول الصمود والتحرر الوطني في المنطقة.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني