PCP

يا عمال العالم اتحدوا

وضعية المرأة

وضعية المرأة متى تتجسد المساواة الحقيقية؟ لا تزال المساواة بين الجنسين ضربا من الوهم حتى في البلدان الأكثر " تقدما"، فالنساء ما يزلن يمثلن ضحية أبشع أشكال التمييز التي تمس كيان نصف سكان المعمورة. ويجدر القول ـ والواقع يؤكد ذلك ـ أنه أولا وقبل كل شيء فالفقر والبؤس يستبد أكثر فأكثر بالمرأة، حيث أن 60% من سكان العالم يعيشون في فقر مدقع، وعندما تطفوا المشاكل الاقتصادية على السطح في بلد ما، فإن النساء هن أولى المتضررات. وتكشف الأرقام أن ثلثي الأميين في العالم من النساء . إن النساء يعانين من الاستغلال، والاغتصاب، فهن ضحية العنف المنزلي وكذا مختلف الأشكال الأخرى من التمييز والاحتقار، و في أفريقيا وآسيا يتعرضن للختان الذي يؤدي إلى عواقب وخيمة على صحتهن الجسمانية والمعنوية. ولا تبدو التطورات التي وقعت منذ مؤتمر BEJING المنعقد منذ 10 سنوات سوى شعارات فارغة واستهلاكية، ذلك أن الالتزامات التي تم التعهد بها في موضوع مشاركتهن في الحياة الاجتماعية والسياسية وإيقاف العنف الممارس إزاءهن بقيت مجرد حبرا على ورق. فالأرقام تتكلم بنفسها وتكشف ديمومة قساوة المجتمع الأبوي التسلطي، حيث تموت 60 مليون امرأة وطفلة صغيرة كل سنة من جراء المعاملات القاسية، كما أن حوالي 40% من النساء يتعرضن لعنف همجي من قبل أزواجهن.. وتعمل النساء في أمريكا اللاتينية غالبا في ظروف قاهرة ولا إنسانية، وعندما يفلتن من مخالب الاقتصاد الموازي يقعن فريسة الاستغلال في صناعات تم نقلها من أماكن أخرى من" العالم الأول"، حيث يصل يوم العمل إلى 15 ساعة مقابل أجور زهيدة وفي ظروف عمل تفتقر إلى أدنى شروط النظافة والأمن. كذلك الوضعية الاجتماعية للمرأة الهندية تزداد سوءا، فهي لا تزال تعيش أحلك عصور الاستغلال والتي تنضاف إلى التمييز العنصري ووضعيتها المتردية سالفا . كما تتفاقم وضعية المرأة في الآونة الأخيرة في قارتنا( القارة الأمريكية). فقد تم اغتيال آلاف النساء، وهذا دون أن تأخذ الحكومات هذه الجرائم مأخذ الجد. فقضية CIVDAD JUAREZ على حدود المكسيك مع الولايات المتحدة، حيث قتلت أكثر من 300 امرأة وكأن شيئا لم يحدث، فلا أرواح أزهقت ولا همجية حدثت، سوى أن الصمت والتواطؤ لفا الحقيقة. لقد كان أيضا لتنامي الهجرة إفرازات خطيرة على وضع المرأة، فمناصب العمل التي تمنح للنساء هي مؤقتة وشاقة وأقل ثمنا وأقل حماية من طرف القوانين الاجتماعية. وعلى هذا تعالت أصوات التنديد بالعبودية العصرية هذه، وهذا دون الحديث عن الشبكات السرية لتهجير النساء اللواتي يغذين شبكات الدعارة القسرية كما يحدث على سبيل المثال في أوروبا. إن الأوضاع في البلدان "المتقدمة" ليست بالوردية بتاتا، فالنساء عموما يتقاضين أجورا أقل بـ 20% لقاء عمل مماثل لعمل الجنس الآخر. ثم إن التمثيل السياسي للنساء في دوائر السلطة لا يزال في مستوى بدائي ينم عن طبيعة النظام الرأسمالي الاستغلالي. ومن المؤكد أن فتح الحقل السياسي والتطلع إلى الوظائف والنضال النسوي، كل ذلك يبدو اليوم أكثر من ضرورة، يضاف إليها ضرورة وعي الرجال بحقيقة المساواة الكائنة أصلا بينهم وبين النساء، ولكن يبقى أن تحرر المرأة لا يرتبط بالذهنيات ولن يضمنه التطور في القوانين بقدر ما أن هذه المكاسب تهيئ الظروف المواتية للوعي بأن استغلال وقهر المرأة ليس وليد الأمس ولكن يرتبط بظروف اقتصادية معينة تسير وفق نظام ومنطق معين يولد بدوره هذا المجتمع الأبوي التسلطي، لذا فإن التحرر الفعلي والحديث عن المساواة الفعلية لن يتحقق سوى بالقضاء على مسبباتها التاريخية والاجتماعية والاقتصادية والمضي إلى بناء عالم أفضل تتساوى فيه حقا المرأة والرجل. طايل كاهنة


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني