PCP

يا عمال العالم اتحدوا

هيلاري كلينتون: ... إسرائيل أولاً ... يا عرب الانبطاح؟!

قد يكون من نافل القول التأكيد وإعادة التأكيد على الحقيقة والبديهة التي لا تشوبها شائبة وهي الانحياز الإمبريالي الأمريكي لإسرائيل الصهيونية بل هما (كل في واحد) وإسرائيل ثكنة عسكرية أو ترسانة متقدمة تحوي أحدث التكنولوجيا والآلات العسكرية لتنفيذ مصالح الإمبريالية العالمية وعلى رأسها الأمريكية في المنطقة وذلك جيو ــ سياسياً واقتصادياً وإعلامياً ... الخ. وهي مكلفة من قبلهم رسمياً بزعزعة أمن المنطقة وتوترها الدائم لاستمرار تدفق الخامات الرخيصة لأسواقهم وصناعاتهم وعلى رأس هذه الخامات الرخيصة (الطاقة البترولية). وعلى هذا الأساس فإن دولة إسرائيل اليهودية (الكيان الصهيوني الغاصب) ليست معنية بأي سلام كان. وأي حديث من جانبها أو جانب حماتها عن ما يسمى بعملية السلام هو في حقيقته ومضمونه يعني الاستسلام والرضوخ التام لمشيئة دولة إسرائيل وبالشروط السابقة الذكر. أي قبولها في موقع الآمر الناهي، والمعلم المطاع والمخطط الرئيسي لكل ما يجري في المنطقة .. وهذا هو جوهر الشرق الأوسط الكبير الجديد، تحت يافطة السلام الكاذبة والمنافقة. ولا بأس هنا من ذكر بعض التصريحات الأمريكية غير الجديدة والتي لا تضيف شيئاً للحقائق المعروفة لدينا جيداً ولكنها تؤكدها: ففي اجتماع اللجنة اليهودية ــ الأمريكية في الولايات المتحدة الأمريكية قالت وزيرة الخارجية الأمريكية هيلاري كلينتون حرفياً: (بأن أمن إسرائيل يأتي على رأس اهتماماتهم في المنطقة ....) ثم بدأت بالتهويل والتحذير من ما يسمى بموضوع صواريخ (سكود) المنقولة من سورية إلى حزب الله حسب زعم إسرائيل، وطبعاً بلهجتها التهديدية «إن نقل أسلحة من سورية إلى حزب الله سيهدد أمن إسرائيل ويزعزع أمن المنطقة»!! (يجب التوقف عن دعم المتشددين «المقاومين» من أجل السلام؟!!) (إن سورية بتسليح حزب الله تعرض المنطقة لمخاطر الحروب!!) هكذا إذن؟! ومع ذلك يستمر التخاذل الرسمي الرجعي العربي المساوم في قبول مشاريع (السلام) الأمريكية الموهومة إمعاناً منها في الهبوط أكثر نحو الحضيض الأمريكي وخداعاً للشعوب العربية لأن تلك الأنظمة تشكل حواضن للمصالح الأمريكية والصهيونية في المنطقة بل لهم حصص في النهب ... بدءاً من حكام رام الله وصولاً إلى ملوك النفط وأمراءها .. ولكن السيدة كلينتون تصم أذنيها وتغمض عينيها وتحاول جاهدة حجب نور الشمس بغربالها المهترئ. فإسرائيل التي قامت أصلاً على العدوان والمجازر الرهيبة ولم تتوقف يوماً عن أعمالها البربرية .. مدججة بكل صنوف الأسلحة بما فيها النووية ... إسرائيل هذه الدولة المغتصبة والمارقة على كل القوانين والأعراف الدولية .. بنظامها العنصري وقتلها للأطفال كأول دولة في العالم وحروبها الدامية، إسرائيل هذه ليست خطراً على أمن المنطقة بل هي حمل وديع مسالم ويجب حمايتها من صواريخ حزب الله التي أحدثت خللاً كبيراً في ميزان القوى التكنولوجي. نعم .. ونحن نشهد على ذلك .. إن حزب الله أحدث خللاً في ميزان القوى ولكن ليس بالمعيار التكنولوجي كما يدعون (على أهميته) ولكن بقوة المقاومة عقيدة وفكراً وممارسة وانتصاراً في المنطقة. لا يسلم الشرف الرفيع من الأذى حتى يراق على جوانبه الدم وهذا ما يزعجهم ليس إلا؟! إن الإمبريالية الأمريكية على اختلاف إداراتها وبعد أن استلمت الراية من الإمبريالية البريطانية، ملزمة بتقوية هذا الحليف الإستراتيجي وشريكها في الرأسمال ــ المالي وقد استطاعت أن تجند لصالح هذا الحلف غير المقدس الأغلبية الساحقة من الأنظمة الرجعية العربية وغير العربية في المنطقة وعلى فترات التاريخ المتعاقبة ولكننا نرى بأن أعظم إنجاز حققه هذا التحالف البغيض هو انهيار الاتحاد السوفييتي في العقد الأخير من القرن العشرين وسقوط الأنظمة الاشتراكية في أوروبا الشرقية. إن التحول الذي جرى لصالح الرأسمال العالمي أحدث خللاً رهيباً في التوازن الدولي ولاسيما أن تلك الأنظمة التي ساهمت جدياَ كطابور خامس في مؤامرات الأجهزة المخابراتية الرأسمالية لاسيما المخابرات المركزية الأمريكية وارتبطت بالصهيونية ... أقول تلك الأنظمة انتقلت بعد إنجاز مهمة تحطيم الأنظمة الاشتراكية في بلدانها إلى ممارسة (الدونية السياسية) بكل ما تعني هذه الكلمة من خلال التبعية شبه المطلقة للمراكز الإمبريالية وأولها النظام الروسي ثم تليه أنظمة أوكرانيا .. جورجيا .. بولونيا .. وهكذا أنظمة أوروبا الشرقية التي وصل بها الارتداد والحقد الطبقي إلى درجة حظر الأحزاب الشيوعية وإصدار قوانين باسم مكافحة الشيوعية نابشة من التاريخ كل المزابل الفاشية والنازية، والصهيونية ... فقد تناقلت وكالات الأنباء مؤخراً وثيقة ستطرح في مؤتمر (مراجعة حظر انتشار الأسلحة النووية) الذي سيعقد في نيويورك خلال الأسبوع الأول من شهر أيار وفحوى هذه الوثيقة هو: (على الدول العربية أن تلتزم بحظر انتشار الأسلحة الكيميائية والبيولوجية والبرامج النووية وتسليم الموجود منها وتفتيشها من قبل الوكالة الدولية للطاقة الذرية، حتى تحقيق السلام الشامل في المنطقة)؟! بينما إسرائيل مستثنية من كل ذلك بما فيها الأسلحة النووية التي تملكها لا تفتيشاً ولا حظراً، بل حتى ولا ذكراً. إن الوثيقة المذكورة هي خلاصة اتفاق بين (مدفيديف ــ أوباما) خلال اجتماعهما في موسكو مؤخراً ... وحسب وكالات الأنباء فقد قام الجانب الروسي بتسليمها لنائب رئيس الجامعة العربية!! فماذا أبقت هذه الوثيقة وبهذا الشكل الفاضح ما تسترون به عوراتكم أيها الحكام المنبطحون؟! وفضائياتكم التي تستمد العون من شريككم الصهيونية (مردوخ) تنهق ليل نهار مشددة على الخطر النووي الإيراني وهو لا يزال مشروعاً للتكنولوجيا النووية .... بينما حليفتكم الأمريكية (سيدتكم) تمنعكم حتى من الحديث عن السلاح النووي الإسرائيلي والمقدر إحصائياً بأكثر من /200/ مئتي رأس نووي موجهة كلها ضد البلدان العربية ودول المنطقة. وبما أن السلام الشامل كما تطرحه الوثيقة هو ضرب من الخيال في ظل الخلل في ميزان القوى العالمي القائم حالياً .. وبالطريقة الأمريكية ــ الإسرائيلية أي المفاوضات إلى ما لا نهاية ... ولكنه (أي السلام الشامل العادل) سيفرض بقوة الشعوب ومقاومتها البطلة .. أي باختصار شديد تريد الوثيقة أن تقول (يمنع على الدول العربية امتلاك أي سلاح رادع أمام قوة إسرائيل الوحيدة وهذا يتوافق تماماً مع ما بدأنا به من الدور الإسرائيلي في المنطقة وفي إطار الشرق الأوسط الكبير الجديد كما ذكرنا ... فماذا أنتم فاعلون؟ ولكن ويقيناً: من يهن يسهل الهوان عليه ما لجرح بميت إيلام


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني