PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بعض من فصول مؤامرة الثورة المضادة في رومانيا

قام ميخائيل غورباتشوف مؤخراً بزيارة إلى رومانيا لحضور اجتماع يضمه إلى عدد من قادة الثورة المضادة هناك، كالرئيس السابق إيون إيلسيكو واميل كونستانتسكو. وبهذه المناسبة لابد من تذكر بعض فصول المؤامرة التي شارك في وضعها وتنفيذها ميخائيل غورباتشوف مستفيداً من هيمنته على رأس هرم الدولة والحزب في الاتحاد السوفييتي نهاية الثمانينيات من القرن الماضي. وقد بدأت هذه المؤامرة عن طريق الخنق الاقتصادي أولاً لدول أوروبا الشرقية الاشتراكية، فوفقاً لاتفاقيات التعاون الاقتصادي بين الاتحاد السوفييتي ودول المنظومة الاشتراكية وضعت حصص لتزويدها بالنفط الخام بواقع طن من النفط لكل مواطن، وهي الحصص التي كان معمولاً بها حتى العام /1989/، حين قامت الحكومة السوفييتية وبتوجيهات من غورباتشوف بتخفيض هذه الحصص، فلم تحصل رومانيا ذات الـ /23/ مليون نسمة. إلا على ثلاثة ملايين طن من النفط الخام وفرض عليها أن تدفع ثمنه منتجات غذائية كانت رومانيا بأمس الحاجة لها، وكانت هذه الخطوة الأولى لخلق استياء شعبي ضد الحكم من خلال أزمة الطاقة وأزمة الغذاء. وكان غورباتشوف حينها ينفذ البرنامج السري الذي اتفق عليه، أو أملي عليه فالأمر سيان، خلال اجتماعه الثنائي مع جورج بوش الأب في مالطا إضافة إلى مجموعة من قادة أوروبا الغربية منهم الرئيس الفرنسي فرانسوا ميتران، حيث اتفق على إنهاء المنظومة الاشتراكية وحل الحزب الشيوعي السوفييتي. وفي تشرين الأول /1989/ وضع ميخائيل غورباتشوف خطة سميت «مبدأ فرانك سيناترا» نسبة إلى المغني الأمريكي سيناترا صاحب أغنية «فعلتها بطريقتي» وكانت طريقة غورباتشوف، التي فعلها، هي أن يختار كل بلد طريقه، هذا كان الغطاء، أما فعلياً فعنت الخطة تغيير كل قادة الدول الاشتراكية، وذلك بأمر شخصي من غورباتشوف نفسه. وقد اختلفت طريقة إسقاط الحكم الاشتراكي في رومانيا قليلاً عن باقي الدول الاشتراكية، وذلك بسبب عدم وجود قواعد عسكرية سوفييتية هناك، حيث انسحبت القوات السوفييتية من رومانيا في العام /1985/. لذلك أمر غورباتشوف بإرسال /38/ ألف شخص من الفرق العسكرية السوفييتية الخاصة إلى رومانيا بصفة سياح لتنظيم الإطار العملي للتمرد العسكري في /22/ كانون الأول /1989/، وهو ما كشفته الدراسات التاريخية عن تلك المرحلة. وفي ذلك الوقت ذكر رئيس الوزراء الروماني حينها بيتر رومان في مقابلة تلفزيونية أن هناك /38/ ألف «سائح سوفييتي» لم يغادروا رومانيا نهاية شهر كانون الأول /1989/ وطلب من رئيس المخابرات الرومانية الخارجية ميخي كارمن أن يتحدث مع السلطات السوفييتية لسحب هؤلاء «السياح». ومؤخراً كشفت صحيفة (أدفارل ــ الحقيقة) مقابلة مع الكابتن ميخي لوبوي، وميخي لوبوي هو الذي ظهر على التلفزيون الروماني في /22/ كانون الأول /1989/ متحدثاً باسم الجيش الروماني، وأعلن عن تعيين الجنرال نيكولا ميليترو وزيراً للجيش، وقد أعلن ذلك حتى دون انتظار صدور القرار الرسمي من القائد الجديد آنذاك، لما سمي بجبهة الإنقاذ الرومانية، أيون أيلسكو صديق ميخائيل غورباتشوف، بينما كان نيكولا ميليترو قد سرح من الجيش قبل العام /1989/ بسبب اكتشاف أنه (جاسوس سوفييتي). وفي مقابلة اعترف لوبوي بصداقته لمايروف مسؤول الاستخبارات العسكرية السوفييتية المقيم في السفارة السوفييتية في بوخارست حتى أنه كان يؤمن البسكويت الدانمركي لابنه. هذا بعض فصول المؤامرة التي تكشفت مؤخراً، وبلا شك فإن الكثير من الوثائق ما زالت تنتظر كشف الستار عنها، لتتبين فصول المؤامرة الكاملة، التي كان أحد أدواتها الخائن ميخائيل غورباتشوف. والطريف الآن أنه في وقت يحتفل فيه الإمبرياليون بالذكرى العشرين لسقوط جدار برلين لوحظت منافسة شديدة على المستوى الدولي بين ميخائيل غورباتشوف والرئيس البولندي الأسبق ليخ فاليسا، فكل يدعي لنفسه الفضل الأول في تفكيك المنظومة الاشتراكية في أوروبا الشرقية؟! فهاتان الورقتان المحروقتان تحاولان مجدداً ولمصالح فردية وأنانية إيجاد مكان لنفسها تحت الشمس، في حنين إلى ماض لن يعاد. لذلك فهذان الاثنان حالياً مع غيرهم من قادة الثورة المضادة، يحاولون المشاركة بفعالية في النشاطات الإمبريالية التي تحاول المساواة بين الشيوعية والفاشية، وتشويه الماضي المجيد للحركة الشيوعية ولبطولات الشعب السوفييتي والجيش الأحمر الباسل الذي خلص العالم من الطاعون الفاشي وحرر شعوب أوروبا من نير الاستعباد قبل /65/ عاماً. لذلك فإن محاولات خونة قضية الطبقة العاملة والمرتدين عن الشيوعية، وخونة أوطانهم من أمثال المسخ غورباتشوف ما هي إلا محاولات بائسة لن تستقبلها الشعوب إلا بالازدراء. ترجمة وإعداد: رشيد موسى عن موقع حزب اليسار الاشتراكي الروماني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني