PCP

يا عمال العالم اتحدوا

جدار الفصل الفولاذي والخيار المر

كثر الحديث أو قصر فإن السياسة ليست أمنيات أو مجرد مشاعر جياشة تجاه الحق المصري في الأمن أو الحق الفلسطيني في الحياة. تسمى عادة الأنفاق بالرئة الأخيرة لغزة أو لنقل أيضا شريان الحياة وهذا صحيح ، لكن كما سلف فإن الحديث عن الجدار هو سياسة يجب أن يبتعد عن الأماني والمشاعر الجياشة وإن أي نظرة موضوعية تقول بصراحة أننا ندافع عن حق شعبنا في غزة بالأنفاق لانسداد جميع المنافذ إلى غزة وهي وسيلة طبيعية يلجأ إليها كل جائع للحرية وللبقاء على قيد الحياة . لكن هذه المطالبة بالإبقاء على شريان الحياة إلى غزة رغم عدم الرضا عن سياسة وآليات إدارة هذه الأنفاق وأولويات البضائع المهربة ونوعيتها أو لصالح من تهرب ورغم أنها ليست الآلية السليمة أو الطبيعية إلا أننا نفضلها ونصر على حقنا بها لانسداد باقي المنافذ ونقول أيضا أن لا داعي للأنفاق إذا فتحت المعابر الطبيعية ، نقول ذلك ونحن نعلم أن ظاهرة الأنفاق تحمل في طياتها الإيجاب والكثير من السلبيات من حيث مصلحة الشعب الفلسطيني ، فلا مجال هنا للحديث لصالح من يتم إدارة هذه الأنفاق ، وأي جيوب انتفخت وأثريت من ورائها وتطلعنا هنا هو قوت الفلسطيني في غزة وأطفاله الجوعى أم لا ، وهو ما لم يراعيه القائمون على إدارة الأنفاق. إن سلبيات أدارة الأنفاق والاستثمار الضيق لفصيل أو شريحة معينة لهذه الأنفاق هو ما يستند إليه المطبلين بحق مصر بحفظ أمنها ببناء الجدار وهي مبررات تساق فقط ككلمة حق يراد بها باطل فلا يكمن البديل بإغلاق المعابر الطبيعية وسد الأنفاق غير الطبيعية وكأن المدافعين عن حق مصر بالجدار يتبعون المثل القائل للفقير المدعو على مائدة اللئام " صحيح لا تقسم ومقسوم لا تأكل وهنيئا لك بالشبع" بل الأصح القول أن خيرات الأنفاق للفقراء في غزة بما يلائم دخلهم وليس لرأس الهرم وسياساته التميزية ، فلا داعي لإنفاق إذا فتحت المعابر . إن بناء الجدار الذي جاء تطبيقا لخطة معدة سلفا صيغت فصولها منذ وقف إطلاق النار على غزة في لقاء التفاهم الذي جمع ليفني ـ رايس في واشنطن وليس لمصر فيه غير التطبيق فمواد البناء التي تصل ميناء العريش يشاهدها المواطن المصري هي مواد معدة ومصنعة أمريكيا لهذا الغرض. والسؤال الذي يطرح و يؤرق كل فلسطيني في حال إكمال بناء الجدار وإطباق الحصار أي الخيارات ستفرض على الساحة الفلسطينية فهل يمكن نشوء توافق طبقي سياسي بسبب ضغوط الظرف الموضوعي على كلا القطبين في شقي الوطن ، أو كما يقال (رب ضارة نافعة ) فلعل قطبي الصراع يدركون أن لا يمكن لطائر التحليق بجناح واحد ، إن الضغط الشعبي يمكن أن يسرع هذه العملية سواء في غزة أو الضفة لأن بقاء الحال على ما هو عليه سيفرض ضريبته على عامة الشعب الفلسطيني سواء الآن أو في المستقبل لأن كل أسرة فلسطينية تحوي في ثناياها ألوان الطيف السياسي الفلسطيني . بقلم الرفيق أبو يوسف (عضو اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني