PCP

يا عمال العالم اتحدوا

وعد بلفور

فوضت بريطانيا وزير خارجيتها آرثر بلفور إصدار وعد للصهاينة عرف بوعد بلفور، وهذا هو نصه " عزيزي اللورد روتشيلد يسرني جدا أبلغكم بالنيابة عن حكومة جلالة الملاك بأن حكومة جلالته تنظر بعين الرضا إلى إنشاء وطن قومي للشعب اليهودي في فلسطين وتبذل الجهود في سبيل ذلك ، على أن لا يجري شيء يضر بالحقوق الدينية والمدنية لغير اليهود في فلسطين أو تضر بما لليهود من الحقوق والمقام السياسي في غيرها من البلدان الأخرى" (117 كلمة غيرت تاريخ الشعب الفلسطيني). وعد بلفور باطل قانونيا وتاريخيا:- يعتبر وعد بلفور باطلا قانونيا وتاريخيا وذلك لعدة أسباب منها :- 1- منحت بريطانيا أرضا لا تملكها ـ وهي فلسطين ـ للصهاينة الذين هم غرباء عن هذه الأرض ، وهذا العمل أدى إلى اغتصاب وطن وتشريد شعب فلسطين ، فكيف تصدر بريطانيا وعدا بمنح أراض لم تكن فيها أصلا ولا تملكها ولم تكن من مستعمراتها؟ 2- أصدر الإنجليز وعد بلفور في 2/11/1917 م بينما دخل الإنجليز فلسطين بتاريخ 9/12/1917 م ، أي أن الوعد صدر قبل شهر وأسبوع من دخولهم لفلسطين ، وتوقع الانجليز أن ينتصروا بالحرب العالمية الأولى ، فلو بريطانيا هزمت في الحرب لما تحقق وعد بلفور. 3- لم يذكر وعد بلفور كلمة العرب ولا المسلمين ولا المسيحيين ، وإنما ذكر عبارة غير اليهود في فلسطين علما أن العرب يشكلون 93% من الشعب الفلسطيني بينما كان يشكل اليهود بسبب الهجرات السرية المتلاحقة فقط 7% وقد صدر الوعد إلى لـ 7% وليس إلى لـ 93%. 4- صدر هذا الوعد بشكل كتاب سري أرسله اللورد بلفور إلى اللورد روتشيلد ، وظل هذا الوعد مكتوما عن العرب عموما والشعب الفلسطيني خصوصا حتى انتصار ثورة أكتوبر البلشفية في روسيا حيث سربت الثورة وعد بلفور وسربت أيضا معاهدة سايكس بيكو، أي بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ولم يكن روتشيلد آنذاك ذو مكانة أو صفة دولية وإنما كان أحد أغنياء اليهود. 5- كانت بريطانيا قد أعطت الشريف حسين عام 1915 وعدا في المراسلات التي تمت بين الشريف حسين والسير هنري مكماهون ، وفي هذا الوعد اعترفت بريطانيا بأن تكون فلسطين جزءا لا يتجزأ من الدولة العربية المستقلة بعد نهاية الحرب العالمية الأولى ، وأعطت بريطانيا بعد سنتين من ذلك فلسطين للصهاينة ، وكأن الهدية تهدى مرتين وبذلك نقضت بريطانيا وعودها ومواثيقها مع العرب ، وضربت بالحقوق العربية عرض الحائط. 6- فلسطين للعرب قبل أن يسكنها اليهود ، فقد سكنها العرب الكنعانيون قبل الميلاد بالآلاف السنين وتدل الآثار العربية الكنعانية على ذلك ، ولا يوجد أي أثر يهودي فيها رغم التفتيش والبحث الدقيق للعثور على أي أثر عبري بلا فائدة ، وقد تنبأ المؤرخ الفلسطيني محمد عزة دروزه بمستقبل فلسطين فقال : ( إن محاولة تأسيس وطن قومي لليهود في فلسطين في قلب الوطن العربي سيبقى مشكلة للعرب ويعرقل كل محاولة للوحدة أو الإتحاد وستبقى معظم الدول العربية بحاجة لحماية بريطانيا أو أي دولة أجنبية وسيظل الكيان الصهيوني وسيلة دعاية وتخويف للعرب وسيبقى الكيان الصهيوني يسير في فلك الدول الغربية وتحت رعايتها. بقلم الرفيق أبو عادل(مجلة الوطن المجلة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني