PCP

يا عمال العالم اتحدوا

المرأة العراقية والفلسطينية.. معاناة وألم

رسمي حمزة لعل أكثر الصور تأثيراً وحرقة في النفس تلك التي شاهدناها قبل اسبوعين على الصفحات الأولى لصحفنا ، وكانت لأم فلسطينية تحمل نعش ابنها وتسير به إلى قبره شهيداً في غزة لتدفنه إلى جانب شقيقيه ووالده ، وقبلها بايام كانت صورة مؤثرة أخرى لامرأة عراقية تقبل أرجل ابنها الذي قتل على الطريق ، بينما تظهر الصورة وجهه المطلخ بآثار الحقد والتشوية والدم. صورتان مؤثرتان تلخصان حال المرأة في العراق وقلسطين ، الأم والأخت والبنت الطفلة والسجينة والأرملة ، كلها صور تجسد الوضع المأساوي الذي تعانية هؤلاء النسوة من أهوال الاحتلال والحروب وقسوة الحياة ، فهناك أكثر من مليوني امرأة أرملة في العراق تعيل اسرة فيها أطفال ، ولن نخطىء إذا قلنا أن %90 من الأمهات الفلسطينيات تحت الاحتلال قد فقدن أحد أحبائهن على الأقل ، إلى جانب المئات اللواتي يقبعن في السجون الإسرائيلية. نستذكر ذلك بمناسبة يوم المرأة العالمي ، حيث تتسارع الهيئات والمؤسسات إلى تخصيص اسبوع للحديث عن أوضاع المرأة في العالم ، والدول إلى تسليط الضوء على إنجازات المرأة ودورها المؤسسي فيها ، لكن الحقيقة أن أوضاع المرأة في العالم تتدهور ، ليس لأنها هي المقصودة بذاتها ، بل لاتساع مساحات الصراع والعنف والحروب وما يرافقها من تقتيل وتهجير ، حيث النساء والأطفال الأكثر تضرراً ومعاناة. وعند حديثنا عن العراق وفلسطين ، فتكرار فصور المرأة الأم والأخت والزوجة الثكلى بشكل يومي هي الأكثر بروزاً وألماً ، فصورة المرأة الفلسطينية التي تجلس إلى جانب جثمان ابنها أو زوجها وتبكيه بحرقة وألم هي التي تسيطر على المشهد ، وصورة المرأة العراقية التي تعفر وجهها وجسدها بالتراب أمام جسد ابنها أو زوجها القتيل هي من تفوز في السباق ، لأنها بالفعل أبلغ من كل الحوارات والمحاضرات والخطب ذات الخمس نجوم. ويضاف إلى هذا المشهد المؤلم ، صورة المرأة الفلسطينية وهي تلد طفلها ليس خلف القضبان فقط ، بل وهي مقيدة الأيدي والأرجل أيضاً: فهل يمكن أن يكون هنالك مشهداً أكثر ألماً من هذا المشهد؟ كيف تمكنت من الصراخ ؟ كيف تفاعل جسدها مع طلقات الولادة؟ أي ألم وقهر ذاك الذي عانته؟، ، اي طفل ولدت؟ وأي ذكرى سيحمل؟، ولن ننسى معاناة الفلسطينية على الحواجز والطرق الالتفافية ، فعشرات النساء ولدن في سيارات الإسعاف على حواجز القهر والكراهية الإسرائيلية. بالطبع لن ننسى ما عانته المرأة العراقية من عمليات اغتصاب وقتل أيضاً ، فما نشر من قصص كثير ، ولكن المخفي منها أعظم وأكبر ، إلى جانب المعاناة المادية الخانقة التي تتحملها المرأة في العراق نتيجة الوضع الاقتصادي الصعب وانعدام الفرص ، مما يدفها للنزول إلى الشارع بحثاً عن لقمة الخبز لأطفالها. يوم المرأة العالمي ، يجب أن يكون مناسبة لاستذكار آلام وآمال المرأة في العراق وفلسطين ، ونقطة انطلاق لنشرها عبر مختلف وسائل الإعلام والإعلان العالمية ، لعلنا بذلك نقدم مساهمة بسيطة: بأن نجعل الآخرين خارج هذا الإقليم يعلمون ويعرفون. عن صحيفة الدستور الاردنية 9/3/2008


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني