PCP

يا عمال العالم اتحدوا

ملايين من المهزومين

ملايين من المهزومين بعد عشرين عاماً لانهيار جدار برلين استعرض الألمان نتائج وحدة بلادهم وأعربوا عن خيبة أملهم من عواقب الحدث الذي كانوا يتغنون به في خريف عام /1989/. فكما تدل نتائج السبر الذي أجرته مؤسسة (فورز)، أن أمنيات غالبية الألمان من تطور بلدهم بعد الوحدة لم تتحقق. فبعد انهيار الجدار كان يعتقد /71%/ من سكان جمهورية ألمانيا الديمقراطية بأن ظروف حياتهم ستتحسن. بعد عشرين عاماً من ذلك الحدث قال /49%/ من الألمان الشرقيين بأن آمالهم لم تتحقق. وواحد من كل أربع أشخاص من سكان المناطق الشرقية أكد بأنه في ظل جمهورية ألمانيا الديمقراطية كانت حياته أفضل من الآن. وفقط /39%/ من المستفتين قالوا أن بعض جوانب حياتهم أفضل من السابق. هذا من الناحية الاقتصادية ــ الاجتماعية. أما من وجهة النظر الأعم فإن السبر الذي أجراه معهد الأبحاث الاجتماعية في برلين وبراندنبورغ يدل على أن واحداً فقط من كل خمسة أشخاص مستفتين أقر بأنه يشعر نفسه كمواطن جمهورية ألمانيا الاتحادية. وأكثر من نصف المستفتين أكدوا بأنهم لم يحصلوا على أية مكاسب بعد وحدة البلاد. ويقول الأستاذ في معهد الأبحاث الاجتماعية د. غونار فينكلير بأن أكثرية الألمان الشرقيين لا يشعرون بأنهم متساوون مع الألمان الغربيين. إن ذلك يتجسد بالدرجة الأولى في الرواتب الأقل وفي نسبة البطالة الأكبر من المناطق الغربية. وخلال العشرين سنة من الوحدة نمت بين الألمان الشرقيين والغربيين تناقضات أكثر ما تكونت مصالح مشتركة بينهم. والألمان الشرقيون مقتنعون بأنهم يخضعون للاستغلال، بعدما جرى القضاء على اقتصاد ألمانيا الشرقية بشكل مبرمج. إن التناقض الاقتصادي ــ الاجتماعي بين المناطق الغربية والشرقية لألمانيا يتجلى أيضاً في الميول السياسية. فإذا كان الحزبان التوأم المسيحي الديمقراطي والمسيحي الاجتماعي الأكثر شعبية في المناطق الغربية، فإن المناطق الشرقية من ألمانيا تشهد تطوراً ملحوظاً لقوة حزب اليسار الذي يتألف نوابه من الشيوعيين السابقين في جمهورية ألمانيا الديمقراطية الزائلة، والاشتراكيين الديمقراطيين السابقين ذات النزعة اليسارية من غرب ألمانيا والذين خرجوا من الحزب الاشتراكي الديمقراطي بسبب خيبتهم من سياسة قيادته التي تزداد يمينية. إلى جانب ذلك تشهد المناطق الشرقية زيادة قوة التوجهات اليمينية المتطرفة لدى شريحة معينة من السكان، وانعكس ذلك في زيادة نفوذ الحزب القومي الديمقراطي المعروف بتوجهاته المغالية في اليمينية. وليس فقط الألمان مصابون بالخيبة، فنتيجة السبر الذي أجريّ في دول الاتحاد الأوروبي الـ /27/، تبين أن غالبية الهنغار والبلغار مستاؤون من وضعهم المعيشي. وإذا أخذنا هنغاريا تحديداً: فإذا كان عام /2004/ قد أظهر أن /50%/ من الهنغار يرون في عضوية بلدهم في الاتحاد الأوروبي شيئاً إيجابياً، انخفضت هذه النسبة إلى /31%/. وعند حديثهم عن المستقبل يقول أكثرية الهنغار بأن ليس لديهم أوهام، وأن أولادهم سيعيشون في ظروف حياتية أصعب من ظروف حياتهم الحالية ولاشك أسوأ بكثير من ظروف حياة آبائهم. نعيماً! خالد الأمين


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني