PCP

يا عمال العالم اتحدوا

خطة أوباما.. التطبيع الكامل مقابل تجميد الاستيطان

خطة أوباما.. التطبيع الكامل مقابل تجميد الاستيطان وأخيرا تكلم أوباما، ذاب ثلج التوقعات الكبيرة وبان مرج الآمال العربية على الرئيس «التغييري» . . . جوهر الخطاب الأوبامي، إذا حذفنا منه الإنشاء الجميل والنصائح والإرشادات الأخلاقية، هو التطبيع مقابل تجميد النشاط الاستيطاني!! أي أن على العرب جميعا أن يبدؤوا بالتطبيع مع دولة الاحتلال مقابل أن تجمد (لا توقف) الأخيرة النشاط الاستيطاني. . . . ماذا عن المستوطنات التي أنجزت خلال سنوات أوسلو العجاف وما قبلها وهي قد ابتلعت 50% من أراضي الضفة الغربية؟ هذه أصبحت أمراً واقعا يمكن استبدالها مع اراضي من صحراء النقب مثلاً، ولا فائدة من نبش الماضي، أوباما يريد أن يبدأ من الآن. . .. ماذا عن تهويد القدس الذي شارف على الانتهاء؟ القدس أيضا كانت خارج أجندة أوباما كما هي خارج أجندة كل من خادم الحرمين (الحرم القدسي احدهما) ورئيس لجنة القدس الميتة منذ ولادتها (اعذر من نسيه، انه الملك المغربي( ماذا عن جدار الفصل العنصري؟ لم يقل باراك حسين أوباما كلمة واحدة عن هذا الجدار!! ماذا عن 5 مليون لاجئ فلسطيني، وعن القرار 194 الخاص بحق عودة هؤلاء الى وطنهم؟ الواضح أن أوباما يريد توطينهم في البلاد التي يقيمون فيها مقابل فتات مالي من أصحاب المبادرة العربية إياها!! وأخيرا وهو الأهم ماذا عن الاحتلال نفسه؟؟؟ المشكلة الأم يتناساها أوباما كما كل الرؤساء الذين مروا على البيت الأبيض ونثروا الوعود للعرب والمليارات والأسلحة الفتاكة على إسرائيل. ينصح السيد أوباما العرب بأن يبدؤوا مفاوضات مع إسرائيل على أساس خريطة طريق سلفه بوش!! ويمكن لمبادرتهم السمحاء أن تصبح أيضا مادة للحوار الذي بدأ عام 1991 في مدريد (بعد حرب الخليج الثانية) ولم ينته بعد ولن ينتهي كما أكد حينها اسحق شامير. . . . وتأكيداً لحسن نيته فقد طالب أوباما عددا من الدول العربية التي زارها ببدء التطبيع الفوري مع إسرائيل، فسعى ـ كما نقلت الصحف ـ إلى إقناع كل من المغرب، وسلطنة عمان، وقطر، ودولة الإمارات العربية المتحدة، باتخاذ «خطوات صغيرة لبناء الثقة مع إسرائيل»، من أجل تهيئة الأجواء لدفع عجلة عملية التسوية بين السلطة الفلسطينية وإسرائيل. وطبقاً لما ذكرته صحيفة «واشنطن بوست»، طالب أوباما باتخاذ خطوات رمزية نحو التطبيع مع إسرائيل، تتمثل في فتح خطوط الهاتف المباشرة بين الدول العربية وتل أبيب، والسماح للطائرات التجارية الإسرائيلية باستخدام المجال الجوي للدول العربية السالفة الذكر. غير أن الصحيفة أشارت إلى أن الدول العربية غير مستعدة الآن لتقديم مثل هذه «الهدايا المجانية» إلى إسرائيل قبل أن تنفّذ الدولة العبرية تعهداتها السابقة بتجميد البناء داخل المستوطنات الصهيونية، والسماح بحرية الحركة للفلسطينيين داخل الضفة الغربية. وأشارت هذه التقارير إلى أن التنازلات العربية ستلي قيام الولايات المتحدة بتوضيح الطريقة التي ستعمل من خلالها لإنجاز حلّ إقامة دولتين فلسطينية وإسرائيلية، وفي إطار التزامات عمل من كلا الطرفين، مع أن الحكومة الإسرائيلية الحالية كرّرت أنها لن توقف ما تصفه بالنمو الطبيعي للمستوطنات اليهودية في الضفة الغربية المحتلة. قطر التي حسبها البعض على «محور الممانعة» لحين من الوقت ترجمت رغبتها في استئناف علاقاتها مع إسرائيل من خلال «البادرة الطيبة» الأخيرة من سفيرها في الأمم المتحدة نصير عبدالناصر الذي أقام مأدبة غداء في مقره الرسمي على شرف سفيرة إسرائيل في الأمم المتحدة، البروفيسورة غبريئيلا شليف ـ. حضر الوليمة أكثر من عشرة سفراء، بينهم نائب رئيس الوفد الأمريكي إلى الأمم المتحدة، وسفراء ألمانيا، ايطاليا والمكسيك. دبلوماسي أمريكي كبير قال إن واشنطن تقدر بادرة قطر تجاه السفيرة الإسرائيلية، وأعرب عن أمله في أن تستأنف العلاقات بين قطر وإسرائيل. وكانت قطر قطعت علاقاتها مع إسرائيل في شباط الماضي في أعقاب عدوان "الرصاص المصهور" على قطاع غزة. إذاً لنترك كلام أوباما العاطفي جانبا ونقرأ أفعاله ونتائج ضغوطه على أصدقائه العرب . . . انه يمهد الطريق أمام تمرير ما لم يستطع بوش بوسائله الغبية تمريره. .. أين الحركة الوطنية الفلسطينية من هذه الألاعيب الأمريكية؟! لم تكتف سلطة أوسلو بإفراغ حوار القاهرة من مضمونه بمساعدة من مدير مخابرات مبارك راعي الحوار، بل تحولت إلى قوة أمنية مباشرة في خدمة الاحتلال من خلال ملاحقة كوادر المقاومة المطلوبين من سلطات الاحتلال بل واغتيالهم أيضا (أحداث قلقيلية الدامية)، وتباهى محمود عباس بأن سلطته تطبق الشق المتعلق بها من خارطة الطريق من «وقف العنف» إلى وقف التحريض. . . حتى الكلام ضد الاحتلال ممنوع في ظل سلطة أوسلو «الوطنية» لأنه تحريض ودعوة للكراهية مما يجرح حمائم رام الله!! ليس أمام الحركة الوطنية الفلسطينية سوى توحيد الصف الوطني على أساس برنامج المقاومة لا برنامج التفريط والاستخذاء والانحناء والاقتداء بحسني مبارك وملوك النفط . . . والشعب الفلسطيني وفصائله الوطنية الجذرية من كافة اطياف الحركة الوطنية لن يبخل كعادته في التضحية ومواصلة المقاومة حتى كنس الاحتلال وتحقيق أهدافه الوطنية كاملة في العودة وتقرير المصير والدولة المستقلة. المسألة ليست ألغازا وأحاجي، وسعاة البريد الأمريكي في الصحافة النفطية ومرتزقة الحقبة السعودية لن يستطيعوا تزيين كلام أوباما مهما نبشوا في خطابه بحثا عن أمل في التغيير والضغط على إسرائيل. . .لقد قالها مبعوث أوباما جورج ميتشل بالفم الملآن: «المبادرة العربية، كما وصفها الرئيس أوباما، تعد مجرد بداية مهمة يجب دمجها في جهد السلام، ويتعين أن تتبعها خطوات وأعمال ملموسة» واكد انهم في امركيا حريصون على امن إسرائيل والحفاظ عليها دولة يهودية. . . .أي ترحيل عرب الأراضي المحتلة عام 1948. ففي أي قربة ينفخ عرب الاعتلال؟! وعد الخالد


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني