PCP

يا عمال العالم اتحدوا

التاسع من أيار .. يوم النصر على الفاشية والنازية والعنصرية

التاسع من أيار .. يوم النصر على الفاشية والنازية والعنصرية لقد كانت الحرب العالمية الثانية في القرن العشرين /1939 ــ 1945/ الحدث الكبير الذي هزّ البشرية من أعماقها، وأدى إلى موت أكثر من /50/ مليون إنسان، وإلى استخدام القنبلة الذرية ضد اليابان من قبل الولايات المتحدة الأمريكية، والتي لا تزال آثارها الضارة الوخيمة على ألإنسان ماثلة حتى اليوم. وبدت هذه الحرب الطاحنة كـَمَعْلمٍ بارز في الصراع الدائر في أوروبا بين الدولة السوفييتية «اتحاد الجمهوريات الاشتراكية السوفييتية»، الدولة الاشتراكية الأولى في العالم، ممثلة للبروليتاريا السوفييتية المتحدة مع الفلاحين، وبين الدولة الألمانية النازية ممثلة الإمبريالية الألمانية الفاشستية العنصرية المتوحشة التي أرادت أن تحتل العالم وتخضعه لمشيئتها بالقوة. لقد قامت هذه الحرب نتيجة لتطاحن الدول الإمبريالية الكبرى وصراعها مع بعضها على أثر الأزمة الاقتصادية العالمية أعوام /1929 ــ 1933/ في مرحلة انتشار الاستعمار الكولونيالي وصعود الديكتاتورية الإمبراطورية اليابانية في آسيا. وكذلك صعود النظامين الفاشي والنازي في أوروبا في كل من إيطاليا وألمانيا، وخطر النظام النازي على العالم بسبب تبنيه للفكر القومي العنصري الشوفيني، وتصنيفه للأعراق والأمم وبثه ونشره لهذا الفكر الذي يقول أن العرق الآري هو أصفى العروق، وأن الأمة الألمانية هي فوق الأمم، وجعله للاقتصاد الألماني اقتصاداً عسكرياً. وبدأ يلوح في الأفق خطر الفاشية والحرب نتيجة لسياسة موسوليني وهتلر وهيرو هيتو ونشاطهم المحموم في العالم وأفكارهم الهدامة. وقد أدت سياسة البرجوازية الأوروبية المناهضة للاشتراكية ولدولتها الوحيدة «الاتحاد السوفييتي»، خاصة في بريطانيا وفرنسا إلى تشجيع هتلر وموسوليني على تصعيد روح العداء للشيوعية أولاً، كما أدت السياسة الرجعية الانتهازية لبريطانيا العظمى بعد احتلاله أوروبا إلى دفعه للهجوم على الاتحاد السوفييتي ثانياً. وكان الهدف هو الخلاص من النظامين السياسيين، النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي، والنظام النازي في ألمانيا. غير أن قوة النظام الاشتراكي في الاتحاد السوفييتي ووطنية الشعوب السوفييتية والقيادة المبدئية الصلبة والمجربة للحزب الشيوعي السوفييتي وعلى رأسه قائده الشيوعي «يوسف ستالين» حالت دون ذلك. ورغم المآسي التي أصابت شعوب الاتحاد السوفييتي والتضحيات الكبيرة التي قدمتها «أكثر من /22/ مليون شهيد» والخسائر التي تكبدها الجيش الأحمر السوفييتي جيش العمال والفلاحين والدمار التي أحدثته آلة الحرب النازية في المدن والبلدات والقرى والمزارع والمنشآت الاقتصادية الصناعية والموت والجوع الذي أصاب السكان من خلال الحصار وتطبيق شعار «الأرض المحروقة»، فقد خرجت الدولة الاشتراكية بقيادة الحزب الشيوعي السوفييتي منتصرة في هذه الحرب الكبرى ومبرهنة على أفضلية هذا النظام الاشتراكي على الأنظمة الرأسمالية ومؤكدة أن المظلومين إذا اتحدوا يستطيعون قهر الظالمين وتحطيم عنجهيتهم وآلتهم الحربية مهما كانت متطورة. لقد اتحد الجيش والشعب في رد العدوان واجترح المآثر والبطولات في سبيل الوطن الاشتراكي وقدم الغالي والنفيس وعمل المعجزات وبذل الدماء الزكية في الدفاع عن الوطن الغالي في كل زاوية وبيت وفي كل حقل ومصنع. في الجبال والسهول والبحار، في كل المعارك التي دارت رحاها على أرض الوطن الاشتراكي كما على أراضي البلدان الأخرى في أوروبا الشرقية والوسطى التي حررها الجيش الأحمر الظافر. فمن مقاومة قلعة بريست الباسلة إلى معركة موسكو الهامة وصَدّ الهجوم عنها إلى معركة ستالينغراد الفاصلة إلى الحصار الطويل الأمد لمدينة لينينغراد البطلة وفك الحصار عنها إلى المعركة الكبرى في قوس كورسك إلى المعارك الطاحنة التي دارت رحاها من اجل تحرير بولونيا وتشيكوسلوفاكيا وبلغاريا ورومانيا وهنغاريا وفنلندا والنمسا ويوغسلافيا إلى العمليات العسكرية الكبيرة والأخيرة التي تمت في ألمانيا من أجل تحطيم الجيش النازي وخاصة في عاصمة ألمانيا «برلين» وتخليص البشرية من الوحش النازي الذي استعبد الشعوب في البلدان التي احتلها. واستسلمت ألمانيا النازية دون قيد أو شرط في /9/ أيار عام /1945/ أمام اللجنة العسكرية لقوات الحلفاء والتي كانت برئاسة ماريشال الاتحاد السوفييتي «غيورغي جوكوف» بطل الاتحاد السوفييتي. لقد نفذت القوات المسلحة السوفييتية بشرف رسالتها التحريرية تجاه الملايين من أبناء شعبها وكذلك تجاه ملايين الناس في بلدان أوروبا التي استعبدتها النازية وتجاه الشعب ألألماني نفسه الذي أجبر على الحرب، وأدت واجبها الوطني تجاه شعوبها السوفييتية وواجبها الأممي تجاه شغيلة أوروبا والعالم أجمع. وقد استقبل العمال والفلاحون في البلدان الأوروبية الجيش الأحمر السوفييتي الباسل باعتباره جيشاً محرّراً، وقد أصبحت التضحيات التي قدمها الجيش الأحمر السوفييتي في عمليات التحرير قرباناً من أجل سعادة البشرية جمعاء. وقد هيأ الانتصار المظفر الذي حققه الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية على ألمانيا النازية الوضع الدولي المناسب لدفع حركة التحرر الوطني في البلدان المستعمَرة وشبه المستعمَرة من أجل طرد الاستعمار من بلادها. وكانت سورية من أولى البلدان التي تلقت المساعدة السياسية من الاتحاد السوفييتي في سبيل تحريرها من الأجنبي الغازي عام /1946/ وذلك عندما استخدم حق النقض «الفيتو» لصالح سورية في الأمم المتحدة ضد المشروع الإنكليزي الفرنسي وذلك من أجل خروج القوات الفرنسية والإنكليزية من سورية دون قيد أو شرط. وتحقيق الجلاء في /17/ نيسان عام /1946/ ذلك اليوم الذي تحتفل فيه سورية كل عام باعتباره عيد أعياد الوطن، كما هيأ ذلك الانتصار أيضاً الأرضية المناسبة لقيام أنظمة اشتراكية في البلدان التي حررها من الاستعمار النازي البغيض في أوروبا، ومن الاستعمار الياباني في آسيا. لقد مضى أربعة وستون عاماً على ذلك الانتصار العظيم ولا زالت شعوب العالم ومنها شعب سورية العربية تذكر بامتنان كبير الدور العظيم والمشرّف والتضحيات الكبيرة التي قدمها الاتحاد السوفييتي في الحرب العالمية الثانية من أجل خلاص البشرية من الوحش النازي ومن أجل سعادة البشرية التقدمية وتحقيق السلام في العالم، ذلك السلام الذي تزعزع بعد أن قامت الولايات المتحدة الأمريكية بشن حروب على أفغانستان والعراق واحتلالهما وكذلك الحروب التي شنتها إسرائيل الصهيونية مدعومة من الولايات المتحدة الأمريكية والحركة الصهيونية العالمية في منطقتنا أعوام /1948 ــ 1956 ــ 1967 ــ 1973 ــ 1982 ــ 2006 ــ 2008/ على فلسطين ومصر وسورية ولبنان، والتي أدت إلى عدم الاستقرار في المنطقة وإلى غياب السلام في منطقتنا وفي العالم. سيبقى يوم /9/ أيار يوماً مجيداً في تاريخ البشرية التقدمية تحتفل به كل عام، فهو يوم النصر المظفر على الفاشية والنازية والعنصرية. م. جهاد البطل)صوت الشعب)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني