PCP

يا عمال العالم اتحدوا

المجتمع الصهيوني هو مجتمع حرب وليس مجتمع سلام

المجتمع الصهيوني هو مجتمع حرب وليس مجتمع سلام لا اعتقد ان هناك خلاف بين اثنين من الفلسطينين او عربا على ان المجتمع الصهيوني هو مجتمعا استيطانيا عسكريا قائما على اقتلاع شعبنا الفلسطيني من ارضه وتشريده من دياره لاستمرار كيانه، وان هذا المجتمع قام ببناء كيان خاص به من خلال استخدامه لكافة انواع الاسلحة العسكرية والسياسية والاعلامية المضللة والادعاءات الدينية لتبرير كل خطواته واجراءاته التعسفية للتطهير العرقي بفلسطين، ولم يتوانى هذا الكيان والحركة الصهيونية العالمية لحظة واحدة لتبرير كل اعتداءاتها وحملاتها العسكرية بانها دفاعا عن النفس. كذلك الدعم الغربي لهذا الكيان تؤكد بلا شك الى الوظيفة الاساسية التي قام على اساسها، والعلاقات والروابط التي تربطه مع الغرب الاستعماري والاستيطاني تؤكد على طبيعة العلاقة العضوية بين الدول الاستعمارية والكيان الصهيوني، وتعاونهم المشترك والدائم بالعديد من الصراعات والنزعات الدولية، كما ولا نستغرب اطلاقا ان يحدد الكيان الصهيوني منطقة امنية له، كمسؤول عن تفريغها من كافة الاسلحة، من خلال تهديد استقراراها وزعزعة استقلالها والاستمرار بتهديد امنها، بنفس الوقت الذي يطور قدراته العسكرية القادرة للوصول الى كافة الدولة بهذه الحدود المرسومة، التي تمتد من الباكستان شرقا وحتى المغرب غربا، ومن حدود تركيا شمالا حتى حدود جمهورية افريقيا الوسطى. اذا وقفنا امام هذه الحدود التي يرسمها الكيان الصهيوني نلاحظ انها اكثر المناطق بالعالم سخونة وقلقا وحروبا وعدم استقرار، وهذا بالطبع غير نابع من فراغ ام نتيجة الصدفه، وانما مخطط غربي صهيوني يرمي الى سيطرة كاملة على هذا المنطقة يسمح باستغلال الخيرات وللاستفادة منها بالصراعات الدولية، علما ان المنطقة العربية كانت دائما وباستمرار مطمعا استعماريا على مدار التاريخ. من يعتقد ان الكيان الصهيوني هو كيان يسعى الى السلام والاستقرار بالمنطقة بكل تاكيد هو انسان واهم، والذي يراهن على انتقال الكيان الصهيوني وقادته من حالة الحرب الى حالة السلم من خلال المفاوضات، كالذي يراهن على تغطية الشمس بغربال، فقادة هذا الكيان على مدار عمره ومنذ تاسيسه عام 1948 يحرضون على الحرب والعدوان والجرائم والمجازر بحق الشعب العربي والشعب الفلسطيني بشكل خاص، ويواصلون بارتكاب مجازرة وجرائمة ولا يابه اطلاقا بالمواقف العربية والدولية التي تدين هذه السياسة. منذ ان راهنت القيادة الفلسطينية على العملية السلمية، ومحاولتها الرامية لايجاد حل سلميا للصراع مع الكيان الصهيوني، اوصلنا هذا الرهان الى تقديم تنازلات مجانية للكيان الصهيوني، دون مقابل، فالاعتراف الصهيوني لم يكن اعترافا بدولة ولا بسيادة ولا بحدودا ولا بحقوقا، ونجح الكيان الصهيوني بادخال الفلسطينين الى الغرف المغلقة التي كان يصعب عليهم فتحها الا بالشروط الصهيونية الامريكية، واما الان فيصعب عليهم الخروج منها، حيث التهديدات والشروط الاسرائيلية تمنع الفلسطيني من مغادرة المناشدة لاستمرار المفاوضات، مثل ما يقول المثل "النزول بالبئر مش مثل الطلوع منه". الكيان الصهيوني لا يفهم الا لغة الحروب، ومجتمعه كما يدرك الجميع هو مجتمع استيطاني استعماري، ورؤساء وزراء هذا الكيان جاؤوا من داخل الكلية العسكرية، قادة ارتكبوا المجازر والجرائم ضد الانسانية، وشنوا حروبا ونشروا الرعب بكل مكان، وان ذكر بعض الامثلة على طبيعة هذا المجتمع العسكرية، وايمانه القاطع بالعدوان والحروب، تؤكد بدون شك على طبيعة تاسيسه والوظيفة التي على اساسها تم بنائه، وتؤكد على طبيعة مجتمعه. فقيام شمعون بيرز خلال شهر نيسان من عام 1996 بمجزرة كفر قانا جنوب لبنان، اثناء حملته الانتخابية ومنافسته مع بنيامين نتنياهو، كانت كمحاولة لكسب اصوات الناخب الاسرائيلي، لان كل استطلاعات الرأي كانت تشير بتلك الفترة الى تفوق نتنياهو عليه، حيث الاخير كان يعدد انجازاته العسكرية ويؤكد على استخدام القوة لمنع المحاولات الرامية الى قيام دولة فلسطينية تهدد الوجود الصهيوني وكيانه، في فترة كان يرى بها الناخب الاسرائيلي باتفاق اوسلو تنازلا صهيونيا للجانب الفلسطيني، ويهدد مستقبل النظرية الصهيونية وادعاءاتها القائمة على اقامة الكيان الصهيوني بالمفاهيم التوراتية، فاراد بيرز ان يقول بمجزرته هذه انه ايضا جزارا وبامكانه قتل الابرياء اينما كانوا لانهم يكرهون "اسرائيل"، فكانت نتيجة فرز الاصوات لصالح الطرف الاكثر تطرفا. اما المنافسة بين باراك وبنيامين نتنياهو التي ادت الى فوز باراك، فقد كان باراك يعدد انجازاته العسكرية ضد المقاومة الفلسطينية وقادتها وعلى راسها عملية فردان ببيروت التي ذهب ضحيتها ثلاثة من قادة حركة فتح، والتمثيل بجثة دلال المغربي وعرض صورها على شاشة التلفزيون اثناء حملته الانتخابية، وكان تنازل بنيامين نتنياهو عن 80% من مدينة الخليل ايضا سببا مساهما لفقدانه ثقة الناخب الصهيوني، فكانت القناعة عند المجتمع الصهيوني بان باراك اكثر تطرفا من منافسه نتنياهو. اما المواجهة التي حصلت بين باراك وشارون، كانت بالتاكيد لصالح شارون لانه تاريخه حافل بالجرائم، كمجزرة صبرا وشاتيلا التي ما زالت بالاذهان والتي جاءت مكملا لجرائم ارتكبها ضد الفلسطينين والعرب منذ تاسيس هذا الكيان ومنها قتل الاسرى المصرين بدم بارد، فكان شارون هو رئيس الوزراء الجديد خلفا لبارك، ليؤكد هذا المجتمع انه لن يختار زعيما الا اذا كان دمويا. اما الانتخابات الاخيرة والتي جاءت بهذه الحكومة الجديدة، فلم تكن هذه الحكومة يمينية متطرفة وانما هي استمرار لرغبة المجتمع الصهيوني الذي لا يبحث الا عن القادة الذين لا يحملون الا افكارا نازية، وهي نابعة اساسا من طبيعة الفكر الصهيوني القائم على العنصرية والنازية، فرغم ان العدوان على غزة ومجازره وجرائمه هناك، كانت واضحة الاهداف، كورقة انتخابية ليتم استخدامها لصالح الحزبين الحاكمين كاديما وحزب العمل، الا انهم لم يوفقا بالحصول على ثقة الناخب واصواته. بهذه الخلاصة التي هي امتدادا لمسلسل جرائمه واعتداءاته، فالمجتمع الصهيوني يؤكد انه لن يختار الا القادة الدمويين والاكثر اجراما وفتكا، يختار قادة لا يحملون الا فكر الجريمة والتطهير العرقي والعنصرية، ولا يزرعون الا حقدا وكراهية، ولا يرتاحون الا بالحروب، والانتخابات هي نتيجة فعلية لتعبئة المجتمع الصهيوني على مدار سنوات تفصل بين الحملات الانتخابية على الحقد والكراهية وعشقه للحرب والجرائم والعنصرية. اما الشروط التي يضعها بنيامين نتنياهو وهو الاعتراف بيهودية الدولة، فهذا ليس شرطا وانما نابعا اساسا من جوهر الفكر الصهيوني، وكان وعد بلفور مجرد تاكيد التزام الغرب بتنفيذ هذه الطموح الصهيوني باقامة دولة يهودية بفلسطين وليس على جزءا منها، فالفلسطينين لن يكون لهم دولة الا اذا وافقوا على شروط قادة الكيان الصهيوني، ودولتهم لن تكون على ارض فلسطين، وهذه الشروط ما هي الا استمرارا للحرب، ولحالة عدم استقرار، فاي شعب بالعالم يقيم دولته على اسس دينية وطائفية وعنصرية؟ وماذا يعني السكوت الدولي على تصريحات عنصرية لا تبشر الا باستمرار الحروب؟ الشرق الاوسط والدول العربية هي حقل تجارب للاستعمار الغربي والحركة الصهيونية، والتخطيط لاشعال الصراعات الدينية بالمنطقة بالحقيقة هي رؤية صهيونية غربية باتجاه تقسيم المنطقة الى دويلات طائفية، واشعال مزيدا من الحروب، فالدولة اليهودية لن تقوم الا بمزيدا من الحروب على اسس دينية وطائفية، والكيان الصهيوني لا يبني مجتمعه الا على هذه المفاهيم. وهذا يتطلب من الفلسطينين اعادة النظر بطيعة المواجهة مع هذا الكيان والبحث عن وسائل مواجهة جديدة تكون قادرة على ردع هذا الكيان تقود الشعب الفلسطيني الى الوصول الى حقوقه الوطنية والشرعية والتاريخية، وعلى الجانب الفلسطيني ان لا يرضخ لشروط الانسحاب من التفاوض لتقديم مزيدا من التنازلات، لان طبيعة الكيان الصهيوني هي طبيعة عدوانية لاستمرار وجوده، وهو يدرك جيدا ان السلام هو نهاية لوجوده. جادالله صفا


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني