PCP

يا عمال العالم اتحدوا

مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في المؤتمر السنوي للحزب الشيوعي التركي

مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في المؤتمر السنوي للحزب الشيوعي التركي الرفاق الاعزاء ، تحية رفاقية ثورية، باسمي ، وباسم كل رفاقي في الحزب الشيوعي الفلسطيني ، اتقدم اليكم بالشكر الجزيل ، على تفضلكم بدعوتنا لحضور مؤتمر حزبكم العظيم، والذي نتمنى له كل النجاح والتقدم ، ونحن نعرف أن حزبكم المناضل قدم الكثير في سبيل رفعة وتقدم بلدكم وشعبكم ، وقطع أشواطا مرموقة على طريق تحسين ظروف وأحوال طبقتكم العاملة ، وأحرز العديد من الانجازات الهامة والتي تستحق أن يحتذى بها، وكذلك على الصعيد السياسي والعلاقات الدولية والحزبية فقد أحرزتم الكثير من النجاحات التي تستحق تقدير وإكبار الجميع ، ولا يخفى على أحد ما لحزبكم العظيم ، من اثار وتأثيرات إيجابية على مواقف ومسارات حكومات بلدكم على مختلف الصعد ، فبصماتكم واضحة وجلية على توجهات حكومة بلدكم ، وموقف رئيس وزرائكم ، تجاه قضية شعبنا ، وما تعرض له من محرقة نازية وحشية إجرامية في قطاع غزة. ونعرف أيضا أيها الرفاق ، جدية ونقاء مواقفكم في وجه الانتهازية والتحريفية ـ المحلية والدولية ـ والتي تتعرض لها الحركة الشيوعية العالمية ، من قبل أعداء الاشتراكية وعملاء وأجراء الامبريالية ، الذين لم ينفكوا عن الغمز بالماركسية كنظرية عامة للاشتراكية والاشتراكيين تدعمهم وتقف ورائهم أفراد وجماعات وتنظيمات في قوى مضادة أقل ما يمكن أن يقال عنها أنها تروتسكية جديدة ، وينسى هؤلاء المنظرين الجدد ، أن غالبية منظري الامبريالية والرأسمالية القدمى ، ومنهم الاقتصادي الامريكي البارز (ادوارد لوك) والذي كان معروفا بشدة معاداته للماركسية يقف اليوم " وبعد أن روعته بوادر العولمة المتوحشة" ليقول : " ما كان يقوله الماركسيون قبل 100 عام ، وكنا نظنهم مخطئين في ذلك الوقت يتأكد صحته هذه الايام ، فالاغنياء يزدادون عنى والفقراء يزدادون فقرا ، فالعولمة تطحن الناس طحنا وتدمر تماسكهم الاجتماعي " انتهى قول ادوارد لوك ، ونحن نضيف أن الكثير من الطبقات الوسطى ، في العديد من بلدان الرأسمالية ومنها الصناعية والعالية التطور بدأت تتلاشى ويحل محلها غالبية معدومة وأقلية مفرطة الثراء. وأكثر من ذلك ، فإننا نشهد اليوم بوادر تداعي حتمي للنظام الرأسمالي ، بدأ بمأزق قائدة ورائدة هذا النظام وهو الولايات المتحدة الامريكية التي تحاول جاهده رأب الصدع الاقتصادي بتدابير اقتصادية طالما أنف منها الاقتصاد الحر، واعتبرها من مظاهر الاقتصاد الموجه ، وفي المقابل نجد العديد من بلدان الرأسمالية التقليدية تجري تحولات اجتماعية واقتصادية جذرية تبشر بعودة قوية ومظفرة للاشتراكية ، تحولات تتعمق وتتسع يوما بعد يوم في كثير من بلدان اسيا وافريقيا وأوروبا وأمريكا اللاتينية والتي كانت حتى الامس القريب تعتبر الحديقة الخلفية للولايات المتحدة، وقبل بضعة أيام شهدنا تأميمات مهمة في بوليفيا. فقط في شرقنا الأوسط ، وبعض الديكتاتوريات المدعمة من الغرب مباشرة ، لا يزال العم سام يتمتع ببعض النفوذ ـ الذي أخذ يترنح هو الاخر تحت ضربات المقاومة الناجحة كما في العراق وأفغانستان ولبنان والسودان وأخيرا على أيدي المقاومة الباسلة الشجاعة الصامدة في قطاع غزة التي برغم المحرقة الفاشية البشعة التي سعرها جيش العدوان الصهيوني الفاشي البربري أستطاعت أن تلقنه درسا في قوة وقدرة الشعوب ، فهذا الجيش العرمرم والذي يعتبر رابع جيش في العالم ، وبكل ترسانته العسكرية الضخمة عاد بعد 22 يوما من الوحشية الغير مسبوقة مذموما مدحورا ، من قبل شعب أعزل محاصر حتى الموت ـ لأكثر من سنتين واستطاع أن يحطم أسطورة الجيش الذي لا يقهر. ومع ذلك فإنه يمكن القول ، بأن هذا العدوان لم يكن مقدرا ولا محتوما ، وكان بالإمكان تحاشيه ومنع حدوثه ، ليس بالإذعان لمطالبه ، ولكن بالتصدي له بحزم بموقف محلي موحد ، وموقف عربي متضامن ، وموقف دولي منصف ، ولكن وللأسف الشديد ، فقد تركت قوى المقاومة للمعتدي يتفرد بها ، بالتشكيك من ناحية وبالتخاذل من ناحية أخرى وبالتواطؤ المخزي من ناحية ثالثة على المستويات المحلية والعربية والدولية على حد سواء ، فلأكثر من سنتين ، ومنذ نشوب الازمة الفلسطينية ، وكل قوى المقاومة تطالب بالوحدة الوطنية ، وتطالب بالحوار الجدي والنزيه طريقا لها ، ولكنها كانت تقابل دائما بالغطرسة والتعالي وفرض الارادات بافتعال شروط تعجيزية يؤدي القبول بها بالاجهاز حتما على المقاومة ومن بعدها كل المشروع الوطني التحرري نحن أيها الرفاق كشيوعين ، لا زلنا نؤمن ونؤيد الحل السياسي ، ومثلكم أيضا ومثل باقي حركات التحرر في العالم ، نفهم مضمون هذا الحل ومقوماته ، كما نفهم ونتعلم من كل الدروس والتجارب السابقة لنا ولغيرنا ، وندرك بأن أي حل سياسي لا يكون مدعما ومستندا لمقاومة فاعلة ومؤثرة يكون مأله الإستسلام لا محاله وإن القوى المناهضة لهذا الشكل من الحل ، وهي التي لا تزال تهيىء وتشجع لدرجة التواطؤ العدو الصهيوني على تعنته وغطرسته ورفضه ، وهي نفسها لا تزال تحاول إعطاء العدو الصهيوني مبررات تصعيد الحصار وتشديده وإطالة أمده أملا في أن ينال هذا العدو سياسيا ما فشل في الحصول عليه عسكريا ، مستخدمة أخس الوسائل التي من بينها المساعدات الإنسانية للضغط على المقاومة بهدف إركاعها بعد أن عجزت عن إبادتها ، إن المحاولات الرخيصة لاستخدام أموال إنسانية (أمول إعادة التعمير) لتقوية واستعداء طرف على طرف وهذا التحالف المشين الذي تلوح بوادره في الأفق لتشديد الحصار على المقاومة برا وبحرا وجوا ( وتشترك فيه مع الاسف دول أروبية بعضها سارع في إرسال قطعه البحرية ) لهو أخر الأوراق التي بقيت في حوزة أعداء حركة تحرر شعبنا وأعداء مشروعه الوطني وحقه في تقرير مصيره بنفسه حسب الشرعية الدولية بإقامته لدولته الحرة المستقلة على أراض عام 1967 وعاصمتها القدس العربية ، بما في ذلك حق كل لاجئينا في العودة إلى ديارهم التي طردوا منها كل ذلك على قاعدة القرارات الدولية التالية: 242 ، 338 ، والقرار رقم 194 الخاص باللاجئين وحقهم بالعودة لديارهم . عاش الحزب الشيوعي التركي الشقيق عاشت الحركة الشيوعية العالمية عاشت وحدة ومقاومة شعبنا البطل والمجد والخلود لشهدائنا، والشفاء لجرحانا ، والحرية لأسرنا. وعاش الحزب الشيوعي الفلسطيني المناضل.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني