PCP

يا عمال العالم اتحدوا

غـزة.. وجه المقاومة المشرق وحقيقة الاحتلال والعمالة

غـزة.. وجه المقاومة المشرق وحقيقة الاحتلال والعمالة صباح يوم 27/12 كانت غزة على موعد مع المجزرة الجديدة القديمة، الجديدة لأن عرب روتانا ليسوا فقط صامتين على المجزرة بل قد أعطوا الضوء الأخضر لتسيبي ليفني وأولمرت وباراك لتأديب حماس المتمردة على القطيع السائر في ركب بوش المهزوم والمودع بحفاوة الأحذية التي تشرّف كل سلالات هؤلاء الحكام الخانعين الخونة المتواطئين علناً ودون خجل مع العدوان على غزة وما تمثله من رمز مقاوم. نعم انهم متواطئون... تسيبي ليفني هددت غزة من القاهرة بالويل والثبور، وكان إلى جانبها وزير خارجية مبارك الأمين على ارث كامب ديفيد، وأولمرت تحدث على شاشة «العربية» السعودية عن العدوان المبيت ضد غزة المتمردة على صدأ زمن الاعتدال، وغازل الملك السعودي واعتبر مبادرته التي أصبحت عربية بعد قمة بيروت أساساً صالحا لمفاوضات «سلام». مقدمات العدوان لقد مهدت الدولة الصهيونية للمجزرة بفتح ثلاثة معابر لإدخال مساعدات إنسانية محدودة إلى غزة لا تكفي سكانها المحاصرين ليوم واحد، وباتصالات دبلوماسية مع دول العالم لشرح موقفها، ومنها زيارة ليفني لمبارك الذي كان شريكا مخلصا لإسرائيل في حصار غزة فلم يسمح حتى للمتضامنين المصريين بإيصال مساعدات إلى معبر رفح واعتقل المنظمين لحملة المساعدة، كما كان شريكا مخلصا لإسرائيل وسلطة أوسلو في محاولة إطباق الكماشة على حماس من خلال تحميلها مسؤولية فشل الحوار الفلسطيني. أما كبير آل سعود فقد حقق قفزة في جرأة الكشف عن علاقات المملكة مع الصهاينة التي تمتد إلى ستينيات القرن الماضي زمن المواجهة السعودية مع قوى حركة التحرر الوطني العربية، واليسارية منها تحديداً، فعقد مؤتمر حوار الأديان ودعا إليه الصهيوني العريق شمعون بيريز ليؤمن اللقاء الغرامي الأول بينه وبين شيخ الأزهر، وربما كان بيريز يحلم وهو يدخل المؤتمر بأنه يضع أولى لبنات الشرق الأوسط الجديد الذي يريدونه سوية إسرائيلياً أمريكياً خالياً من أي نفس مقاوم، وهكذا أيدت مملكة آل سعود عدوان تموز على لبنان علنا وتعطي الآن الموافقة الواضحة على محاولة تصفية المقامة في غزة. مفعول عكسي صباح 27/7 كان شلال الدم الفلسطيني يغسل أزقة غزة وهواءها من أي احتمال للاستسلام، هم يملكون الجو والبحر والبر المحيط، لكنهم في غزة يحملون الروح العنيدة العصية على الخضوع لإملاءات الحلف الأمريكي الصهيوني الأسود وأذنابه (زادت ضغوط عمر سليمان على قيادة حماس بعد انتهاء ما سمي بالتهدئة للالتزام بوقف إطلاق الصواريخ)، وإذا كانوا يتوهمون بأنهم بحصارهم وعدوانهم سيجعلون الشعب الذي انتخب حماس ببرنامجها المقاوم يكفر بالمقاومة ويتوب فإنهم في ضلال، فالحصار والعدوان يزيدان من التفاف الشعب حول نهج المقاومة ويعمق قناعات الناس المترددين بأن هذا الاحتلال لا تنفع معه سوى لغة القوة والنار. (لقد حوّلنا حماس إلى قوة شرق أوسطية)، يقول تسيفي برئيل في هآرتس قبيل العدوان بيومين... يعترف الساسة والمحللون الإسرائيليون بأن سنوات الحصار الصعبة والتصفيات والاجتياحات تزيد من التفاف الناس حول المقاومة، بنفس الوقت الذي يؤدي فيه «تدليل» جماعة رام الله من مصممي أوسلو وتابعيهم (ياسر عبد ربه نموذجا) إلى انفضاض الناس عنهم رغم الرفاهية النسبية التي تنعم بها الضفة الغربية في ظل حكومة سلام فياض وقوات الأمن «الوطني» بقيادة الجنرال الأمريكي دايتون. حكم التاريخ القادم أكثر من أربعمائة شهيد وآلاف الجرحى ضحايا الغارات لم تحرك ضمائر حكام الردة، وحتى الإدانات اللفظية التي قرف منها الشارع العربي كانت خجولة وأوشكت أن تعيد رد الفعل الأمريكي (على حماس أن توقف إرهابها) هكذا بدون خجل ولا استحياء.... وحتى ساحر الليبرالية العربية والاشتراكيين الديمقراطيين أوباما لم تستفق إنسانيته أمام مشاهد الجثث المقطعة في شوارع غزة ولا وجه طفلة اخترقه الرصاص الديمقراطي الصهيوني وهي محملة في كرتونة لأن النعوش أيضا أصبحت نادرة في غزة الحصار والصمود. سيسجل التاريخ أن مدنا بعينها كانت ستالينغراد العرب، بيروت 1982، وبيروت 2006، وغزة 2008، وكل بقعة لم تدنسها أقدام الغزاة والعملاء إلا على أشلاء رجالها... وسيسجل التاريخ أيضا أن أولياء أمور الشعوب العربية كانوا عونا للمحتل سرا وعلانية، وهم سيقفون يوما قريبا أمام محاكم شعوبهم ليحاسبوا على الخيانات والثروات المهدورة.... ومنذ يومين فقط كان بطل شامخ يقف أمام محاكم البغي الصهيوني وهو يقول بصوت عال انه لا يعترف بسلطة الاحتلال ومحاكمها، احمد سعدات الحر أكثر من كل ساكني القصور الملكية والرئاسية يحكم عليه بثلاثين عاما هي ثلاثون وساما على صدره وصدر المقاومة الشريفة والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين التي منها خرج غيفارا غزة ووديع حداد وغسان كنفاني وأبو علي مصطفى ويقف أمينها العام المناضل احمد سعدات مع رفاقه وقفة عز أمام الجلادين مجسدا اليسار المقاوم الثوري في زمن الردة والرخاوة.... سعدات ورفاقه سجنتهم سلطة أوسلو بعد عملية اغتيال الوزير الصهيوني المتطرف رحبعام زئيفي البطولية التي أتت ردا على اغتيال القائد الوطني أبو علي مصطفى الأمين العام للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين،ثم نقلوا باتفاق بين السلطة وإسرائيل وبضمانة أمريكية بريطانية إلى سجن أريحا بحراسة أمريكية بريطانية ثم قامت قوات الاحتلال باقتحام السجن واقتيادهم إلى السجن الإسرائيلي أي ان هناك مسؤولية أخلاقية ووطنية لسلطة أوسلو عن تسليم المناضل سعدات ورفاقه إلى الصهاينة. وكنا قد ذكرنا في صوت الشعب بأن هناك مخططا لاستعادة غزة إلى «شرعية أوسلو» من قبل جيش الاحتلال وبغطاء عربي رسمي (مصري سعودي بالأساس) بعد ان عجزت جيوش دايتون عن استعادتها وها هي إسرائيل تبدأ عدوانها ظنا منها أن الفصائل المقاومة سرعان ما ستنسحب من ساحة المواجهة لكنها ستفاجأ كما فوجئت في لبنان وسيكون درسا قاسيا آخر لها ولعملائها وإلا بماذا نفسر تصريح الطيب عبدالرحيم الأمين العام لما يسمى بالرئاسة الفلسطينية «إن هذه الظروف ستنتهي وإن هذا العدوان سيتوقف، وإن الشرعية ستعود إلى غزة، وكل الأجندات الخارجية ستسقط»؟! هل ستكون هذه المجزرة الصهيونية شرارة الانتفاضة الثالثة ؟ الجواب يحدده مستوى الاستعداد السياسي والجماهيري للفصائل الوطنية الفلسطينية والوحدة الوطنية الحقيقية التي لا تقتصر على اتجاه بعينه أو تيار أو فصيل وإنما تجمع الجميع في المواجهة الكبرى والأساسية حتى إنهاء الاحتلال. إن ما يجري في غزة هو إحدى ذرى الصراع بين المقاومة والاحتلال، وفيها يزداد الفرز الوطني وضوحا وعلنية، وفيها تشارك الجماهير برسم التاريخ فتكون هي الصانعة والكاتبة والمقررة بدماء أبنائها وطليعتها المقاومة، ورغم التفاوت الهائل في ميزان القوى التقليدي فان غزة باقية والغزاة إلى زوال مع كل أذنابهم وأتباعهم ومنظريهم. وعد الخالد (صوت الشعب)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني