PCP

يا عمال العالم اتحدوا

مؤتمر أنابوليس والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلى أين؟

مؤتمر أنابوليس والمفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية إلى أين؟ بعد أن وصل طريق أوسلو إلى نفق مظلم ولم يبق منه سوى الاتفاقيات الجائرة المفروضة على الجانب الفلسطيني ، والتي حولت حياة الشعب الفلسطيني إلى جحيم لا يطاق ، ومع إيغال إدارة بوش وتماديها في دعم الكيان الإسرائيلي بكافة الوسائل الاقتصادية والعسكرية والسياسية في مختلف المحافل الدولية، على حساب الشعب الفلسطيني وقضيته العادلة ، مما أدى إلى تزايد النقمة والسخط في الأوساط الشعبية الفلسطينية والعربية والإسلامية والصديقة ، وإثارة استياء حتى القادة العرب المحسوبين على الدول المسماة بالمعتدلة ، قامت الإدارة الأمريكية للخروج من عزلتها وتصدير أزمتها بابتكار مؤتمر أنابوليس في نوفمبر 2008 على غرار مؤتمر مدريد مصغر، سعت من خلاله الإيحاء بأن المفاوضات القادمة بين الطرفين الفلسطيني والإسرائيلي ستتم بإشراف أمريكي ودولي وعربي ، ستتوصل إلى اتفاق متكامل يشمل جميع القضايا الجوهرية ذات الصلة، وفي محصلتها قيام الدولة الفلسطينية ذات السيادة ، وقد هلل وصفق الكثيرون من المتفائلين أصحاب الميول الاستسلامية لهذا المؤتمر واعتبروه دليلا قاطعا على صحة توجهاتهم السلمية الرافضة لكل أشكال المقاومة، وكأن الدولة ومقوماتها أصبحت على الأبواب. أما وقد انتهى العد التنازلي للزمن المحدد ولم تسفر المفاوضات عن شيء يذكر ، رغم كل الزيارات المكوكية لوزيرة الخارجية الأمريكية، واللقاءات المتكررة لقادة دول الجوار المتواطئة، وبدخول الإدارتين الأمريكية والإسرائيلية موسم الانتخابات تكون بذلك العملية السياسية دخلت في إجازة شتوية إلى أن يستقيم الوضع الحكومي ويستقر ، أي بعد حصول الدولتين على التفويض الشعبي، وهذا بلغة الزمن يترجم بحوالي السنة على الأقل ، وتأسيسا على ذلك فقد نشأ هنا فراغ سياسي ، بعد أن أصبحت الإدارتين خارج اللعبة السياسية ارتأتا لملء هذا الفراغ ولإلهاء الشعب الفلسطيني بملعوب جديد، ولإرضاء الذين بايعوا هذا المؤتمر بالعودة إلى المبادرة العربية، بعد أن رفضتها إسرائيل وتجاهلتها الإدارة الأمريكية في حينه ، تلك المبادرة التي تعتبر أهم أشكال التنازل العربي في سبيل التوصل إلى سلام شامل. أضف إلى ذلك كله الانتهاكات الإسرائيلية في الأراضي المحتلة منذ انعقاد مؤتمر أنابوليس تصاعدن بوتائر متسارعة وبأشكال مختلفة ، بدء بإعادة صياغة ديموغوافية وجغرافية في مدينة القدس ، بما يتناسب ومخطط الفصل العنصري وتهويد المدينة ، والانتهاكات التي استهدفت بشراسة القطاع الزراعي الذي يشكل ركيزة الاقتصاد الفلسطيني، وبالذات في موسم الزيتون الشعبي على أيدي عصابات المستوطنين الفاشية وبحماية قوات الاحتلال الاسرائيلة ، وغيرها من الانتهاكات اليومية. إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني نحذر من مغبة مواصلة الوثوق والاعتماد على الوعود الأمريكية الخادعة، ونرى البديل من أجل تفويت الفرصة على المتآمرين من كل حدب وصوب، العمل بتفان وإصرار من أجل وحدة وطنية حقيقية، تعطي الأولوية لرأب الصدع في العلاقات الفلسطينية الفلسطينية ، وتعيد الوحدة واللحمة إلى شطري الوطن ، إن بقاء الحال على وما هو عليه سينقلب على الجميع ويقود إلى كارثة على القضية الفلسطينية ومشروعها الوطني التحرري ، ويكون الكاسب الوحيد العدو الصهيوني. الوطن(المجلة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني