PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان هام صادر عن الحزب الشيوعي المصري

الثورة صامدة رغم مؤتمرات النظام اثنى عشر يوما منذ اندلاع الثورة المصرية وما زال النظام المصري الحاكم المتهاوي يصر على بقاء الديكتاتور مبارك حماية لمصالح العصابات من اللصوص والقتلة وناهبي ثروات مصر خوفا من تقديمهم للمحاكمة، ورغم التنازلات التى يقدم عليها كل يوم الا انه يصر على رفض المطالب الرئيسية للثورة وعلى راسها ضرورة تنحى الديكتاتور مبارك عن السلطة ، لقد واجهت الثورة منذ 25 يناير مؤمرات عديدة لاجهاضها كان أولها عندما نفذت الحكومة الخطة الاجرامية الفاشية مساء يوم الجمعة 28 يناير بانسحاب الشرطة من جميع مواقعها واغراق البلاد فى الفوضى وفتح السجون وحرق اقسام الشرطة وتهريب المجرمين والاسلحة والبلطجية واشاعة الذعر والترويع فى كل انحاء البلاد وهى خطة قد اتفق عليها النظام وتم فضحها ، كانت تخطط لاستخدمها السلطة فى مواجهة ثورة الشعب أوعند رفضه توريث الحكم لجمال مبارك ، ولكن الشعب المصري استطاع إجهاض هذا المخطط الفاشي من خلال تشكيل لجان شعبية بمبادرات شعبية تطوعية وعفوية فى اغلب الاحيان استطاعت تأمين الشوارع والمنازل خاصة فى الايام الاولى لحالة الفراغ الامنى المخيف وحالة بث الاشاعات التى كثرت الا انه بعد ذلك قامت الشرطة السرية ورجال امن الدولة باستغلال هذه اللجان وخاصة فى المناطق الشعبية للزج بعملائها لكى تستخدمها لمساندة أعداء الثورة .المؤامرة الثانية كانت بعد نجاح المظاهرات المليونية يوم الثلاثاء الاول من فبراير التى خرجت فيها الجماهير الحاشدة من كل انحاء البلاد تطالب بسقوط النظام ورحيل الديكتاتور مبارك وخرج فيها أكثر من 8 مليون مواطن مصري ، وقام مبارك بالقاء خطاب رومانسي يخاطب فيه المصرين بانه يرغب فى ان يموت على ارض مصر وتم استغلال هذا الخطاب مساء ذلك اليوم فى الترتيب للخطة الاجرامية الفاشية الثانية عن طريق اخراج مظاهرات تاييد مأجورة بترتيب من عصابات اللصوص من كبار رجال الاعمال الذين نهبوا ثروات وأراضى شعب مصر وايضا من اعضاء مجلس الشعب المزور وضباط ومخبري امن الدولة الفارين الذين قاموا بتوجية البلطجية ومافيا الانتخابات والعصابات وموظفين فى شركاتهم للهجوم على ميدان التحرير ومهاجمة المتظاهرين ومحاصرتهم والاعتداء على القادمين للتظاهر اضافة الى استخدام الطوب ( الحجارة) والمولوتوف والرصاص الحي والاسلحة البيضاء والخيول والجمال ضد الثوار فى ميدان التحرير واستطاع المتظاهرون إجهاض المؤامرة في صمود باسل ومقاومة كفاحية وراح ضحية هذه المعركة 8 قتلى واكثر من الف جريج فى ملحمة بطولية للمعتصمين الثائرين الذين قاوموا جحافل الإرهاب والأجرام وفلول قوات الامن الفارة ،وتم فضح النظام أمام العالم كله وكانت النتائج عكسية تماما لصالح قوى الثورة حيث طالبت حكومات العالم برحيل مبارك الذى يقتل الشعب المصري ويحرق البلاد من اجل الحفاظ على منصبة وحماية الفاسدين وقوى الاستغلال . المؤامرة الثالثة وقد تمت قبل جمعة الرحيل يوم 4 فبراير من خلال احاديث نائب مبارك ورئيس مجلس وزرائة الجديد حيث سعى الى شق صفوف المعارضة وتأليب الشباب علي الثورة واتهامها بانها تنفذ أجندات خاصة وأجنبية وبث أحاديث وإشاعات عبر قنوات التلفزيون الحكومى تستدعى لاستعداء المواطنين على الذين يعتصمون فى ميدان التحرير وتحملهم مسؤوولية الفوضى وغياب الامن والخسائر الاقتصادية ووقف النشاط الاقتصادي وصعوبة حصول المواطنين على احتياجتهم والتاخر فى صرف المرتبات – الاجور – إلا ان خروج المصريين بالملايين يوم الجمعة 4 فبراير اكد على ان الثورة مستمرة وان هذه المناورات فاشلة فى تأليب الشعب وشق الصفوف ولم تفلح فى تحقيق هدفها وذلك لان القطاعات العريضة من الشعب المصري تعرف جيدا ان النظام المصري المتهاوي هو المسؤوول عن تعطيل الدراسة واغلاق المؤسسات الحكومية والبنوك وتعطيل النشاط الاقتصادي وان هذة الخسائر الكبيرة وانتشار حالة الفوضى سببها الوحيد هو اصرار النظام على التمسك بالديكتاتور وعدم تخلية عن السلطة …..بل ان الجماهير المصرية تعرف عدوها الحقيقى ومن سبب شقائها وبؤسها وفقرها ومن هو صانع الفقر والبطالة والعوز ومن يشرد العمال ومن يدفع ألاف المصرين للانتحار سنويا . ان النظام يحاول جاهدا بكل الطرق ان يستخدم كل الوسائل لإجهاض الثورة حيث يستخدم حرب الاعلام ويروج للتخوين والعمالة لإيهام قطاعات من الشعب بان نظامه وطنى لايقبل التدخل الاجنبي وان المتظاهرين يعملون باجندات اجنبية ولكن الامر الواضح والجلي هو ان الثورة الشعبية التى انطلقت فى 25 يناير قد فاجأت العالم كله وهى الأساس الذي اجبر حكومة الولايات المتحدة والحكومات الغربية على التخلي عن حليفها حفاظا على بقاء النظام التى تخشى من انهياره وسقوطه إذا استمرت هذه الثورة كما تخشى من انتشارها على باقى دول المنطقة . كما يستخدم النظام فزاعة الأخوان المسلمين حتى يخيف الحكومات الغربية و الشعب المصري من الثورة ولكي يوحي بأن البديل عنه هو دولة دينية ونحن نؤكد ان الاخوان قد فوجئوا بهذه الثورة مثلهم مثل باقي القوى السياسية ولم يشارك الاخوان فيها الا فى اليوم الرابع وقد اصابتهم الحيرة عندما وجدوا ان عشرات ومئات الالوف يمكن ان تتحرك بدونهم ولم يقدروا حقيقة ان هذا البركان المكبوت الذي تم فتح الغطاء عنه كان نتيجة تراكم استمر لعدة سنوات حيث خرجت الاف الحركات الاحتجاجية من العمال والطلبة والموظفين والمهنين ضد سياسات وتوجهات النظام المعادية لمصالح الجماهير والتى لا تخدم سوى حفنة من اللصوص وناهبي أقوات الشعب وكانت الكلمة السحرية هى دعوة مجموعات الشباب للتظاهر من خلال وسائل الاتصال الحديثة وبسب الإلهام الذي أحدثته الثورة التونسية التي أكدت ان ثورات الشعوب هى الوسيلة الوحيدة لأنهاء هذه النظم الديكتاتورية الشمولية التى تحكم بلاد المنطقة ،وعندما خرج الأخوان بقوة يوم الجمعة 28 يناير كان حجمهم محدود فى بحر من ملايين المواطنين الا أن أهم ما يميزهم انهم اقلية منظمة تستفيد من تسليط الاعلام الشديد عليهم وخاصة قناة الجزيرة وينبغى ايضا الاقرار بحقيقة ان مشاركتهم بشكل عام فى الثورة كانت ايجابية كما كان موقفهم جيدا فى معركة ميدان التحرير وهم ملتزمون حتى الان بما اتفقت عليه القوى الوطنية داخل الجمعية الوطنية للتغيير .ومن اخطر الاثار السلبية على الثورة ان بعض احزاب المعارضة الرسمية وخاصة الوفد والتجمع والناصري تسعى للهرولة للحوار مع النظام الحاكم دون اتفاق مع القوى الوطنية ودون تقديم دعم حقيقي لقوى الثورة وتعمل فى ذات الوقت على ركوب الموجه لتحقيق بعض المكاسب الغير جوهرية والاصلاحية وتتخلى عن المطلب الاساسي للثورة وهو اسقاط الديكتاتور وتغيير النظام وهى بذلك تساند النظام فى محاولته البائسة والمحمومة للبقاء فى هذه اللحظات الحاسمة. كما ان هناك مجموعات اخرى تحاول ركوب الموجه مثل لجنة الحكماء التي بدأت الحوار وطالبت بنقل سلطات الرئيس الى النائب وفض الاعتصام فى ميدان التحرير لكن المتظاهرين الثوار رفضوا كل هذه المناورات واكدوا صمودهم واستمرارهم حتى تتحقق كافة مطالب الثورة وعلى رأسها رحيل الديكتاتور ، لأنهم يعرفون جيدا ان رحيله سوف يؤدي الى بداية تفكيك النظام والدخول فى مرحلة جديدة للثورة المصرية وتتطور العملية الثورية ومنع اجهاضها. ان الجمعية الوطنية للتغيير والحركة النضالية الشبابية والعمالية يؤكدون انهم مستمرون فى تأييد استمرار الاعتصام والدعوة الى المظاهرات المليونية حتى تتحقق مطالب الثورة التي من اهمها: 1. تنحي الديكتاتور عن السلطة. 2. . تشكيل مجلس رئاسي وحكومة ائتلافية لفترة انتقالية لأعداد البلاد لانتخابات رئاسية وبرلمانية واتاحة الفرصة للقوى السياسية عبر اطلاق الحريات وخاصة حرية تشكيل النقابات والاحزاب والغاء حالة الطوارىء وكافة القوانين المقيدة للحريات. 3. تشكيل جمعية تأسيسية لتغيير الدستور بعد اجراء استفتاء شعبي. 4. تحقيق المطالب الاقتصادية والاجتماعية الملحة للجماهير وعلى رأسها تنفيذ الحكم القضائي الخاص بالحد الادنى للاجور وتنفيذ حلول عملية للبطالة وارتفاع الاسعار وغيرها من المطالب الملحة كالحق فى السكن والتعليم والصحة. 5 شباط / فبراير 2011


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني