PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان صادر عن الحزب الشيوعي الفلسطيني بمناسبة الذكرى الثانية والستين للنكبة

يا جماهير شعبنا البطل ، تمر علينا الذكرى الثانية والستين للنكبة ، وقد ازدادت إجراءات المحتل الصهيوني القمعية والعنصرية بحق شعبنا العربي الفلسطيني ضراوة ، فهو يتعرض اليوم لأشرس هجمة منذ نكبة عام 1948 ، فمن مصادرة للأراضي وتهويد للقدس وتسريع لوتيرة الاستيطان واستمرار لبناء جدار الفصل العنصري وحصار ظالم ومتواصل على أهلنا في قطاع غزة إلى قرار لا يمكن فصله عن سياسة التطهير التي انتهجها قادة ومؤسسو الكيان الصهيوني فقد أقرت الحكومة الصهيونية مؤخرا قانونا يسمح لها بترحيل أكثر من 70 ألف فلسطيني من الضفة الغربية والقدس المحتلة بذريعة أنهم من قطاع غزة أو أنهم لا يحملون تصاريح إقامة في الضفة الغربية ، وبذلك تترجم إسرائيل صلفها وخروجها حتى عن منطق حلفائها وأصدقائها وعملائها . كل ذلك يجري والسلطة الفلسطينية تصر على مواصلة سياسة المفاوضات وكأن المفاوضات قدرا محتوما علينا وعليها وليس أمام شعبنا خيار آخر غيرها. فالعجرفة الصهيونية وصلت إلى أن تتبنى حكومة إسرائيل لأول مرة منذ عام 1967 نهج الترانسفير ، أي ترحيل الفلسطينيين خارج بلادهم كحل للقضية الفلسطينية . أمام هذا الهجوم الصهيوني والذي بدأ يأخذ صفة سياسية إسرائيلية رسمية نلحظ تراجعا في الخطاب الرسمي العربي لا يتعدى سقف مبادرة توماس فريدمان التي قدمها للملك السعودي عندما كان أميرا ، وأقرتها قمة بيروت 2002 كمبادرة عربية لتدخل في الثوابت التي لا يجوز التراجع عنها. لقد غاب عن ذهنية المحتل الإسرائيلي أن الزمن لم ولن يتوقف عند عام 1948 ،فالمتغيرات الكمية والنوعية في الحياة السياسية المحلية والعربية منذ النكبة لن تسمح لإسرائيل إعادة ما فعلته عصاباتها الإجرامية بالتعاون مع أنظمة عربية ودولية،فقد تجاوزت الجماهير منذ سنيين جيوشها التي كانت في الأساس مهزومة قبل أن تهزم وفاسدة قبل أن تفسد ومسيطر عليها من قبل قيادات استعمارية مرتبطة مباشرة بالصهيونية . فقرار المقاومة أصبح اليوم بيد أبنائها، ولا يمكن لأي مركز مالي أو سلطوي مصادرته أو التحكم به ، إن الانتصارات التي تجلت عام 2000 بتحرير الجنوب اللبناني واستكملت في تموز 2006 بانتصار كل لبنان بقيادة مقاومته الحرة الشريفة وتبعها انتصار غزة عام 2009 والتي لا تزال تخوض معركتها بشرف وتسطر ملاحم الصمود الأسطوري بوجه القمع والتجويع والحصار وخيانة ذوي القربى إن هذه الانتصارات لابد أن تكون مقدمة طبيعية وأكيدة للانتصار النهائي في معركة التحرر والتحرير. إننا في الحزب الشيوعي الفلسطيني لا يمكن أن نغفل خطورة الخطوة الإسرائيلية التي إن نفذت فسيترتب عليها تغيير كبير في معطيات الصراع العربي الإسرائيلي، والسكوت عنها يعد سابقة خطيرة في تاريخ الصراع العربي الصهيوني، وفي نفس الوقت لا يمكن لحزبنا أن يغفل أهمية توحيد كل الجهود في وجه هذه الحملة التوسعية الاستيطانية وضرورة تجاوز كل الخلافات بين أبناء الصف الوطني الفلسطيني والعربي للتصدي لهذه الهستيريا الصهيونية. وحزبنا كان ولا يزال ومنذ اليوم الأول للانقسام يطالب بضرورة وأهمية استعادة الوحدة الوطنية والسياسية والجغرافية ولكن على قاعدة الأسباب التي أدت إلى هذه النتائج ، وأي محاولة في غير هذا السياق تظل مشبوهة ومغرضة بالنسبة لهذا الطرف أو ذاك تثير لديه شكوكا ولا يمكن أن تؤدي لمصالحة حقيقية ، كما أن ربط مصير شعبنا وقضيته بخيارات الأنظمة العربية الرسمية لا يمكن أن يكون توجها وطنيا صحيحا ومجديا . إن أهم عوامل تصفية القضية الفلسطينية هو الربط المتبادل ما بين مواقف وخيارات السلطة الفلسطينية ، ومواقف وخيارات الأنظمة الرسمية العربية ، إن الموقف الصحيح هو ربط كل الأطراف بخيار وبرنامج المقاومة " المقاومة بكل أشكالها" هذا الخيار الذي ينبغي أن تلتف حوله السلطة وأن تفرض تجمع كل الأطراف المحلية والعربية والدولية حوله ، وشعبنا لم ولن يكون استثناءا بين كل الشعوب التي أحرزت استقلالها وتحررها وقررت مصيرها بنفسها وتاريخه المجيد وبطولات أبنائه المشهودة كلها تؤكد أهليته لإحراز النصر وبناء دولته الحرة السيدة المستقلة. لا تراجع عن حق العودة والتعويض للاجئين. عاش كفاح الشعب الفلسطيني. وإننا حتما لمنتصرين الحزب الشيوعي الفلسطيني 15/5/0201


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني