PCP

يا عمال العالم اتحدوا

أطفال فلسطين وحيدون في سجون الكيان الاسرائيلي

لم يجر الحديث أو تحصل المناشدات الإنسانية مع وعن حالات أطفال فلسطين عموما والأسرى منهم خصوصا في الكثير من المجالات والفرص المتاحة لاسيما لدى وسائل الإعلام العربية والفلسطينية حصريا إلا في بعض المناسبات أو الأحيان. كما هو حال بعض تقارير رفعها أعضاء برلمانيون إلى مجلس العموم البريطاني ودخلت دهاليز وأروقة مبنى البرلمان. في الوقت الذي تسرب مخططات عن توجيهات لإثارة رعب وقتل وتدمير للأطفال والنساء وتصويرها كحالات رسمية في مواقع عربية خاصة، مستهدفة حاليا ومطلوب وضعها في مرمى الهدف الاستعماري. بينما المشهد لا يحتاج إلى مثل تلك التوجيهات في السجون الصهيونية في فلسطين المحتلة. فماذا يعني هذا وبم يفسر؟ وكيف تفهم هذه التعليمات والتسريبات العربية؟. من جميل الصدف أو من حسن أعمال بعض الضمائر الحية في بعض وسائل الإعلام الغربية الاهتمام بهذا الموضوع وتذكير من يدعي زورا أو نكاية بالاهتمام بمثل هذه الحالات، حتى من بين أهلها وهذا أمر يتطلب تسليط الضوء عليه وعدم إهماله. لا سيما وقد اكتنز كثيرون منهم مالا ووسائل إعلام باسم الشعب الفلسطيني وأطفاله. آخر من ذكرنا بأحوال أطفال فلسطين صحيفة الغارديان البريطانية في تحقيق واسع لها يوم 22/1/2012 بقلم كاتبتها من الضفة الغربية هارييت شيروود تحت عنوان: الأطفال الفلسطينيون، وحيدون ومحتارون في سجن الجلمي الإسرائيلي. الزنزانة رقم 36 الانفرادية وصنوف التعذيب الأخرى وضعت الكاتبة هارييت شيروود عنوانا آخر لتحقيقها الخاص أكدت فيه ان النظام القضائي الإسرائيلي متهم بإساءة معاملة الأطفال الفلسطينيين المعتقلين بتهم رمي الحجارة. وبدأت التحقيق في وصف غرف الاعتقال والزنزانات الانفرادية والعذابات التي كابدها من قابلتهم من المعتقلين الأطفال في ذلك السجن. فكيف حال غيرهم في السجون والمدن الأخرى؟. كما تطرقت إلى الزنزانة رقم 36 الانفرادية التي يرمى بها الأطفال لزيادة معاناتهم، وذكرت ان احدهم زج فيها 65 يوما، ولم يجد فرصة له خارجها إلا عند التحقيق معه ولكن أيضا بتكبيل يديه ورجليه بسلاسل السجن. ونقلت الصحفية عن الأطفال المعتقلين الذين التقتهم نفيهم التهم الموجهة ضدهم، وان أكثرهم اخبروها عن استخدام العنف ضدهم، وتعرضهم لتعذيب نفسي وللشتم بألفاظ نابية مثل "أنت كلب، وأنت ابن عاهرة". وأضافت الكاتبة ان الكثير منهم عانوا من قلة النوم، وان بعضهم انتهى به الأمر إلى زنزانة انفرادية، كما اجبروا على التوقيع على اعترافات مكتوبة لم يكونوا قد أدلوا بها.. وأفادت شيروود إلى ان ما بين 500 إلى 700 طفل فلسطيني يعتقلون كل عام بتهم أكثرها رمي الحجارة، وانه منذ العام 2008 تمكنت الجمعية العالمية للدفاع عن حقوق الأطفال (DCI) من جمع إفادات من نحو 426 طفل فلسطيني اعتقلتهم السلطات العسكرية المحتلة وحوكموا في محاكم عسكرية. وادخلوا في زنزانات انفرادية ومورست ضدهم شتى صنوف التعذيب والارتكابات المخالفة لأبسط حقوق الإنسان، والأطفال، وخرق المعاهدات الدولية والقوانين المعترف بها بالتحقق والتعامل مع الأطفال. ومن بينها اتفاقية جنيف الرابعة. وهو ما طالبت به بعض منظمات الدفاع عن حقوق الإنسان وحماية الطفولة في تنفيذها ووقف انتهاكها. التحقيق واسع وشامل وفيه مقابلات عدة مع مختلف الأطراف صاحبة العلاقة في السجون والمنظمات الأخرى. وكذلك مع الأطفال المعتقلين وبعض أهاليهم. ونقل صورا عدة عنهم وعن عذاباتهم المتنوعة. ومن بينها ما ذكره والد احد الأطفال الذي سجن وهو ابن 14 عاما بتهمة رمي الحجر، بأنه تعرض إلى صعقات كهربائية أثناء التحقيق. اسرائيل: تدمير الأجيال العربية وختمت الكاتبة تقريرها في لقاءات مع منظمات ترعى برامج حماية الأطفال وتأهيلهم اجتماعيا بعد الاعتقال ونقلت عن مدير إحداها قوله: "الأسر تعتقد أنه عندما يتم الإفراج عن الطفل، هذه نهاية للمشكلة، ونحن نقول لهم هذه هي البداية ". وكذلك أشارت إلى ان الطفل بعد الاحتجاز وإطلاق السراح يظل يحمل العديد من أعراض الصدمة: كوابيس، وفقدان الثقة في الآخرين، والخوف من المستقبل، والشعور بالعجز والتفاهة، والسلوك القهري، التبول اللاإرادي، والعدوان والانسحاب وعدم وجود الحافز. وباختصار هذا ما يراد ان يكون عليه أطفال فلسطين أو ما يخطط له العدو ويسعى إلى تنفيذه. وهو الأمر المشترك الان لكل من يتهرب عن المسؤولية وينحو نحوا آخر ويتجه لعقد صفقات ذكرت سابقا من خلال تسريبات إعلامية. الصحيفة والكاتبة دقتا الناقوس وأوضحتا بالقلم العريض مسؤولية كبيرة على من يهمه الأمر أو بيده أمرا ان يكون عند مسؤوليته ويخطط ويبرمج لما يوضع نصب الاهتمام وإعادة النظر في دعم والسهر على بناء أجيال شابة قادرة على التحدي والتصدي لمهمات التحرر الوطني مهما كانت الصعاب. وحين نقرا التهرب والابتعاد عن أطفال فلسطين نعرف تماما ماذا يبيت للأطفال العرب عموما. ومَن يريد ان يدمر الأجيال القادمة وما يخطط لهذه الأمة؟. فهل من سامع ومستجيب؟!


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني