PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بيان من الحزب الشيوعي اليوناني حول الأزمة الاقتصادية العالمية

اصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي اليوناني بياناً حول الأزمة الاقتصادية العالمية، التي تضرب المراكز الإمبريالية حالياً، هذا نصه: إن ظاهرة الأزمة في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية، والدول الأعضاء في الاتحاد الأوروبي، والتي تفجرت بشكل ظواهر إفلاس كامل في القطاع المالي، تبين بجلاء التطور الرأسمالي الفوضوي. فانحلال وطفيلية الاقتصاد المعاصر قد نتجت عن الملكية الخاصة والرأسمالية لوسائل الإنتاج الأساسية، والتي هي مورد للطلب اليومي وبيع الحصص (من السندات المالية عديمة القيمة، والأرباح المستقبلية الموعودة ) والتي تدار من خلال المصارف وشركات التأمين وأسواق الأوراق المالية .... الخ. إن ظاهرة الأزمة كانت وما زالت وستبقى قدراً محتوماً للاقتصادات الرأسمالية، وهذا يثبت أن الرأسمالية ليست كلية القدرة. لا توجد سياسة إدارية قادرة على إسعاف نظام من انحلاله الفطري، لا قوانين الدولة في وضع يدها على البنوك وباقي الشركات ولا ترك السوق يقرر كيفية الخروج من مأزقه أو من الكساد. وبغض النظر عن عمق واتساع الأزمة الاقتصادية الحالية فإن قادة النظام يرتعدون من خطر وصولهم إلى حالة لا يستطيعون من خلالها التحكم بالمواقع التي قد تعرض استقرارهم السياسي للخطر. إن زيادة استغلال الأجراء وزيادة الضغط على المنتجين الصغار لزيادة الأرباح ومراكمتها يحاصر ويخنق الاقتصاد ككل. إن خطر الاختناق الاقتصادي يقف أيضاً في وجه الموظفين ذوي الدخل المرتفع في النظام المالي وأيضاً في وجه الفئات الوسطى، والتي كانت قد حسنت دخلها سابقاً من خلال الرهون وسندات الادخار والحصص ... الخ. وهي الآن تهدد أيضاً العمال الأجراء العاديين الذين قد يخسرون عملهم بشكل جماعي أو يخسرون مدخراتهم الصغيرة. وما تعتبره البرجوازية تهديداً لاقتصادها واستقرارها السياسي يشكل أملاً للقوى الشعبية والعمالية. إنه منعطف حاسم حيث لا يجب إضاعة الاتجاه نحو الطريق الفعلية: الاتحاد، ومهاجمة الوحش الجريح، وعدم إعطائه الفرصة ليضمد جراحه أو ليشفى. ما نحتاجه بالمطلق هي الملكية الاجتماعية لوسائل الإنتاج الأساسية، والإنتاج الاجتماعي المخطط مركزياً والمدار اجتماعياً وعمالياً، وهو ما يتطلب الاستيلاء على السلطة. ونرغب أن لا تكون هذه الأزمة مماثلة لأزمة /1929/، فهذا ليس قدراً مشؤوماً أو مبالغة، حيث نمت قدرة البرجوازية بحيث تمكنت دولة بعد أخرى من تنظيم نفسها لحماية النظام من خلال تضليل وخداع القوى الشعبية والعمالية، وهذه القوى التي فقدت ديناميكيتها خلال السنوات العشرين الأولى بعد نهاية الحرب العالمية الثانية. إننا ندعو الجماهير لإدارة ظهرها للآراء التضليلية عمداً عن تنظيم وتجذر وإنسانية الرأسمالية والتي تستخدم النظرية الليبرالية للحفاظ عليها. اليوم قد لا نكون قادرين بعد على تطوير كافة الشروط للاستيلاء على سلطة الرأسمال بل هناك إمكانية اليوم لتسريع التطور لمصلحة الشعوب. إن الحزب الشيوعي اليوناني يدعم المطالب بإجراءات فورية لزيادة الأجور والرواتب والتي تعتبرها الأحزاب البرجوازية إجراءات متطرفة. الوعود اليوم وإدعاء بعض الأحزاب حماية مطالب الجماهير هي كلمات فارغة، والشعب يجب أن يرفضها ويحكم عليها من خلال الممارسة السياسية لهذه الأحزاب. إن حكومة حزب الديمقراطية الجديدة مستمرة في القيام بما يسمى الإصلاح لمصلحة الرأسمال الكبير، لمصلحة الاحتكارات. أما حزب المعارضة الرئيسي (الباسوك) فلا يقترح أي خيار للحل. أما سين سيريزا فيضلل ويوزع الأوهام من خلال نشر نظريات سياسية بائدة تقول بالتوزيع العادل للثروة في ظل الرأسمالية. وقد دلت الأحداث في اقتصاد الولايات المتحدة الأمريكية والاتحاد الأوروبي مرة أخرى أن الإدعاءات بإدارة مختلفة للنظام من قبل البرجوازية هو إدعاء متناقض تماماً ومعادٍ لمصالح الجماهير. إن الحزب الشيوعي اليوناني يدعو الجماهير مرة أخرى للنضال والكفاح من أجل: ــ إعانات سكنية للعاطلين عن العمل والشباب، وتقديم قروض سكنية دون فوائد للأسر الشابة تمكنهم من الحصول على سكن. ــ وقف كل الممارسات المتعلقة بالبيع بالمزاد العلني لممتلكات العمال لتحصيل أقساط القروض السكنية. كما يجب منع البنوك قانونياً من بيع المساكن المرهونة للقروض السكنية بالمزاد العلني. ــ إلغاء الفوائد على كافة القروض. ــ إن الفوائد على القروض السكنية يمكن أن تقطع من الدخل الضريبي للدولة. ــ تجميد القروض المتعاقد عليها من قبل عمال فقدوا عملهم. ــ توجيه عناية الدولة لإتمام برنامج إسكان شعبي يوفر السكن العصري والآمن بأسعار منخفضة. ــ زيادة أساسية للأجر وفقاً للاحتياجات الحالية للجماهير ودفع تعويضات بطالة للعاطلين عن العمل. ــ زيادة الضرائب على الأرباح. ــ إلغاء الضريبة على القيمة المضافة على بضائع الاستهلاك الشعبي والوقود المستخدم للتدفئة أو النقل، من أجل أسر الفلاحين ومتطلبات الجماهير بشكل عام. ــ ضمان اجتماعي عام وحصري لكل الشرائح، لتغطية احتياطات صناديق المدفوعات وليس فقط حماية الاستثمار في الأسهم. ويدعو الحزب الشيوعي اليوناني العاملين بأجر والفلاحين وصغار الكسبة وحركات النساء والشباب التقدمية إلى: ــ النضال والكفاح من أجل الحاجات الملحة للجماهير. ــ هجر الأحزاب التي تدعم خيار الاتحاد الأوروبي كخيار وحيد أو تذعن له، اهجروا حزبي الباسوك والديمقراطية الجديدة وحلفائهما. ــ ادعموا الحزب الشيوعي اليوناني، الحزب الوحيد الذي يقدم خيار الحل الاقتصادي الواقعي الوحيد لمشاكل الشعب. أثينا في /2/ تشرين الأول /2008/ ترجمة: ميشيل أسعد


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني