PCP

يا عمال العالم اتحدوا

التهدئة المستحيلة المقاومة خارطة طريق الشعب الفلسطيني إلى الحرية

المحرقة الإسرائيلية في غزة لم تتوقف فصولاً ومفاعيل، وان كانت قد مرت بما سمي بفترة تهدئة اتفق عليها بوساطة مصرية، لكن إسرائيل ما لبثت أن خرقتها بقيام قوة خاصة من المستعربين الأربعاء 13/3 باغتيال ثلاثة مقاومين من حركة الجهاد الإسلامي ورابع من كتائب شهداء الأقصى في عملية وسط مدينة بيت لحم جنوب الضفة الغربية. وكان جيش الاحتلال قتل صباح نفس اليوم مقاوما آخر من «الجهاد الإسلامي» في طولكرم شمال الضفة الغربية. وبذلك طوت إسرائيل صفحة أيام التهدئة وعادت صواريخ المقاومة إلى سيديروت والغارات على غزة. ومفهوم التهدئة ليس جديداً في ظل عدم إمكان الوصول إلى تسويات عادلة ودائمة مع عدو يريد للآخرين أن يتحولوا إلى حراس لأمنه وحدوده التي يختارها ويرسمها هو حسب طبيعة المرحلة التوسعية التي يعيشها هذا الكيان الغريب. فقد سبق لحركات المقاومة أن عرضت فترات تهدئة طويلة تمتنع خلالها دولة العدوان الصهيوني عن عمليات الاغتيال والاجتياح والاستيطان، وتتوقف المقاومة خلال تلك الفترة، لكن لم تسجل لإسرائيل أي سابقة التزام بأي تهدئة، فسرعان ما ينطلق جيشها وقطعان المستوطنين إلى خرق كل التعهدات والوعود وإعادة الأمور إلى نقطة الصفر. وتحتاج كل حركة تحرر وطنية إلى فترات التقاط أنفاس وإعادة تعبئة قواها، خاصة مع الاختلال الهائل في موازين القوى بينها وبين العدو والظروف الدولية والإقليمية والعربية الراجحة بما لا يقاس لصالح هذا العدو ـ في الحالة الفلسطينية ـ. لكن يجب ان لا تخضع الحركة لوهم تحويل الهدنة المؤقتة الى حالة دائمة تكرس الاحتلال وتثبت مؤسساته وعملاءه على حساب المشروع الوطني التحرري. انهم يحرجون الجميع لم تكتف إسرائيل بقتل قادة المقاومة في بيت لحم، بل أعلنت بناء مئات الوحدات الاستيطانية الجديدة وكشفت صحيفة «هآرتس»، عن إجراءات إسرائيلية جديدة لتكريس تهويد القدس عبر تسجيل عقارات في البلدة القديمة في سجلات الطابو اليهودي. ومنذ مؤتمر أنابوليس أواخر تشرين الثاني (نوفمبر) الماضي وحتى اليوم، تم إقرار خطط وتوقيع عقود لبناء وحدات سكنية في أنحاء القدس الشرقية أكثر مما تم خلال عام 2005 بكامله، وهو آخر عام تتوفر إحصاءات عن النشاط الاستيطاني فيه. هذه الإجراءات الإسرائيلية أحرجت المفاوض الفلسطيني، وسفحت ما تبقى من ماء وجهه أمام الشعب الفلسطيني، خاصة بعد أن أعلن أبو مازن تراجعه عن وقف التفاوض الذي أعلنه إبان المحرقة الصهيونية في غزة، حتى طالب أحمد قريع صراحة بوقف مسلسل إذلال الرئيس عباس. ولم تستطع سلطة اوسلو تمرير كل هذا الذل دون أن تصدر بيانا غاضباً ، عبر عن ضيقها وتبرمها من تصعيد العدوان الإسرائيلي على كوادر من المقاومة كانت السلطة تفاوض على وضعها خارج قوائم التصفية وبنك الأهداف الإسرائيلية، فجاء الرد بهذا الشكل ثم أعلنت إسرائيل عن خطط استيطانية جديدة في القدس. وجاء في البيان: أن "حكومة إسرائيل تخطىء إن توهمت أن هذه الجرائم ستفت من صمود الشعب الفلسطيني" مؤكدا أن "هذا الشعب سيواصل صموده وتمسكه بأرضه ومقاومته للاحتلال والاستيطان حتى دحر المحتلين والمستوطنين وإقامة دولة فلسطين وعاصمتها القدس الشريف". وقد أحرجت سياسة إسرائيل هذه حتى شركاءها الأمريكيين، فـ«كيت دايتون»، المنسق الأمني الأميركي لدى السلطة الفلسطينية، تخوف من اندلاع انتفاضة ثالثة بسبب «العراقيل الإسرائيلية التي توضع أمام مخططات السلطة في تنفيذ المرحلة الأولى من خارطة الطريق». وحذا حذوه بلير الذي انتقل من وظيفة كلب بوش ـ حسب تعبير الصحف البريطانية ـ حين كان رئيسا لوزراء بريطانيا إلى مبعوث للرباعية المنسية في فلسطين. الرد الموجع الجنون الإسرائيلي جاء عقب عملية القدس البطولية التي نفذها الشهيد علاء أبو دهيم، وأسفرت عن قتل ثمانية من متطرفي المدرسة الدينية اليهودية المسلحين والمهيئين ليصبحوا قادة الاستيطان والتطرف والعنصرية، وجرح خمسة وثلاثين منهم. وقد جاءت هذه العملية التي فاجأت العدو وأصابته بالهستيريا ردا على مجازر غزة واغتيال الشهيد عماد مغنية وأوقعت إسرائيل في دوامة التساؤل عن الجهة التي تقف وراء العملية بعد أن أعلنت «كتائب أحرار الجليل ـ مجموعة الشهيد عماد مغنية» مسؤوليتها عن العملية وهو اسم جديد جعل إسرائيل تشير بأصابع اتهامها إلى حزب الله حينا والى الحركة الإسلامية في فلسطين المحتلة عام 1948 حينا آخر. ولنقرأ لباتريك سيل تقييمه لمن قيل عنهم في الإعلام الغربي والأمريكي «تلاميذ» لتصوير الفلسطينيين وكأنهم يقتلون أطفال مدارس فيما يصيبهم العمى أمام مجازر الأطفال في غزة: (مدرسة «يشيفات مركاز هراف»، حيث حصل الهجوم، هي مرتع التطرف الديني الصهيوني، كما أنها مهد الحركة الاستيطانية. وإلى جانب تخريجها سلسلة طويلة من رجال العنف، فقد انبثقت عنها حركة غوش ايمونيم، وهي حركة مؤلفة من قطّاع الطرق المسلحين الإسرائيليين الذين يسرقون الأراضي، ويقتلعون أشجار الزيتون ويضعون اليد على قلب المدن العربية، ويجعلون من حياة الفلسطينيين حياةً بائسة في الأراضي المحتلة.) الحياة 14/3. الحيوانات تتظاهر والبشر يتفرجون تحت شعار «نداء الحيوان من أجل حقوق الإنسان». «احتجت» الحيوانات الأليفة في قطاع غزة على الحصار الجائر المفروض على الشعب الفلسطيني أمام المقر الرئيس للأمم المتحدة في مدينة غزة أمس. وتجمع أكثر من 50 خروفاً وعشرة جمال ومثلها من الأحصنة وعدد من الحمير أمام مقر الممثل الخاص لنشاطات الأمم المتحدة والأمين العام في مدينة غزة احتجاجاً على الحصار المفروض منذ سنوات طويلة وتم تشديده في أعقاب سيطرة حركة «حماس» على القطاع وعلى لافتات وضعت على ظهور الحمير والأحصنة كتبت عبارات مثل: «الحصار يهدد كل صور الحياة في غزة» و «على الأمم المتحدة وقف الحصار وحماية المدنيين» و «حصار غزة جريمة غير إنسانية»، و«أين ضمير العالم؟!». الخبر الغريب الذي تناقلته وكالات الأنباء والصحف، وتوقف الكثيرون عند طرافته، يعيد بناء المفارقات المضحكة المبكية في زمن «الاعتدال العربي» الذي يحمّل سبب الحصار والعدوان للمقاومة وصواريخها (لو لم تقاوموا لما ضربوكم؟؟) كما حمّل المقاومة اللبنانية سبب عدوان تموز!! الحمير والخراف تتظاهر وتحتج، فيما الملايين العربية تعيش حياة حظائرية تماما في سجونها الكبيرة، تخرج صباحا لتلم ما تقتات به هي وأطفالها وتعود مساء لتنام على خيبتها وأحلامها الضائعة بفضل حكام الاعتدال إياهم. نستذكر شاعر الهجاء الجميل احمد فؤاد نجم (الاسم صابر عالبلا أيوب حمار/ شيل الحمول من قسمتي والانتظار/ أغرق في انهار العرق طول النهار/ ولمّ همي في المسا/ وارقد عليه). إنها مفارقة موجعة، الحمير تتظاهر والأنظمة العربية تهدد بسحب المبادرة العربية المسحوبة أصلاً والتي علاها الغبار رغم كل الإغراءات والتنازلات التي تضمنتها للمحتل، وهي ـ الأنظمة ـ بكل الأحوال لن تسحبها إلا إذا كان لديها مشروع أسوأ وأكثر تنازلا عن الحقوق الوطنية واقرب إلى رضا بوش وحاشيته. والشعوب العربية لا تنتظر من قمة زعماء البؤس شيئا ذا قيمة بالنسبة لمستقبلها وقضاياها المصيرية، الزعماء الذين تركوا كل قضايا شعوبهم ليتحلزنوا (من حلزون) حول قضية انتخاب رئيس «مستقبلي» للبنان!! وهي تعرف أن «خارطة طريقها» إلى الحرية والاستقلال تختصر في كلمة واحدة، المقاومة. وعد الخالد


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني