PCP

يا عمال العالم اتحدوا

يجب مقارعة العولمة الإمبريالية في مجال الثقافة أيضاً

في العدد /166/ من «صوت الشعب» لفت نظري زاوية كتبت تحت عنوان «العولمة بين المناهضة والوعي»، لقد أفتتح الكاتب زاويته بشيء من الحقيقة، وذلك بوصفه ما يجري الآن في العالم وتعريفه للعولمة، وتوقفت حذراً عندما سأل الكاتب: عن طريقة كيف التصدي لهذه العولمة؟ هل مناهضة العولمة تكون بالتمسك باللغة والتاريخ والثقافة والتقاليد. ويعطي الجواب لنفسه: إن هذا الحل نظري لكنه غير فاعل. ويردف قائلاً: يمكننا أن نقتنص الإيجابي من هذه الثقافة أي ثقافة العولمة. ويستغرب الكاتب من بعض المثقفين اللذين يقولون أن العولمة لا وجود لها ولا تقنع. ولو صدر هذا الكلام من إنسان عادي لكان الأمر طبيعياً، أما أن يصدر ذلك من بعض العاملين في الحقل الثقافي فيصبح الأمر غير طبيعي. ولا أريد أن أتعرض لكل ما جاء بهذه الزاوية، ولكنني أقول لكاتب الزاوية إن كان رفيقاً أو صديقاً لا أعرف، إني كإنسان وقارئ عادي، لقد شممت بزاويتك نفس الكاتب البرجوازي الصغير الذي يخط يافطته بشعارات براقة سرعان ما تتلفها شمس الشعوب وتهترئ وتداس تحت أقدام الجماهير ومنهم الناس العاديين. نحن كشيوعيين نحب لغتنا ونرفع عالياً راية الكثيرين من الرجال التاريخيين الذين ناهضوا، وحاربوا وضحوا بحياتهم من أجل وطنهم وشعوبهم ومن تقاليد حزبنا كره الاستعمار، وقد قال قائد حزبنا التاريخي خالد بكداش: «إن إغضاب الاستعمار أسهل من إرضائه». إنهم أصحاب التكنولوجيا السوداء من هيروشيما وناغازاكي إلى الثكالى واليتامى والأرض التي أحرقوها في العراق، هذه هي عولمتهم هذه العولمة المصيدة للشباب أفلام الهوليوود وكرامتها لتعري البعض، هذه هي عصريتهم فماذا تريد أن نأخذ منهم من عولمتهم؟ وعذراً منك أنا لا أصادر رأيك بين هوليوود تبهرها الأضواء وبين فلاحين يعملون في تراب الأرض الحمراء. وأخيراً إني أذكرك بالفيلسوف الفرنسي (ديكارت) وقوله: إني موجود وليس وجودي بنفسي فالحاضر الموجود هو الحقيقة. وأخيراً أقول لصاحبي كاتب المقال: إن اقتناصك للإيجابيات الموجودة في العولمة (لبوش) هي ليس إلا علفاً لخراف يراد ذبحها. محمد عفيفة ــ خنيفس


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني