PCP

يا عمال العالم اتحدوا

فنزويلا بين ديكتاتوريتين إما ديكتاتورية الكادحين«الأكثـرية»وإما ديكتاتورية الأقلية البرجوازية الفاشية .. وإن شئتم: «استبدادين»!!

كل صراع طبقي سياسي ما بين المستغلين والمستغلين عندما يحتدم ويستعر ويبلغ الذروة، يقود إلى الحرب الأهلية لا مفر. وبالضبط في زمن الإمبريالية، وهذا يعني أنه في احتدام الصراع الطبقي ما بين الضدين المتناقضين إنما تطرح المسائل: «جبهياً» على حد قول لينين. يا أنتم يا نحن: كسر رأس! وبالأخص عندما يتجاوز الكادحون أشكالاً من الوعي الاجتماعي كانت تمزقهم لصالح تكريس سيطرة البرجوازية. فمن يسيطر مادياً يريد أن يسيطر إيديولوجيا في الوعي الاجتماعي للكادحين، وتسيطر عليهم الفكرة الثورية «الوعي الطبقي السليم» ضمن شروط محددة لهذا الصراع المادي الطبقي ــ وجود أحزاب ثورية حقيقية لا زائفة ــ، فإن اندلاع الحرب الأهلية قائم لا محالة، وهذه الحرب لن تكون في المرحلة الإمبريالية إلا حرباً تحررية وطنية أيضاً، التحرر من الإمبريالية وعملائها الكمبرادوريين، وهذا يعني أيضاً أن كل حرب أهلية تحررية إنما هي جزء لا يتجزأ من الصراع العالمي الأممي ضد البرجوازية العالمية قاطبة، فبقدر ما يرتقي تدويل رأس المال والقوى المنتجة بقدر ما يغدو الصراع ذا بعد عالمي بالضبط الصراع الطبقي، وهذا يتطلب من الكادحين ــ وتحديداً اليوم ــ الرد بجبهة عالمية موحدة ضد: الفاشيين «الآن» وليس غداً. ففي الأطراف مع كل صعود في أسعار المواد الخام إنما يؤدي إلى مزيد من الثراء والأرباح للطبقات الكمبرادورية المسيطرة، وكل هبوط بهذه الأسعار إنما يؤدي إلى مزيد من الفقر والجوع في صفوف العمال والفلاحين وسائر الكادحين، ولقد اغتنى كمبرادور فنزويلا من «أسعار النفط» وبقية المواد الخام قبل مجيء هوغو تشافيز. وهاهم اليوم يطالبون بالعودة إلى السلطة التي فقدوها حتى بالمنطق الديمقراطي البرجوازي. وذلك بأقنعة ديمقراطية كاذبة، إنهم فاشيون حثالة يتقنعون بالديمقراطية ــ بدون مضمون طبقي ــ وحقوق الإنسان و «الاعتدال» الديني. لقد اجتمع اليوم على فنزويلا الفقراء الكادحين كل الرجعيين في العالم قاطبة فـ «المال + الإعلام» يتحرك لإسقاط تشافيز، لسحق الفقراء الذين تسيطر عليهم اليوم الروح الثورية الطبقية، ولكن ما من قوة قادرة على سحق سلطة الكادحين حين يكون السلاح والمال بأيديهم، لحماية الملكية العامة لوسائل الإنتاج. يجب عدم المرونة اليوم مع الفاشيين. فلقد علمنا لينين، وهو خير معلم، أن ديكتاتورية الكادحين تقتضي العنف الثوري، تقتضي الرمي بالرصاص بلا أدنى شفقة أو رحمة. ها كم ما يقول لينين «عمال المجر»: «تحلوا بالحزم والصلابة وإذا ظهرت ترددات بين الاشتراكيين الذين انضموا أمس إليكم إلى ديكتاتورية البروليتاريا أو بين صفوف البرجوازية الصغيرة فاقمعوا هذه الترددات بلا شفقة، الإعدام رمياًُ بالرصاص ذلك هو المصير المشروع للجبان في زمن الحرب»، (مختارات المجلد 9)، وكما يقول الشاعر: إما يلتهمونك أو «تلتهم» مخزن البندقية نعم المبيت ونعم الرحم. ليقولوا ما يقولون هؤلاء الأوباش العهرة: تشافيز مستبد، نظام استبدادي شمولي بوليسي، انتفاخهم الإيديولوجي مفضوح طبقياً. فلقد سقط القناع عن القناع، فبالسيطرة على السلاح وعلى النفط والبنوك ندوسهم ونسحقهم بدون تردد أو خوف، وذلك لشل تذبذب البرجوازية الصغيرة المسعورة وهي تنبح بضرورة احترام «الحرية» و«نبذ العنف والإرهاب» والارتقاء بالبشر إلى مستوى حضاري وإنساني وثقافي راقٍ، وحل مسألة الملكية بالتصويت!! بالإضافة إلى احترام هيبة الكنيسة!! إن الكنيسة في فنزويلا هي مركز للرجعية! بينما تشافيز هو المسيحي الحقيقي «من يخون المسيح يخون الفقراء» على حد قول فيديل كاسترو، يجن جنون الكنيسة اليوم في فنزويلا فلقد مس تشافيز «الملكية المقدسة» والكنيسة هذه هي ذات خط كمبرادوري إمبريالي. فيا أختي الراهبة ماذا يضرك إن قرر فقراء فنزيلا بناء الجنة والمحبة على الأرض. وبالأصل لماذا أصبحت راهبة؟ تقولين: أليس أعمال البر والإحسان والمحبة؟ حسناً وماذا يفعل الشيوعي في فنزويلا؟ أليس نضاله ضد أثرياء فنزويلا هو جزء من أعمال البر والإحسان والمحبة، إن قمع الظالمين المستثمرين إنما يوافق عليه المسيح ومحمد. لو طلعا من قبرهما. وهؤلاء الرأسماليون الظالمون هم ليسوا من أتباع المسيح ومحمد، بل من عبدة المال فلا يزال «دين البرجوازية وحلفائها هو الملكية ولا شيء ولا قيمة سواها، والشهادة هذه المرة لم تأتِ من ماركس الشيوعي الذي نسف معبد الملكية، ولكنها تأتي من أسقف من أساقفة المسيحية وهو الرئيس السابق لأساقفة كانتربري حيث يقول: «إن الرأسماليين يعبدون المال ستة أيام في الأسبوع ويذهبون إلى الكنيسة في اليوم السابع» في ضوء ذلك من السهل أن يكتشف المرء أن الإله الذي يعبده الرأسماليون والرجعيون ليس إلهاُ سماوياُ بل إلهاً أرضياً هو: الملكية التي خلقها الإنسان وحولها الاستغلاليون إلى صنم يعبد، ولكي يظل هؤلاء هم العابدون الوحيدون دون سائر البشر يلجؤون إلى ردم الماركسيين والتقدميين والثوريين بتهمة الزنذقة والإلحاد. حتى يحولوا دون قيام تحالف وتعاون وثيق بين الماركسيين والمؤمنين في عملية النضال الثوري ضد نظام الإمبريالية وشروره. وليعلم هذا الصهيوني «بينديكتوس» والذي استقبل بابتهاج «روحي» شتائم «بادويل» ضد الماركسية أن الماركسيين يعلمون جيداً، ومن خلال نضالهم ضد النظام الإمبريالي الاستغلالي المقنع بالدين، بأن عدوهم هو هذا النظام الإمبريالي والكمبرادوري الفاسد والذي يتقنع بـ «بينديكتوس» لأجل تأييد «الملكية الخاصة المقدسة». ولأن نظام تشافيز الوطني قد بدأ بنسف علاقات الملكية الخاصة فإن «بيند يكتوس» قد جن جنونه. إنه صراع على الملكية وليس على «الدين» ليس صراع بين ملحد ومؤمن! ويا أختي الراهبة يجب أن تعلمي أن، البرجوازيين والإقطاعيين ورجال الدين قد هبوا في «فنزويلا» في جيش واحد لخوض معركتهم، ليس دفاعاً عن «المحراب الديني»، ولكن عن نظام الملكية المقدس. فلا تزال معركة الدفاع عن الملكية الرأسمالية تتخذ من الدين المتراس الأخير. وفي فنزويلا يتوضح لنا بأن دين البرجوازية هو الملكية والملكية المقدسة هي دينها، إنه صراع ضروس لأجل «الملكية» بالضبط ملكية وسائل الإنتاج الاجتماعية وليس الملكية الشخصية!! ولهذا لابد للمنتفخين مالياً من جماعة «البابا» أن يكونوا في صفوف الجلادين الفاشيست! من أمثال «بادويل» الجنرال الفنزويلي «المتقاعد»! الذي رشح ليكون «بينوشيت فنزويلا»! لن نرحمهم ولن يحرمهم حتى الله، فـالله معنا! مع كادحي فنزويلا. ويسمون نظام تشافيز بـ «النظام المستبد»، نعم هو مستبد ولكن ضد من؟! ضد استبداد الأقلية، ضد محتكري لقمة الشعب الكادح، ضد ملوك النفط والمال والأرض، ضد ملوك فنادق الدعارة، هؤلاء الأقلية إنما نظام تشافيز المستبد هو ضدهم! بدون لف أو دوران! وهذا ما تعرفه هذه الأقلية جيداً بينما تخدع البرجوازية الصغيرة بالشعارات اليمينية البراقة! استبداد الأقلية المالية هو الاستبداد الحقيقي، هو الظلم بعينه، بينما استبداد الأكثرية ليس باستبداد بل زوراً يسمى بذلك! واللعبة مكشوفة إذا طُرحت المسألة «جبهياً»!! إنها «ديكتاتوريتان» طبقيتان بدون لف أو دوران. وكل ديكتاتورية هي بذات الوقت ديمقراطية فإما ديكتاتورية ديمقراطية الأكثرية وإما ديكتاتورية إرهابية فاشية سافرة في فنزويلا. على تشافيز ألا يصبر أكثر من اللزوم، فالمرونة باتت تقتضي الحزم والصلابة: قمع الفاشيين بلا أدنى رحمة أو شفقة، وإلا فإن سقوط نظام تشافيز إنما يعني مجازر لا مثيل لها ضد «الكادحين» والتقدميين! فحلف الناتو وراء الأبواب للتدخل السريع! لا نريد لتجربة تشيلي أن تتكرر، ولهذا يجب تسليح العمال والفلاحين وكافة الكادحين.وتشكيل ميليشيات ثورية منها إلى جانب الجيش على الأقل لسحق الضباط المتآمرين وشل تذبذب الضباط ذوي الانتماء لـ الفئات الوسطى. وتعالوا نقرأ ما يقول لينين:«ليس ثمة ثورة كبيرة استغنت ويمكنها أن تستغني عن «اختلال النظام» في الجيش، لأن الجيش هو أشد الأدوات التي تدعم النظام السابق تحجراً وأمنع حصن يؤمن الطاعة البرجوازية وسيطرة الرأسمال. والثورة المضادة لم تقبل قط ولم يكن في وسعها أن تقبل بوجود العمال المسلحين إلى جانب الجيش، ففي فرنسا ــ كما كتب أنجلز ــ كان العمال مسلحين بعد كل ثورة «ولذلك كان تجريد العمال من السلاح هو أول المقتضيات بالنسبة للبرجوازيين المتربعين على سدة الحكم» لقد كان العمال المسلحون جنين الجيش الجديد، خلية النظام الاجتماعي الجديد التنظيمية، وكانت وصية البرجوازية الأولى سحق هذه الخلية منع نموها. أما أول وصية عند كل ثورة مظفرة ــ كما أشار ماركس وأنجلز مراراً عديدة إلى ذلك ــ فقد كانت تحطيم الجيش القديم وتسريحه والاستعاضة عنه بجيش جديد. إن الطبقة الاجتماعية التي ترتقي سدة الحكم لم تستطع قط ولا تستطيع الآن أن تصل إلى الحكم وتوطده إلا بتفسيخ الجيش السابق تفسيخاً كلياً، إلا بقضاء مرحلة قاسية ومؤلمة دون أي جيش «وهذه المرحلة المؤلمة عرفتها الثورة الفرنسية الكبرى أيضاً» إلا بتكوين جيش جديد، وطاعة جديدة. منظمة عسكرية جديدة للطبقة الجديدة شيئاً فشيئاً في غمار حرب أهلية شاقة، وهذا ما كان يدركه كاوتسكي المؤرخ فيما مضى، وما نسميه كاوتسكي المرتد»، «الثورة البروليتارية والمرتد كاوتسكي». ونقرأ مع لينين أيضاً فهو «منهجنا» الراهن!! يقول العبقري: «لا يزال في أيدي المستغلين ما يكفي من القوة لقتل واغتيال خيرة قادة الثورة البروليتارية العالمية، ولتشديد تضحيات وآلام العمال في البلدان والمناطق المحتلة أو المستولى عليها. ولكن ليس عند المستغلين في العالم كله ما يكفي من القوة لمنع انتصار الثورة البروليتارية العالمية التي تحرر البشرية من نير الرأسمال، ومن الخطر الأزلي خطر الحروب الإمبريالية الجديدة والمختومة في ظل النظام الرأسمالي»، «رسالة إلى عمال أوروبا وأميركا». ولنقرأ هذا الإبداع لـ لينين: في ضوء ما يجري في فنزويلا، كتب لينين يقول:«وهذا الديالكتيك بالذات لم يستطع يوماً أن يفهمه الخونة والبلداء والمتحذلقون من الأممية الثانية: فإن البروليتاريا لا تستطيع أن تنتصر إن لم تكسب إلى جانبها أغلبية السكان. ولكن حصر هذا المكسب أو اشتراطه باكتساب أغلبية الأصوات في الانتخابات في ظل سيادة البرجوازية، وإنما هو قلة عقل لا تصدق. أو مجرد غش للعمال، ولكي تكسب البروليتاريا أغلبية السكان إلى جانبها يتعين عليها أولاً أن تسقط البرجوازية، وتأخذ في يدها زمام سلطة الدولة ويتعين عليها ثانياً أن تقيم السلطة السوفيتية بعد تحطيم جهاز الدولة القديم تحطيماً الأمر الذي تقوض بواسطته في الحال سيادة البرجوازية والتوفيقيين البرجوازيين الصغار ومكانتهم ونفوذهم بين الجماهير الكادحة غير البروليتارية. يتعين عليها ثالثاً أن تسحق إلى النهاية نفوذ البرجوازية والتوفيقيين البرجوازيين الصغار بين أغلبية الجماهير الكادحة غير البروليتارية بتلبية حاجتها الاقتصادية تلبية ثورية على حساب المستثمرين. إن إمكانية تحقيق كل هذا لا يتوفر بالطبع إلا في حال بلوغ التطور الرأسمالي درجة معينة ــ وقد وصلت إليه فنزويلا ــ وبدون هذا الشرط الأساسي لا يمكن لا فرز البروليتاريا في طبقة خاصة متميزة ولا نجاح إعدادها وتربيتها وتعليمها وامتحانها زمناً طويلاً في معمان النضال خلال سنوات طويلة من الإضرابات والمظاهرات وفضح الانتهازيين وطردهم، وبدون هذا الشرط الأساسي لا يمكن أن يوجد ذلك الدور الاقتصادي والسياسي العائد إلى المركز التي تظفر البروليتاريا بالظفر بها بكل سلطة الدولة أو بالأصح بعصبها الحيوي بقلبها بعقدتها، وبدون هذا الشرط الرئيسي لا يمكن أن توجد تلك النسابة القرابة العلاقة بين وضع البروليتاريا ووضع الجماهير الكادحة غير البروليتاريا التي هي «النسابة، القران،العلاقة» ضرورية لأجل نفوذ البروليتاريا في هذه الجماهير لأجل نجاح تأثيرها فيها»، «الانتخابات إلى الجمعية التأسيسية وديكتاتورية البروليتاريا: المجلد/9/ من المختارات العشرة». يوسف الجندي


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني