PCP

يا عمال العالم اتحدوا

أطروحات في بَلشفة الأحزاب الشّيوعيّة الجزء السّادس والسابغ. البَلشفة والقضايا التّنظيميّة

الأمميّة الشّيوعيّة ،اللّجنة التّنفيذيّة الاجتماع الخامس الموسّع ترجمة : عبد المطلب العلمي تدقيق وتنسيق : محمد علي العربي الجزء السّادس. البَلشفة والقضايا التّنظيميّة 24. البَلشفة والقضايا التّنظيميّة الخلفيّة الأهم للبَلشفة – هي السّياسة البُلشفيّة الصّحيحة التّي تؤدي إلى كسب الجماهير. فدون سياسة بُلشفيّة صحيحة، التّي تضمن، قبل كلّ شيء، تفاعل بين الحزب والطبقة، بين الحزب والعمال غير الحزبيين، دون هذا لا يوجد أيّ صيغة تنظيميّة من الممكن أن تقودنا إلى الهدف. لكن أفضل السّياسات الشّيوعيّة لن تصل إلى أعضاء الحزب وعن طريقهم إلى الجماهير البروليتاريّة، إذا لم يكن لدى الحزب منظّمة حزبيّة مرنة ومرتّبة ترتيبا جيّدا. اللينينيّة واعتمادا على التّجربة الثّوريّة وضعت منظومة أفكار بخصوص القضايا التّنظيميّة، تحمل أهمّية كبرى لبَلشفة الحزب. إن الشّكل التّنظيمي الأساسي في أيّ حزب بُلشفي هو خليّة الحزب في المصنع. الشّكل التّنظيمي القديم المقترض من الاشتراكيين الدّيمقراطيّين، عندما كانت بنية الحزب معتمدة على التقسيم الإداري للدوائر الانتخابيّة للبرلمان، غير مقبول عند الشّيوعيّين. الحزب البُلشفي الحقيقي غير ممكن إذا لم يكن أساس قاعدته هو الخليّة الحزبيّة في المصانع. الى جانب الخلايا الحزبيّة في المصانع والعمل في منظّمات مثل النقابات والتعاونيات ولجان المصانع وغيرها، يجب السّعي لتأسيس منظّمات غير حزبيّة: اتّحاد المستأجرين، العاطلون عن العمل، المحاربون القدامى، الخ، (مع وجود جناح شيوعي فيها). تتطلب البَلشفة أن تستغلّ أحزابنا أيّ فرصة لإنشاء سلسلة كثيفة من المنظّمات العماليّة المتنوّعة، ومن ثم استغلال أيّ مشكل كبير أو مطلب لدفع المنظّمة المناسبة (الحرّة) إلى الواجهه، إذا كان ذلك ضروريا. يجب أن تصدر المبادرة لتأسيس منظّمات من هذا القبيل عن الهيئات القياديّة في الحزب، أمّا إقامتها فتكون على أيدي أعضاء الحزب، الذّين يجب أن يسيطروا على قيادتها وأن ينظّموا جناحا شيوعيّا داخلها يعمل وفق توجيهات من الهيئات الحزبيّة. يجب الاستمرار في حملة إعادة تنظيم البناء الحزبي على أساس خلايا المصانع والانتهاء منها في أقصر وقت ممكن. مع الأخذ بعين الاعتبار أن إعادة التّنظيم هذه لا تعني البَلشفة التّامّة؛ فهي جزئا منها فقط. ويجب كذلك عدم نسيان أنّ إعادة تنظيم الخلايا المصانع هي أولى الخطوات، ويجب على الحزب الاهتمام بادخال الروح السّياسيّة في الخليّة، تزويد الخلايا بقادة مدربين، يمكنوا الخلايا في المصانع والمشاغل من أن يعملوا بشكل يمكنهم من التّأثير على جماهير العمال أكثر فاكثر. على الهيئات القياديّة الحزبيّة أن تولي اهتماما خاصا بعمل الخلايا؛ إقامه علاقة وثيقة معها، توجيهها، تحضير المواد وإرسالها إليها، دفعها لمناقشة كلّ القضايا السّياسيّة والاقتصاديّة والحزبيّة. 25. البَلشفة وقررات الأمميّة الشّيوعيّة في القضايا التّنظيميّة لا يزال قرار مؤتمر الأمميه الشيوعيه الثالث في القضايا التّنظيميّة بعيدا عن التّطبيق. وإنّ إحدى أهم نقاط ذلك القرار هي ضرورة تنظيم العمل بشكل يعهد فيه إلى كلّ عضو في الحزب بمهمّة معيّنة حتّى تندمج العناصر في العمل الحزبي أكثر. ويؤكّد اجتماع تنفيذيّة الأمميّة الشّيوعيّة الموسّع مرّة أخرى على أهمّية هذه النقطة لأن تطبيقها هو إحدى مقدّمات البَلشفة. يُلفتُ اجتماعُ تنفيذيّة الأمميّة الشّيوعيّة الموسّع انتباهَ الأحزاب الشّيوعيّة إلى القرارات التّنظيميّة التّي أقرّها مؤتمر الأمميّة الشّيوعيّة الخامس كما يصادق على قرارات فرع الأمميّة الشّيوعيّة التّنظيمي ويقترح تطبيقها بالكامل. 26. البَلشفة وقضيّة الكادر الحزبي لإنشاء حزب بُلشفي يجب وعلى مدار سنين صقل كوادر حزبيّة قويّة. تنشأ هذه الكوادر لا فقط عن طريق الانتخابات التّنظيميّة ولكن بشكل أساسي عن طريق الفرز من خلال العمل الحيّ. وتتطلب قضيّة فرز الكوادر وقتا طويلا. وتبدأ عمليّة الفرز هذه من الخليّة الأوّليّة في المصنع حتّى لجنة الحزب المركزيّة؛ ففي خضم النّضال يتم الاختبار والاختيار النّهائي. ويجب أن تكون إحدى أهم مهمات أيّ حزب شيوعي، الاختيار الدّقيق للكوادر القياديّة من صفوف العمال الطليعيّين الذّين تميّزوا بفضل قوّتهم ومعارفهم وقدراتهم ومهاراتهم وإخلاصهم للحزب. يجب أن تتربّى الكوادر الشّيوعيّة على أساس أنّ عملهم هو تحضير للثّورة وليس «عملا عابرا»؛ أيّ أنهم يمنحون أنفسهم، بصورة تامّة، للعمل الثّوري وأنّهم يضعون أنفسهم، بصورة مطلقة، تحت تصرّف الحزب. يجب ألّا يشبه الكادر التّنظيمي الشّيوعي ما لدى الاشتراكيين الدّيمقراطيّين من «مسؤول حزبي ،موظف»،. وعلى الكادر الشّيوعي أن يعيش وينشط بين الجماهير في المنجم والمصنع أوالمشغل، ويجب أن يكون مستعدّا لأن يرسله الحزب إلى أيّ مكان كلّما تطلّبت ذلك مصلحة القضيّة. يجب مساعدة هذا العامل بشكل منهجي حتّى يصبح منظّما حقيقيّا للجماهير العماليّة، قائدا حزبيا محترفا. للطليعة دور عظيم، لكن من البديهي أنّه فقط تلك الطليعة وتلك الكوادر الحزبيّة التّي تستطيع، ليس بالأقوال بل بالأفعال، أن ترتبط بالجماهير الغفيرة غير الحزبيّة. ستكون قادرة على تحقيق ذلك الدّور التّاريخي. نسيان هذا والانغلاق الذّاتي يعني الكفّ على أن يكون طليعيّا. يجب السّعي لكي تكون الهيئات القياديّة عماليّة أكثر فاكثر، يجب إيلاء الاهتمام والاعتناء بالقادة العماليين، مساعدتهم وتأمين الإمكانيّة لهم لتطوير أنفسهم وإختبار قدراتهم في مهام أكبر فأكبر. 27. البَلشفة والانظباط والدّيمقراطيّة الحزبيّة ينظر الحزبُ البُلشفي إلى الدّيمقراطيّة الداخليّة لا من منظور «المبدأ» المجرّد. فهو يطرح السّؤال بدقّة. الحزب الشّيوعي الاستوني أو البلغاري على سبيل المثال، لا يستطيع أحدهما استعمال الدّيمقراطيّة الحزبيّة الدّاخليّة في الوقت الحاضر، بينما يستطيع الحزب الشّيوعي الفرنسي أو الإنجليزي ذلك. ولا يستطيع الحزبُ الشّيوعي الألماني أن يحذو حذو الحزب الشّيوعي لعوم روسيا، على سبيل المثال، في قضيّة تطهير الحزب وشروط القبول في الحزب الخ. يجب أن تخضع الأشكال التّنظيميّة الدّاخليّة بشكل جذري لمصلحة النّضال في سبيل دكتاتوريّة البروليتاريا. لكن وفي ظل مختلف الظّروف، على الحزب الشّيوعي أن يحافظ على حريّة النقد داخل الحزب، وروح المساواة بين مختلف أعضاء الحزب، واهتمام الهيئات العليا بالخلايا الدنيا، ومبدأ الانتخاب، الخ. هذا يتوافق مع مصلحة كلّ الكتلة الحزبيّة، جذب جميع الهيئات القاعديّة، جميع الخلايا للتعاون في الحياة التّنظيميّة والسّياسيّة الحزبيّة، كذلك يساهم في انعاش مبادرات العمال في الحزب. الانظباط البروليتاري الحديدي هو أحد أهم مقدّمات البَلشفة. الأحزاب التّي رسمت على راياتها شعار «دكتاتوريّة البروليتاريا»، يجب أن تفهم أنّه لا يمكن الحديث عن انتصار دكتاتوريّة البروليتاريا دون انظباط حزبي حديدي، يُكتسب خلال سنوات وعقود. بالنّسبة للبلاشفة، لا يتعلّق الأمر بترديد عبارات الاشتراكية الدّيمقراطيّة المقولبة حول الانظباط بشكل عام، بل يجب فهم أن خوض حرب أهليّة والاستيلاء على السّلطة السّياسيّة والاحتفاظ بدكتاتوريّة البروليتاريا وتدعيمها دون انظباط داخلي صارم مرتكز على الوحدة المبدئيّة إنّما هو أمر مستحيل. دون الانظباط ستكون الحرب الأهليّة خاسرة منذ البداية. 28. البَلشفة وجهاز الحزب من المستحيل وجود حزب قويّ متماسك ومنظّم تنظيما جيّدا دون جهاز حزبي مناسب. يوجد لدى بعض فروع الأمميّة الشّيوعيّة، في الوقت الحاضر، جهاز حزبي ضخم وأوسع من احتياجات الحزب ولهذا فهو في أغلب الأحيان بيروقراطي. فروع أخرى، لا يوجد جهاز حزبي لديها تقريبا. يُكلّف اجتماع تنفيذيّة الأمميّة الشّيوعيّة الموسّع الرّئاسةَ، بالاشتراك مع المكتب التّنظيمي وممثلي الأحزاب المعنيّة، بوضع عدد من التّدابير التّي تهدف إلى إنشاء جهاز في كلّ حزب من أحزاب الأمميّة الشّيوعيّة يتوافق ونشاطها ومصلحتها. 29. البَلشفة والنقد الذّاتي النّضال ضدّ ما أسماه الرّفيق لينين «الاختيال الشّيوعي» وضدّ الرضى عن النفس وضدّ الزهو عند بعض الشّيوعيّين هو من أهم مقدّمات البَلشفة. النقد الذّاتي الصحّي داخل الصّفوف، النّابع من الحرص على مصالح الثّورة البروليتاريّة، النّضال ضدّ المغالاة في قوّتنا ونجاحاتنا (لكن أيضا ضدّ التبرم والتذمّر الجبان)، التقدير الواقعي والواعي لقوّة الخصم −-;- بدون ذلك لا يوجد بَلشفة حقّة. 30. خطّة العمل والتّحقّق من الإنجاز عندما يسير عمل الحزب الشّيوعي في ظروف عاديّة، في أيّ بلد من البلدان، لا بدّ من وضع خطة عامّة للعمل لمدّة نصف سنة، سنة، الخ، قصد تركيز قوى الحزب على القضايا المهمّة والأساسيّة. يلفت النظر أنّه في عديد من الحالات، المنظّمات المركزيّة والمحليّة تعتمد العديد من المهمات الصّحيحة، لكن لا يتمكنوا من تحقيقها. لذا، يجب أن يصبح التّحقّق من تنفيذ المهام الحزبيّة واقعا حقيقيّا في جميع منظّماتنا. ومن الأفضل اقرار عدد أقلّ من المهام، لكن مع السّعي لتحقيقها ورغم كلّ شيء. من الأفضل أقلّ لكن أحسن. الجزء السابع. البَلشفة والقيادة الأمميّة يتطلّب تأسيس حزب شيوعي عالمي موحّد على أسس المركزيّة الدّيمقراطيّة جهدا جدّيا من جميع فروع الأمميّة الشّيوعيّة؛ فالبَلشفة غير ممكنة في ظلّ الانشقاقات والمنحى الفيدرالي. يجب أن يصقل الحزب اللينيني العالمي لا بفضل الانظباط الميكانيكي، بل بفضل الإرادة والعمل الحزبي الموحّد. يجب الابتعاد عن نفسيّة التّجمّعات المذهبيّة والخلويّة والعزلة، بأي ثمن. على كلّ حزب من أحزاب الأمميّة الشّيوعيّة أن يرسل إلى القيادة الأمميّة أنشط كوادره. ويجب أن نزرع في وعي الجماهير فكرة أنّه في عصرنا، عصر معارك الطبقة العاملة الاقتصاديّة والسّياسيّة الهامّة، لا يمكن الظّفر إلّا في حالة ما إذا وُجّهت كلّ الأمور الأساسيّة من مركز عالمي واحد. – تم –


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني