PCP

يا عمال العالم اتحدوا

ستالين و بلشفة فروع الأممية الشيوعية

ستالين و بلشفة فروع الأممية الشيوعية أوتو فيلي كوسينن بعد وفاة لينين ، حازت الاحزاب الشيوعية في البلدان الرأسمالية من قِبل الرفيق ستالين بالتحديد على توجيهات ثمينه من أجل تكوينهم البلشفي . لا يعلم الجميع إلى حد الآن ما قدمه ستالين لفروع الأممية الشيوعية ، سواء على الصعيد النظري او العملي .فهو القائد البلشفي لسياسة الحزب الشيوعي لعموم روسيا ، و كذلك بمشاركته المباشرة في قيادة الحركة العمالية الثورية العالمية . تتم دراسة أسس اللينينية ، و بالتحديد مذهب لينين حول طابع الحزب الشيوعي و دوره ، منذ زمن لا بأس به في كل البلدان الرأسمالية. ليس فقط من خلال الاعتماد على أعمال لينين ، بل ايضا من خلال تفسير ستالين لها . لا أحد يستطيع مثل ستالين شرح المبادئ الأساسية لللينينية بوضوح و بتناسق مماثل . في خطاباته و مقالاته تصبح المسائل الاكثر تعقيدا سلسة بفضل نباهته العميقة . لذلك بالتحديد و على سبيل المثال حافظ ما نشره ما بين عام 1923و عام 1927 ضد المعارضة التروتسكية و الزينوفيفية إلى حد اليوم، على قيمة ارشادية في عديد من البلدان . في عام 1925 عندما كشف زينوفييف عن صيغته ضيقة الأفق و المغلوطة حول "ديكتاتورية الحزب " ، بين ستالين عبر تصحيحه لضيق الافق ذاك بشكل واضح و غير مسبوق ، الفهم اللينيني للعلاقات الحقيقية بين حزب الطبقة العاملة و هذه الأخيرة . ماذا سنفعل ، يتسائل ستالين ، إذا بدأ الحزب بطريقة أو بأخرى في التصادم مع الطبقة العاملة ، قاطعا بذلك العلاقات التي يجب أن تكون لديه معها و محطما " الثقة المتبادلة " ؟ بشكل عام هل يمكن أن تقع حالات ماثلة ؟ أجل ، هي ممكنة الوقوع عندما يؤسس الحزب سلطته بين الجماهير ليس من خلال عمله لكسب ثقتهم ، بل بواسطة حقوق " لا متناهية " ؛ عندما تكون سياسة الحزب خاطئة بشكل واضح للعيان و لا يريد الإعتراف بذلك و لا إصلاح أخطائه ؛ عندما تكون سياسة الحزب صائبة بشكل عام لكن الجماهير لم تفهمها بعد ، عندما لا يريد الحزب أو لا يستطيع الإنتظار حتى يتسنى للجماهير أن تقتنع عبر تجربتها الخاصة بصواب تلك السياسة . ينطوي تاريخ حزبنا على سلسلة كاملة من الحالات المماثلة. لقد تمت هزيمة مختلف التجمعات و الاجنحه داخل الحزب و سحقهم لأنهم إنتهكوا احد هذه الشروط الثلاث و أحيانا إنتهكوها كلها. لقد أعطى الحزب البلشفي و لجنته المركزية و ستالين شخصيا، لكل فروع الامميه الشيوعيه مثالا لا يقدر بثمن حول الطريقة التي يتوجب بها تقوية الروابط مع جماهير العمال الواسعة ، مثلا حول طريقة توظيف الحزب الإقناع كمنهج رئيسي لقيادة الطبقة العاملة. المثال الثاني الذي لا يقل أهمية ، اعطته لأحزابنا اللجنة المركزية و ستالين شخصيا ، و المتمثل في الربط بين قيادة الحزب و قواعده. بالنسبة لأحزاب البلدان الرأسمالية التي لا تملك تقاليد بلشفية قديمة ، و التي لم تتحرر بعد من بقايا الإشتراكية-الديمقراطية ،فان اسلوب عمل كل من اللجنة المركزية للحزب البلشفي و ستالين شخصيا، تعتبر دروسا عملية ثمينة من اجل تطوير أداء الحزب و تحسين تشكيلته و الرقي بمستوى الوعي اللينيني لدى كل الأعضاء ، تطوير النقد الذاتي البلشفي و الانضباط في صفوفه ، للوصول الى التنظيم و الحزم البلشفيين . بوجه خاص منذ عام 1923 إلى اليوم , بين لنا ستالين عمليا في نضاله من أجل وحدة الحزب ، كيف يجب إدارة الصراع ضد التكتلات . علمنا أنه في سبيل مصلحة الحزب ، لا يجب القضاء على بذور الخلافات المبدئية ، لكن على العكس يجب التنبيه إليها في الوقت المناسب من أجل تسليح الحزب إيديولوجيا ضد المخاطر ، سواء المخاطر اليمينيه او اليساريه . لكي لا يسيطر المعارضون على الحزب عن حين غفلة و لا يزرعوا في صفوفه الإرباك . هكذا فقط تكون جماهير الحزب مستعدة لأن تطلق مقاومة قوية في وجه المعارضين و أن تساند قيادة الحزب حتى القضاء نهائيا على الخطر الإنقسامي و تطهير الحزب من العناصر التي إنحرفت . المثال الثالث ، يتمثل في الدور القيادي النشيط الذي لعبه الحزب الشيوعي على رأس الحركة الثورية. و في هذا السياق فإن سياسة ستالين البلشفية الحازمة و اللينة معا ، هي مثال لا يقل أهمية لأحزابنا ذات التجربة المتواضعة في النضال في البلدان الرأسمالية . فهي إما أن تبقى متخلفة عن الأحداث ، أو أن تكون في مؤخرة حركة الجماهير . أو تطلق شعارات ثورية لم تستوعبها الجماهير بعد فلا تتبعها. في الوقت الراهن، أحزابنا متحفزة جدا في عملها ، و ذلك بفضل الحماسة التي يراقب بها العمال الثوريون في جميع البلدان كل نجاحات الحزب البلشفي في إنجاز برنامج " الروائع "و بالخصوص الحملة الواسعة ضد العناصر الرأسمالية في الريف و التحولات المدهشه للإقتصاد الزراعي في البلاد السوفياتيه . بعد وفاة لينين تبين أن مساهمة ستالين في قيادة الأممية الشيوعية ضرورية . كان لقيادته و لازال إلى حد الآن مغزى عظيم بالنسبة للأممية الشيوعية . في كل القضايا المهمة يتم تحديد خط اللجنه التنفيذية على ضوء نصائح ستالين . كل النشاط و كل الأهتمام تم تسخيرهما ،على سبيل المثال ، من قبل ستالين للحركة الثورية الصينية . و يمكن أن نكوّن فكرة عن ذلك من خلال واحد فقط من مقالاته العديدة المنشورة في الاعوام 1925-1927 . التي مازالت تحافظ إلى الآن على أهمية منقطعة المثيل في ما يخص حل المسائل الأساسية للحركة الثورية ، و بالخصوص القضايا الوطنية و الزراعية ليس فقط في الصين بل في بقية المستعمرات و أشباه المستعمرات . نحن لا نستطيع و ليس لدينا نية أن نكتب تاريخ نشاط ستالين في الحركة الشيوعية العالمية . فروع الأممية الشيوعية التي قدم لها العون بنصائحه تعرف و تفهم قيمة تعاليمه. في أغلب الحالات ، تمثل ذلك في مساعدة الأحزاب في التغلب على تذبذب اليمين في صفوفها بالذات أو في قيادتها ، و في نفس الوقت تنبيهها من اخطار النزعات اليسراويه التي تهدد بعزلها عن الجماهير . بهذه الطريقة ، على سبيل المثال تمكن الحزب الشيوعي البولوني بعد عام 1926 من أن يصلح اخطائه الإنتهازية الفظيعة ؛ كذلك تمكن كل من الحزب الشيوعي الفرنسي و الحزب الشيوعي الإنجليزي في عامي 1927- 1928 من أن يضعا تكتيكهما على سكك سياسة ثورية حقيقية . و عندما حاول في خريف عام 1928 إنتهازيو الحزب الشيوعي الألماني على حين غفلة أن يستحوذوا على قيادة الحزب بطرد النواة البلشفية منه ، فإن الهيئة التنفيذية للأممية الشيوعية هي التي ساعدت هذا الحزب ليس فقط في إبعاد اليمينيين ، بل ايضا في التخلص من اعباء الإنتهازية الثقيل . و بنفس القدر من العزم إهتمت اللجنة التنفيذية للأممية الشيوعية بحل المسائل المتعلقة بقيادة الحزب الشيوعي للولايات المتحدة الأمريكية ،التي أدت مؤامرات الإنتهازيين لوفيستون و بيبر حولها ، إلى أن أصبح كل من الحزب و الانضباط الشيوعي الأممي في خطر كبير . في كل هذه الحالات قاد ستالين نشاط الهيئة التنفيذية للأممية الشيوعية . بخصوص القضايا الأساسية للمؤتمر الرابع للأممية الشيوعية تم تحديد الخط الاساسي بالإتفاق مع ستالين ليس فقط في ما يخص مسالة البرنامج ، لكن أيضا في تلك المسائل المتعلقه بتقييم أفق انقطاع الإستقرار الرأسمالي مستقبلا . و حول تضخم التنافضات الداخلية و الخارجية في البلدان الرأسمالية . إنه و من خلال هذا التقييم قد تم في صفوف الأممية الشيوعية ، تحديد خطر اليمين على أنه الأكبر في المرحلة الراهنة . و تم توجيه الإهتمام إلى النضال ضد إنحرافات اليمين و التوفيقيين . التقرير الذي قدمه ستالين في الجلسة العامة للهيئة التنفيذية للأممية الشيوعية كان هذا المُقَرَّر للامميه الشيوعيه ، لم يكن فقط مُؤيَدا بل وُضع بطريقة أكثر تكاملا في صلة مع متطلبات نمو المد الثوري الجديد في العالم الرأسمالي. إن النهوض الثوري العالمي الجديد يتطلب من الكومنترن و من فروعه تحضيرا بلشفيا اكثر فأكثر قوه . نحن نعلم بفضل تجربتنا العميقة أن ذلك ليس بالشيء السهل. يعوق هذه البلشفة الإنعكاس الحتمي للمحيط الرأسمالي ، الذي يكون التوجهات البورجوازية الصغيرة من اليمين و من " اليسار " . رغم ذلك ، فإن البلشفة تمضي قدما إلى الامام بشكل لا يقاوم . لا يوجد أدنى شك حول هذه النقطة، و سوف تستمر بمساعدة من قيادة الحزب البلشفي و قائده ستالين . أوتو فيلي كوسينن ترجمة معز الراجحي المصدر : ستالين مجموعة نصوص حول الذكرى الخمسون لميلاد ستالين تقديم مارسال كاشان نشر لأول مرة في البرافدا سنة 1930 في عدد خاص بنفس المناسبة (الحوار المتمدن)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني