PCP

يا عمال العالم اتحدوا

مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في الاجتماع الدولي للأحزاب الشيوعية والعمالية (15) الخامس عشر

تعمق الأزمة الرأسمالية ودور الطبقة العاملة والشيوعيين من أجل حقوق العمال نيابة عن اللجنة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني، اسمحوا لي أن أشكركم لدعوتكم الكريمة هذه شاكرين للحزب الشيوعي البرتغالي متمنين له النجاح في تنظيم هذه ألتظاهره الشيوعية لما فيه خير الطبقة العاملة في بلداننا. منذ سقوط النظام الرأسمالي عام 1975 اثر اجتماع الدول الكبرى في رامبويه في فرنسا وإلغاء معاهدة بريتون- وود وإصدار مليارات الدولارات من البنك الفدرالي الأمريكي دون أي تغطية معدنية أو اقتصادية كما جرت العادة صار الهجوم الشرس على حقوق الطبقة العاملة وحقوق الطبقات الدنيا في المجتمعات التي اعتمدت النظام الرأسمالي أسلوبا في إنتاجها. فصارت هذه الدول تتخبط في اقتصادياتها وغرقت في ديونها وتحولت إلى اقتصاد خدمات بدلاً من إنتاج السلع الرأسمالية وهذا بدوره أدى إلى تفاقم المشاكل الاجتماعية بزيادة نسب البطالة المرتفعة أصلاً وانخفضت الخدمات الاجتماعية كالصحة والتعليم والضمان الاجتماعي وغيرها من الفوائد التي حققتها الطبقة العاملة من النظام الرأسمالي السابق. لقد أصبحت هذه الدول تستهلك أضعاف ما تنتج وتحول رأس المال إلى أيدي الطبقة البرجوازية الوضيعة كمالكة له أو لتوظيفه وتكاثره لا من قبل الإنتاج السلعي بل بواسطة المضاربات والخدمات . لقد تغيرت معادلة أسلوب الإنتاج الرأسمالي من (نقود – سلعة – نقود+ ) إلى ( نقود – خدمة – نقود+) . وهذا أنتج طبقة طفيلية بورجوازية تتحكم برأس المال وتسخره لتكاثر الإرباح بتقديم الخدمات وليس لإنتاج السلع الرأسمالية. لقد أعلنت هذه الدول برامج التقشف بناءا على توصيات المنظمات الدولية كالبنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التجارة العالمية ومنظمة التمويل الدولية وغيرها من المؤسسات.وقد أثر هذا التقشف على الطبقة العاملة والطبقات الدنيا في المجتمع فكانت الأزمات الاقتصادية والغذائية والصحية وغيرها كأزمات الطاقة والصحة والمياه تجتاح هذه البلدان فتزيد الفقير فقراً والغني غناء. أن منظري هذا النظام ألخدماتي الجديد اعتقدوا بان هذه الإجراءات التي اقترحتها عليهم المؤسسات الدولية المذكورة أعلاه سيرمم أنظمتهم ويطيل من عمرها. ولكن النتائج كانت عكسية فتقلصت الخدمات الاجتماعية وارتفعت تكاليف المعيشة وتجمدت أو انخفضت الأجور وازدادت نسب البطالة وخاصة قطاع الشباب وكثيرون من العمال لا يجدون دخلاً كافياً ليعشوا منه. بعد أكثر من (200) عاماً من سيطرة رأس المال يواجه سكان العالم أزمة على جميع الجبهات، الاقتصادية والغذائية والصحية وتشوه البيئة والتهديدات بالحروب وانتشار اللاجئين الهاربين إلى بر السلامة. إن شهوة البرجوازية الوضيعة وبقايا الرأسمالية لزيادة أرباحهم وأموالهم من خلال استغلال الطبقة العاملة والثروات الطبيعية للبلدان لا تقف عند حد وقد شنت هذه الطبقة هجوماً شرساً على الطبقات الأخرى لتحقيق أهدافها. إن الطبقة البرجوازية الوضيعة وبقايا الرأسمالية لامتلاكها كميات هائلة من رؤوس الأموال تسببت بتخريب البيئة، والشركات العابرة للقارات التي تملكها لوثت المياه والتربة والجو وانتزعت الموارد الطبيعية من كوكبنا وحطمت زراعتها كل ذلك من أجل زيادة أرباحها بغض النظر عن النتائج الكارثية على أشكال الحياة على الأرض. إن البرجوازية الوضيعة وما تملكه من رأس المال لا تغير طريقة حياتها في تحصيل الإرباح إلا تحت ضغط الطبقة العاملة والطبقات الدنيا الأخرى. إن سلطة رأس المال هذه تقدم بعض التنازلات ولكنها ليست تنازلات دائمة. إن دورة العمل وفترات الركود الاقتصادي المتتالية لا يمكن تلافيها في هذا المجتمع المريض إلا بالتغيير الجذري لهذا النظام. من خلال الصراع الطبقي اكتسبت الطبقة العاملة خبرات قيمه كبيرة إذا ضمت هذه الخبرات إلى خبرات الأحزاب الشيوعية (الماركسية اللينينية) السياسة والايديولوجية ستكون مصدراً كبيراً لتنمية وتطوير الوعي السياسي والطبقي، حيث إن العوامل السياسية والايديولوجية هي عوامل مهمة في تنمية الوعي السياسي للطبقة العاملة. إن تحول النظام الرأسمالي إلى نظام استهلاكي تسيطر عليه البرجوازية الوضيعة ورأس المال المالي يتعارض مع المادية الديالكتيكية التي تقول بتحول النظام الرأسمالي ( النظام الذي تكون في وسائل الإنتاج ملكية خاصة) إلى نظام اشتراكي ( الذي يمتلك فيه المجتمع وسائل الإنتاج). أي تحول أسلوب الإنتاج الرأسمالي إلى أسلوب الإنتاج الاشتراكي. لقد أدى هذا التحول الغير متوازن إلى ازدياد الأزمات الاقتصادية والمالية في بلدان أمريكا الشمالية ودول اليورو وقد ظهرت هذه الأزمات في الأزمة المالية في الولايات المتحدة بإفلاس الكثير من بنوكها وشركاتها وكذلك في الدول الأوروبية كاليونان وايطاليا واسبانيا وأقطار أخرى أصبحت تستهلك أضعاف ما تنتج حيث أدى إلى تحول كبير في بنية الطبقة العاملة حيث تحول عدد كبير منها من إنتاج السلع (الإنتاج الرأسمالي) إلى إنتاج الخدمات ( الإنتاج غير الرأسمالي) مما أدى إلى وضع مزري للطبقة العاملة مما زاد في بؤسها. إن هذا هو الوقت المناسب لأن تأخذ الطبقة العاملة وعلى رأسها الأحزاب الشيوعية زمام المبادرة لتنظيم الطبقة العاملة للنضال ضد مستغليهم الحقيقيين ملاك رأس المال المالي والبرجوازية الموظفة لهذه الأموال. فهاتين الطبقتين هما المستفيدتين من التزايد المستمر لحجم رأس المال المالي بينما تعيش الطبقة العاملة على الكفاف. أنها مهمة تاريخية للأحزاب الشيوعية، الماركسية اللينينية، إن تواصل الكفاح ضد الطبقة البرجوازية وليس التساوق معها لقاء مقعد في البرلمان و/أو كرسي وزاري تاركين الصراع الطبقي الذي يحرك ويصنع التاريخ في أيدي أحزاب طلقت الماركسية اللينينية منذ ردة خروشوف في الخمسينات وصارت تعمل من أجل مصالحها الشخصية لا أكثر. إن الحزب الشيوعي الفلسطيني على يقين أن النصر سيكون إلى جانب الطبقة العاملة اذا أخذت زمام المبادرة وكونت جبهة دولية (أممية) ضد البرجوازية الوضيعة التي تتحكم بسلطة رأس المال المالي. إن الحزب الشيوعي الفلسطيني يعمل بجد وإخلاص وبالتعاون مع أحزاب ، ماركسية لينينية، أخرى لمصلحة الطبقة العاملة. وعلى جميع الأحزاب الشيوعية أن تضع إستراتيجية لرفع وتقوية الوعي الطبقي والعمل على بناء جبهة عالمية لدحر تحالف رأس المال المالي والبرجوازية الوضيعة التي تمتلكه من أجل هزيمة هذا النظام والتحول إلى المجتمع الاشتراكي. إن الحزب الشيوعي الفلسطيني يناضل مع الطبقة العاملة الفلسطينية لمواجهة المخطط الامبريالي على المنطقة (منطقة الشرق الأوسط) المتمثل بالعدوان الإجرامي الفاضح على الشعب السوري وشعوب المنطقة. وان المفاوضات الغير مسؤولة التي فرضت على الشعب الفلسطيني والتي تتم بتنسيق أمريكي صهيوني طبقاً لاتفاقات أوسلو البغيضة والتي جردت شعبنا الفلسطيني من حقوقه العادلة والمتمثلة بإنشاء دولته الديمقراطية الوطنية وعاصمتها القدس. إن نضالنا في فلسطين يقوم على أساس الدفاع عن حقوق الطبقة العاملة والدفاع عن الحقوق الوطنية الفلسطينية. إن واجب جميع الأحزاب الشيوعية أن تعمل على تحرير الطبقة العاملة من هذه الأنظمة السائدة والقائمة على أساس استغلال الإنسان للإنسان وتكوين جبهة قوية لمقاومة أعداء الطبقة العاملة وذلك من خلال تكوين أممية دولية تضم جميع الأحزاب الشيوعية (الماركسية اللينينية) لمجابهة أعداء الطبقة العاملة ومن أجل التحول إلى الاشتراكية. لقد حان الوقت لتكوين أممية شيوعية مكونة من الأحزاب الماركسية اللينينية لتقود الطبقة العاملة إلى النصر ضد أعدائهم الطبقيين ، البرجوازية الوضيعة ورأس المال المالي وإعادة الاعتبار إلى الاشتراكية مشروع لينين العظيم. هذه مهمة ملقاة على عاتق جميع الأحزاب الشيوعية المتواجدة في هذا الاجتماع عاشت الشيوعية عاشت الأممية البروليتارية الحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني