PCP

يا عمال العالم اتحدوا

التدجين الطبقي

من باب بث الفكر الماركسي لشعوب تم تدجينها تحت مسميات الليبراليه والحرية الفرديه والعدالة الاجتماعية لابعادها عن واقعها وان ادركتة قبلت به ، اكتب بين الفينة والاخرى افكار ماركسية من اجل النقاش ودراسة ردات الفعل وطريقة التفكير ، وان كنت خبيرا بها من معاشرتي اياهم ، فالقانون الاله والملكيه الخاصة صحائفة المقدسة ، والتفاوت الطبقي مشكلة الفرد ، حتى ان الفرد هناك على قناعة ان بؤسه وُلد معه ولا احد غيرة مسؤول عنه . طابور من قرابة خمسين شخص في دائرة حكومية من اجل دفع رسوم حجز موعد فحص القيادة ، لتجد من بينهم من يستند الى عكاز او سيدة كبيرة وموظفة واحدة على الكاونتر . سالت من هو أمامي " لماذا يجب علينا ان نقف ساعتين من اجل تحديد موعد؟" اجابني " انه القانون" . لقد وصل الامر بتدجين الشعوب الى ما يفوق الخيال ، اتذكر ان طفلا لم يتجاوز اشهرا على يد والدته العربيه في احد المطارات قد شفع لها ولزوجها من تخطي ازمة الطابور بسبب الصراخ والبكاء المستمران ، الى درجة ان ازعج ليس الموظفين فحسب بل ايضا المسافرين . التفاوت الطبقي كبير جدا لتجد من لم يستطع تأمين قوتة اليومي ، الى من يمتلك الملايين وقناعة الطرفين ان كل منهما يستحقان ما هما علية ، ان مفهوم التدجين الطبقي هو ثقافة المجتمع بدل مفهوم الصراع الطبقي ، ان تلك المجتمعات تفتقد الوعي الطبقي ، ولا احسبها سوى تربية موجهة حديثة تبدأ من البيت فالمدرسة فالمجتمع بأسرة . ان ثقافة التدجين وان تفاجأ البعض مما أكتب هي حصيلة ممنهجة موجه من اجل امتصاص دماء الفقراء لانعاش الاغنياء ، أُعطيك هامش من الحرية اللامتناهية حسب تعبير صديقي الكندي ، فافعل ما بدا لك بعيدا عن حرية الاخرين ، انت ملك نفسك ونغض الطرف عن مستلزمات متعتك ما دمت لا تزعجنا ، نعطيك خيارات امانتك المزيفة المجبر عليها ، حتى ان لم تجد ما تأكل سمحنا لك استعمال ائتمانك دون مسائلة ، ويكفي ان تدافع عن نفسك بقولك كنت جائعا ، كم يعجبني صديقي في تشخيص الواقع حينما يقول " حين ذاك يصبح الكل شريك في الذنب ولا احد له افضليه او حق على احد" . التدجين الطبقي هو سلاح البرجوازيه ضد الكادحين مع تغييب الوعي الطبقي الممنهج ليصبح التعايش الطبقي ثقافة طارئة تعتصر ما أمكن من اجساد الكادحين . مظاهرات وول ستريت لم يشترك بها أي عامل وانما تنظيم مجموعات من العاطلين عن العمل بنفس برجوازي لم يكن مدلولة أكثر من ايقاف هروب رأس المال خارج القارة من أجل استمرار الوضع كما هو علية ، فاستمرار هروب رأس المال ناجيا بنفسة من ضرائب باهضة سيخلق حالة من خلل النظام القائم الذي حتما سيقود الى وعي طبقي لا ترغب به النخبة الحاكمة لانة تهديد لوجودها . ان الامر الغريب هو تعطيل الصراع الطبقي واستبدالة بالتعايش الطبقي ، ولعل أحدا يسأل كيف السبيل الى تعطيل الصراع الطبقي وهو محرك التاريخ؟ وكيف يتم ايقافة وهو حتمية تاريخية ؟ . ان طرفي الصراع هما المالكون وغير المالكين وبسبب هذا الصراع ونتيجة لة يُكتب التاريخ والمجتمع الراسمالي خير من يُعبر عن الصراع الطبقي ، بل من اقداسة تفعيل الصراع الطبقي ، فالصراع الطبقي هو تجميع ثروة ، أما وقد أُستبدل بتعايش طبقي ممنهج ، فالسبات الطبقي هو المفضل . لكن وبما ان الصراع الطبقي حتمية تاريخية ، سيتولد الوعي الطبقي وستنتصر جماهير الكادحين على مستغليها ، لذلك وجب على الماركسيين بث الافكار الماركسية وتحليل الواقع واستخلاص العبر خصوصا ان العدو الطبقي بات واضحا للماركسيين وهي الطبقة التي تنادي بدجين وتعايش طبقي ، ان الفكر الانساني التقدمي الثوري غير الرجعي يعترف بتعايش طبقي واحد لا غير ، عندما تُنزع ملكية وسائل الانتاج ، واي تعايش اخر ما هو الا تزوير تاريخي رجعي غير تقدمي ، هذا اذا كان هناك تزوير تقدمي . ان ايقاف الصراع الطبقي لهو تدخل في حركة المجتمعات الطبيعيه وهو تعدي صارخ على مسيرة الانسانية ، وان التعايش الطبقي لهو جريمة بحق الطبقه العاملة والانسانية جمعاء ، نعم تحت شعارات الليبراليه والتعدديه ورشوة الرجعيه تم ايقاف الصراع الطبقي ، لا احد يموت جوعا ، هذا هو الشعار اللعين ، تحت هكذا فتات ونتذكر هنا ان 35 مليون امريكي يعيشون على كابونات الطعام تحت هكذا شعارات تم ايقاف الصراع الطبقي ، لكن يوما ما ستثور الشعوب على مستغليها متسلحه بوعيها الطبقي ، حينها تعود عربة التاريخ الى مسارها الصحيح . ادم العربي (الحوار المتمدن)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني