PCP

يا عمال العالم اتحدوا

التحريفيه و انهيار الاتحاد السوفياتي -3

وفي المؤتمر الثاني والعشرين أكمل الخروشوفيين ما بدؤوا به في المؤتمر العشرين. وقد تركزت جهودهم هذه المرة على الجانب السياسي. فأعلنوا إن الاتحاد السوفييتي بلغ مرحلة الاشتراكية العليا وانه سيحقق المجتمع الشيوعي الكامل سنة 1990.ولم يكن هذا التبجح الطفولي مجرد شطحه من شطحات خروشوف العديدة إنما كان يهدف إلى تبرير القرارين المدمرين للحزب والدولة اللذين اتخذهما نفس المؤتمر؛. بما إن الاتحاد السوفييتي بلغ مرحلة الاشتراكية العليا لم يبق بين شعوب الاتحاد السوفييتي من يناضل ضد الاشتراكية.ولذلك لم تعد ثمة حاجة إلى دكتاتورية البروليتاريا التي كانت مهمتها قمع أعداء الاشتراكية. وقد حذفوا من عبارة دكتاتورية البروليتاريا، كلمة الدكتاتورية. ووضعوا مكانها الديمقراطية واعتبروا إن المساوئ التي حدثت في الاتحاد السوفييتي سببتها الدكتاتورية وان الاتحاد السوفييتي بحاجة إلى دولة ديمقراطية لتصحيح الأوضاع السيئة التي خلقتها الدكتاتورية. وهكذا أعلنوا إن الدولة في الاتحاد السوفييتي أصبحت دولة الشعب كله ولم تعد دكتاتورية البروليتاريا. لا شك إن المغالطة واضحة لكل من الم ولو بأوليات النظرية الماركسية حول الدولة. فالدولة حسب النظرية الماركسية ذات طابع طبقي تسود فيها طبقة أو طبقات معينة وتعمل على استغلال سائر الطبقات لصالح هذه الطبقة ذاتها. لذلك لم تكن الدولة موجودة في مجتمعات الشيوعية البدائية إذ لم تكن الطبقات قد نشأت بعد. ولن توجد دولة في المجتمع الشيوعي إذ لا توجد طبقات في هذا المجتمع. وبما إن الدولة ذات طابع طبقي فهي تكون بالضرورة وحدة نقيضين الدكتاتورية والديمقراطية. فلا وجود للدكتاتورية بدون الديمقراطية ولا وجود للديمقراطية بدون الدكتاتورية. ولكن الصفة الهامة لكافة الدول في التأريخ هي الدكتاتورية إذ بها تستطيع الدولة إن تملي إرادتها على الطبقات التي تستغلها الطبقة الحاكمة. إن اسم الديمقراطية يطلق على الدكتاتوريات البرجوازية لإخفاء صفتها الثانية، الدكتاتورية، عن أنظار الناس. وبما إن الماركسية تسمي الأسماء حسب واقعها لم تجد إي إحراج في تسمية دولة العمال دكتاتورية البروليتاريا. يقولون إن المجتمع الاشتراكي أصبح مجتمعا خاليا من الطبقات المتناحرة ولذلك لم تعد البروليتاريا بحاجة إلى دكتاتورية خاصة بها وان الدولة الآن هي للشعب كله بسائر طبقاته الاشتراكية. وهذه مغالطة كبرى وتشويه لمعنى دكتاتورية البروليتاريا. سميت دكتاتورية البروليتاريا بهذا الاسم لا لأنها دولة خاصة بالبروليتاريا. ومن المعروف إن البروليتاريا هي الطبقة الوحيدة التي لا يؤدي مجيئها إلى الحكم إلى صعود طبقة مستغلة جديدة بل ان مهمتها هي محو الطبقات. وهذا يعني إن دكتاتورية البروليتاريا هي دولة الشعب كله، وهي ليست دكتاتورية إلا في دور صيانة انتصار الثورة وبناء الاشتراكية من مؤامرات بقايا الطبقات الحاكمة المطاحة. سميت هذه الدولة دكتاتورية البروليتاريا لان النظرية التي توجهها في سياستها هي نظرية الطبقة العاملة. إن إلغاء دكتاتورية البروليتاريا في الاتحاد إذن كان إلغاء النظرية الموجهة للدولة، الماركسية اللينينية. ولا توجد منطقه وسطى، فإما نظرية البروليتاريا وإما نظرية البرجوازية. وقد اتخذ الخروشوفيين النظرية الثانية بديلا عن النظرية الأولى .واتخذ المؤتمر قرارا مماثلا بصدد الحزب. لقد انتفى وجود الطبقات المتناحرة في الاتحاد السوفييتي وبقيت طبقتان متآخيتان متعاونتان لا تكون التناقضات بينهما تناقضات تناحريه ويصدق الأمر ذاته على مرتبة المثقفين الاشتراكيين. ولذلك لم تعد ثمة حاجة لحزب خاص بالطبقة العاملة وأصبح الحزب يمثل الشعب كله ويضم أعضاء من الشعب كله. ولذلك اتخذ المؤتمر قرارا يجعل الحزب حزب الشعب كله. والمغالطة في هذا الموضوع أيضا واضحة وضوح المغالطة السابقة. فليس بين الأحزاب الشيوعية التي وجدت في التاريخ حزب يضم الطبقة العاملة وحدها بل إن إحدى مشاكل الأحزاب الشيوعية كانت دائما النضال من أجل تحقيق أغلبية عمالية داخل هذه الأحزاب. وحزب الطبقة العاملة لا يتحدد بتاتا بأصل أعضائه الطبقي ولا باسمه. إن ما يميز حزب الطبقة العاملة عن سائر الأحزاب هو الإيمان بالنظرية الماركسية اللينينية والعمل على تطبيقها كدليل في سياسات الحزب الإستراتيجية والتكتيكية. لذلك كان الادعاء بان الطبقة العاملة في الاتحاد السوفييتي لم تكن بحاجة إلى حزب خاص بها ادعاء مبني على مغالطة مقصودة ومفضوحة. وحقيقة الأمر إن تغيير اسم الحزب من حزب الطبقة العاملة إلى حزب الشعب كله لم يكن يعني سوى التخلي عن الماركسية اللينينية كنظرية موجهة للحزب. ولكن الدولة البرجوازية الجديدة تحتاج ككل دولة برجوازية إلى إيجاد وسائل لتخدير شعوبها وتضليلها وبث التفسخ فيها لكي تستطيع إبعاد هذا الشعب عن النضال ضدها. وقد سارت الحكومات الخروشوفية منذ زمن خروشوف وحتى زمن البريسترونكا قدما في هذا الاتجاه. فما هي الوسائل التي استخدمتها حكومات التحريفيين في هذا المضمار في نطاق البناء الفوقي؟ نعلم من التأريخ إن الحركات الثورية حتى الثورة الفرنسية كانت تحتاج إلى اتخاذ طابع ديني لكي تقنع الجماهير في السير وراءها. ولكن الثورة الفرنسية البرجوازية لم تكن بحاجة إلى الدين كوسيلة لرفع الحماس الثوري لدى الجماهير. ولذلك فصلت الثورة الفرنسية الدين عن الدوله في الفترة الأولى من حكم الثورة ولكن البرجوازية رأت فيما بعد أنها بحاجة إلى اتخاذ الدين مجددا كوسيلة لتخدير الناس وإبعادهم عن النضال الثوري. نعلم أيضا إن البروليتاريا هي الأخرى لا تحتاج إلى الدين كوسيلة لرفع الحماس الثوري لدى الجماهير. ولكن الأمر لدى البروليتاريا أعمق من ذلك بكثير. فالدين هو أعمق الفلسفات المثالية ترسخا في أذهان الناس مما يشكل عائقا شديد المقاومة لانتشار الماركسية اللينينية ولذلك فان البروليتاريا يجب إن تشن نضالا حازما ضد الدين وضد انتشاره بين مواطنيها. وقد اتخذت ثورة أكتوبر الخطوات اللازمة في هذا المجال إذ فصلت الدين عن الدولة وأعلنت حرية ممارسة الطقوس الدينية على إن يكون ذلك محروما من تمويل الدولة وبذلك حرمت الأديان من الثروات الهائلة التي كان يتمتع بها الكهنة الذين امتنعوا عبر التاريخ عن ممارسة إي عمل إنتاجي معتمدين على الأموال الطائلة التي كانت تدرها عليهم مهنتهم في تضليل الشعوب وفي مساندة السياسات الرجعية الاستغلالية والحروب العدوانية التي كانت السلطات الحاكمة تشنها في مختلف العهود. وحرم تدريس الدين في المدارس. وفي مقابل ذلك أعلنت دكتاتورية البروليتاريا حرية عدم التدين وحرية النضال ضد الدين وجعلت البرامج التثقيفية برامج علمية لإبعاد الأطفال والشباب عن التفكير الديني وبهذا وضع الأساس لحصر الدين واقتصاره على كبار السن الذين أصبح الدين جزءا من كيانهم . ولكن الخروشوفيين قلبوا هذه السياسة رأسا على عقب إذ اخذوا يشجعون الدين والتدين واتهموا ستالين باضطهاد الدين وغلق الكنائس وإلقاء الكهنة في السجون. ثم أخذت الحكومات الخروشوفية المتعاقبة بإغداق الأموال على الديانات المختلفة بل وبدأت تبذل الأموال الطائلة على إعادة بناء الكنائس المهجورة وبناء كنائس جديدة واشترك غورباشوف شخصيا في احتفالات الألفية لدخول المسيحية إلى روسيا. وتوجت سياسة الخروشوفيين بزيارة غورباشوف للبابا ودعوة البابا أكبر ممثل للرجعية الدينية في العالم لزيارة الاتحاد السوفييتي. إننا نشاهد اليوم تصاعد الحركات الدينية الرجعية في إرجاء الاتحاد السوفييتي وما يرافق ذلك من دعاية ضد الشيوعية والماركسية والاشتراكية والمشاحنات الدينية بين دين ودين وبين طائفة دينية وأخرى. من الظواهر الملازمة للأنظمة البرجوازية الحركات القومية في الأقطار المتعددة القوميات. إن تسعير الحركات القومية هو صورة من صور سياسة "فرق تسد" التي تستخدمها الحكومات الرجعية من اجل خلق الخصومات القومية بين مختلف قوميات البلاد وإشغال الناس بالمشاحنات القومية لإلهائهم عن النضال الحقيقي من أجل إسقاط السلطة المستغلة المحفزة والمشجعة لهذه الحركات القومية ولتحقيق الاشتراكية التي تؤمن بالمساواة القومية ولا تميز بين قومية وأخرى. عملت ثورة أكتوبر منذ الأيام الأولى من تاريخها على حل القضية القومية التي كانت مصدرا للنزاعات المستعرة في عهد روسيا القيصرية. وقد أعلنت دكتاتورية البروليتاريا عن مساواة كافة القوميات في الحقوق وشكلت مجلس القوميات وجعلت تمثيل كل قومية متساو مع القوميات الأخرى من حيث عدد ممثليها في هذا المجلس. وعملت دكتاتورية البروليتاريا على تطوير الثقافات والتقاليد الثورية لكافة القوميات على حد سواء وكافحت شعور القومية الكبرى وفي الوقت نفسه كافحت الميول الشوفينية لدى القوميات الصغرى. وقد أدى كل ذلك إلى تلاحم وتراص جميع قوميات الاتحاد السوفييتي العديدة حول الحزب البلشفي للتغلب على الصعوبات التي جابهت الاتحاد السوفييتي إبان بناء الاشتراكية. وكان تلاحم شعوب الاتحاد السوفييتي وهبتها هبة رجل واحد في وجه العدوان النازي ودفاعا عن وطن لينين وستالين أروع برهان على تآخي هذه الشعوب وسيرها معا في طريق التقدم نحو الشيوعية. ولكن سياسة الخروشوفيين كانت معاكسة للسياسة اللينينية. إذ أخذوا يمارسون سياسة الترويس بأفظع إشكالها بحجة إن الاتحاد السوفييتي بلغ من التقدم مرحلة ينبغي معها إن يشعر كل مواطن سوفييتي انه روسي وأخذوا يضطهدون الثقافات القومية ويمنعون استعمال اللغات القومية في الدوائر الرسمية فأثاروا بذلك حقد القوميات على القومية الكبرى المتسلطة المضطهدة. ونشأت المنازعات القومية من جديد و جيلنا شاهد على المجازر القومية التي جرت في اذربايجان ضد الأرمن والحركات القومية التي طالبت بالانفصال عن الاتحاد السوفييتي. وبدلا من اتحاد هذه القوميات في النضال ضد الحكومات الخروشوفية المسببة لهذه النزاعات أصبحت الشعوب تقاتل بعضها البعض فتتدخل الحكومة لفض النزاع وفرض سيطرتها على هذه الشعوب بالنار والحديد. و استعانت الحكومات الخروشوفية المتعاقبة بالوسائل البرجوازيه المعدة خصيصا لتفسيخ الشباب ولإبعادهم عن النضال السياسي بحجة الانفتاح وشجعت التفسخ الخلقي والدعارة ومعاقرة الخمور والجرائم والسرقات إلى درجة إن الاتحاد السوفييتي عانى من نفس المشاكل الاجتماعية التي تعاني منها أكثر الدول الرأسمالية تفسخا. العلاقات بين الدولة الاشتراكية العظمى والدول الاشتراكية الفتية في عهد ستالين كانت هذه العلاقات علاقات مساعدة من قبل الاتحاد السوفييتي من اجل تسهيل بناء الأساس الاقتصادي الاشتراكي في هذه البلدان بصورة سليمة مستفيدة من الخبرة السوفييتية في هذا المجال وتلقي المساعدات الاقتصادية الممكنة في ظروف كان الاتحاد السوفييتي نفسه يمر في صعوبات مرحلة إعادة البناء. في الكتاب الذي أصدره أنور خوجا عن ذكرياته مع ستالين بمناسبة ذكرى ميلاد ستالين المئوية في كانون الأول سنة 1979 ذكر فيها انطباعاته عن موقف ستالين من مساعدة ألبانيا التي كانت آنذاك أكثر الدول الاشتراكية بحاجة للمساعدة. كان ستالين يصغي بإمعان إلى شرح أنور خوجا للمشاكل التي يعاني منها الشعب الألباني والى المشاريع التي تفكر الحكومة الألبانية في إقامتها ويتفهمها بعمق ثم يبدي ملاحظاته واقتراحاته في صلب الموضوع مقدرا حق التقدير الجهود التي تبذلها هذه الدولة الفتية من اجل بناء مجتمعها الجديد وقارن هذا السلوك بسلوك ميكويان الذي لم يتورع عن اتهام الشعب الألباني بالكسل والاعتماد على الغير لكي يبرر تقليصه للمساعدة التي يقدمها. إن التعاون الاممي الحقيقي هذا لم يدم طويلا إذ جاء الخروشوفيين فقلبوا التعاون إلى محاولة إخضاع الدول الأخرى اقتصاديا وسياسيا لرغباتهم الانتهازية. اكتشفوا مبدأ التكامل الاقتصادي الذي يزعم إن الدول الاشتراكية تشكل وحدة اقتصادية يكمل احدها الأخر واكتشفوا مبدأ الاستقلال النسبي الذي يزعم إن الدول الاشتراكية ليست بحاجة إلى الاستقلال الاقتصادي التام بعضها عن بعض مما أدى في الواقع إلى جعل إنتاج هذه الدول يعتمد كل الاعتماد على إنتاج الاتحاد السوفييتي ولم يسمح الاتحاد السوفييتي لهذه الدول ببناء أساسها الاقتصادي الاشتراكي بالاستفادة من خبرة الثلاثينات وبمساعدة الدولة الاشتراكية الأممية. أضف إلى ذلك اجبر الخروشوفيين هذه الدول على سلوك نفس السياسة التحريفية التي اختطوها لأنفسهم في كافة المجالات السياسية والإيديولوجية فكانت النتيجة إن تكالبت هذه الدول على القروض والمشاريع الرأسمالية حتى أصبح في مقدور البنوك الأجنبية إن تفرض على بعض هذه الدول إعلان إفلاسها إذا شاءت. أخذت هذه الدول تتدهور بسرعة إلى الحضيض الرأسمالي رغم الاستمرار بالتشدق بالاشتراكية واللينينية والماركسية الخلاقة. وبما أنها لم تكن قد سارت بعيدا في التطور الاشتراكي نظرا لقصر مدة سلوكها في هذا الاتجاه كانت العودة إلى الرأسمالية أسرع من ما حدث في الاتحاد السوفييتي. إن ما يدعى بالمنظومة الاشتراكية لم يكن إذن سوى مجموعة من دول رأسمالية تعاني كل أزمات النظم الرأسمالية ولكنها تتشدق بعبارات الاشتراكية والماركسية وتنصب تماثيل لينين في المقرات الحزبية. واشتد التناقض بين الواقع البرجوازي الوضيع الحقيقي في دول المنظومة الاشتراكية وبين القشرة الاشتراكية الكاذبة المحيطة بها والمعيقة لتطورها الحر الخالي من أية قيود اشتراكية مزعومة. أخذت الأحزاب والمنظمات المعارضة تظهر داخل هذه الدول وبذلت الدول الغربه وأعوانهم من رجال الدين المحليين تساندهم القوى الدينية الرجعية في إرجاء العالم وأبواق الدعاية الغربية المستميتة في حقدها على كل ما يسمى اشتراكية أو شيوعية بملايين الدولارات لمساندة الحركات المعارضة في محاولات قلب هذه الحكومات الاشتراكية في الظاهر والبرجوازيه في الواقع. إن الجماهير في هذه البلدان تشعر بوطأة الاستغلال المسلط عليها باسم الشيوعية والاشتراكية والماركسية وحكم الطبقة العاملة. فجاءت العناصر المعارضة لتطالب برفع مستوى معيشة العمال وبزيادة الأجور وإيقاف ارتفاع أسعار المواد الضرورية وتحسين السكن وتوفير المواد الغذائية. هذه الشعارات التي كانت بالذات الشعارات التي كانت ترفعها الأحزاب الشيوعية إثناء نضالات العمال اليومية ضد النظم المستغلة السابقة. فلم يكن من الجماهير الواسعة إلا إن تنقاد إلى هؤلاء الذين جاؤوا بوعودهم الخلابة من ديمقراطية إلى إصلاحات اقتصادية عن طريق تطوير التبادل على أساس سوقي بحت بدون الأقنعة الماركسية والاشتراكية . أخذت هذه الحركات تتطور بسرعة وأخذت أبواق الدعاية الاجنبيه تكرس لها كل مجهوداتها إلى إن بدأت تتحول إلى ما يسمى ثورات شعبية. وتصر وسائل الإعلام العالمية على إن هذه الثورات جاءت للقضاء على الاشتراكية والعودة إلى النظام الرأسمالي رغم إن الواقع هو إن الثورة قامت ضد أنظمة برجوازية وضيعه مقنعة بأقنعة اشتراكية مهلهلة. وهذا ما شاهدنه في كافة بلدان أوروبا الشرقية كألمانيا وتشيكوسلوفاكيا وبولونيا وبلغاريا ورومانيا والمجر. نرى من كل هذا إن الإحداث التي جرت في كافة دول المنظومة الاشتراكية هي نتيجة طبيعية حتمية للسياسات التي سارت عليها هذه الدول منذ عام 1953 حتى انهيارها لقد زرعوا الريح فنضج الزرع وحل موعد حصاد العاصفة. وهكذا فرض الديالكتيك نفسه على الدول التي تخلت عن دراسته وتطبيقه. وتحولت التغيرات الكمية غير المحسوسة خلال عقود معدودة إلى تغير نوعي هائل قوض حكم الأحزاب المسماه بالشيوعية في هذه البلدان وكشف عن كل تفسخ وانحطاط وفساد هؤلاء القادة الذين كانوا حتى الأمس يطبلون ويزمرون بالاشتراكية والشيوعية. وهكذا نال الخروشوفيين التحريفيون هدفين في آن معا. الهدف الأول هو إعادة الرأسمالية إلى بلدان بنت أو كانت في طريق بناء المجتمع الاشتراكي. عبد المطلب العلمي


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني