PCP

يا عمال العالم اتحدوا

متى يمكن ان نعتبر الإنسان متميز عن باقي عناصر الطبيعة

تميز الإنسان عن باقي عناصر الطبيعة بالوعي و الإدراك لما يجري من حوله و لهذا السبب كان الإنسان الأكثر قدرة على استغلال الطبيعة بكل عناصرها . هناك فارق كبير بين نظرة المدرسة المادية العلمية و المدرسة المثالية الممثلة بالنظرية الدينية لحقيقة التطور البشري الى ما وصل اليه من تقدم و حتى لا نقع في المتاهات و نصل الى شيئ من الإستنتاجات المنطقية للعقل و هو جوهر تطور الإنسان لذالك سنحاول ان نقدم أسئلة تثير العقل و تستفزه. لقد طرح الإنسان أمور قابلة للفهم مما طور الوعي . اذا أخذنا الإنسان من الناحية الجسدية و وضعناه امام اي كائن سيكون هناك فرق في الشكل لكن سيكون ايضاً تشابه كبير في الوظائف الجسدية و الحواس و حتى الغرائز و هذه المقاربة تعطي الأفضلية للنظرية المادية على ان الإنسان و الوعي هما من نتاج الطبيعة و ما تغير الأشكال و التعدد الكبير ماهو الإ من نتاج للتطور و هنا نرى القاعدة الدياليتيكة التي تقول (ان تراكم الكم يؤدي الى تراكم النوع). قد يعترض البعض من مؤيدي المدرسة المثالية بشدة و يقول ان هذه المقاربة لا تؤدي الغرض و لا تصل الى النتيجة التي يراد منها . لهذا لنختصر الحلقة أكثر و نأتي بمقاربة أكثر سهولة اذا كان الإنسان اتى بشكل كامل من دون ان يمر بمراحل التطور الطبيعي و هو من نتائج الوعي الأكبر فلماذا ينقسم الجنس البشري الى عدة أجناس ( أبيض - زنجي- أصفر - الخ) مثل باقي الكأنات و ينطبق علية قوانين الطبيعة و هل مع مرور ألاف السنين سيبقى الجنس البشري متقارب حتى ولو بشكل بسيط ام انه سينقسم الى أجناس متباعدة كليا مثل ما يحصل في كل فصائل الكائنات التي هي متقاربة بشكل العام لكن تختلف بل تفاصيل . وهناك أسئلة كثيرة تثير الإختلاف الشديد بين المدرستين منها هل بداية الأنطلاق للبشرية هي مع آدم و اذا كانت كذالك كيف وصل الانسان الى مراحل لا يختلف فيها عن الحيوان و العصر الحجري مثلاً . وحتى في النظرية الدينية اذا كانت البداية مع آدم كيف وصل الإنسان الى مراحل من الجهل جعلته يقدس العناصر الغير معروفة في الطبيعة حسب نسبة الوعي أنذاك مثال (النار- الرعد- البراكين-فيضان الانهار- الخ)و لماذا مشى على طريق الإدراك خطوة خطوة الى ان وصل الى المرحلة الحالية و المستقبل ينبئ بكثير من التقدم البشري. لقد كان الإنسان يعيش على امور تعتبر حالياً شيئ من التخلف الشديد من كل النواحي من اللغة الى العلاقات الإجتماعية الى الجهل الكبير بطبيعة من حوله . و اذا كان الإنسان مستقل عن باقي الكائنات فلماذا التشابه الكبير في الوظائف الجسدية مثل ( السمع- البصر- الشم- التذوق- الدورة الدموية- الشعر- التنفس- الخ) واذا كان الإنسان يختلف عن باقي الكائنات بوعيه مع ذالك هو ليس الوحيد الذي يملك الوعي مع الفارق في النسبة لكن هو ليس الوحيد مثال الذاكرة لبعض الكائنات ( الدلفين- البغبغاء- الحمام الزاجل- الخ). و الإنسان المعاق عقلياً هل يختلف عن الكائنات و حتى الطفل قبل ان يكتسب المعرفة هل يتميز عن الكائنات. لقد تبنت المدرسة المثالية فكرة الوعي الخارجي البعيدة عن السيطرة و ان الإنسان يجب ان يتواصل معها و بالتالي صراعه ليس مع الطبيعة بل مع نفسه و هذه الصورة تحجم فهم الإنسان لقوى الطبيعية التي تتحكم به شاء ام لم يشئ فهو جزء من الدائرة و من النسيج و هو حالة افرزتها قوانين ثابتة. اذا سألت اي إنسان ما الفرق بين الإنسان و الكائنات الاخرى سيكون الجواب الوعي بمفاهيمه التقليدية لدى الإنسان مثل النطق و التفكير و الإبداع. لكن هناك مسئلة اخرى بين تصورنا للوعي و بين أمور جادة و مقاييس حقيقية للوعي و منها . لدى كل الكائنات الحية غرائز متساوية عند الجميع مثل (غريزة الحياة- الغذاء- الإمومة- الجنس- الخ). اذا أتينا بأنسان يتكلم و يجيد قيادة السيارة و يعرف كل أنواع الباس و الموبايل و كل نتاج الحضارة و مثلاً اوقفناه امام موقف يخسر حياته في سبيل موقف ما و نتازل عن موقفه في سبيل ان يبقى على قيد الحياة. هل يعتبر من يسيطر غريزته على وعيه كائن ذات وعي و يتميز عن باقي الكائنات فقط لمجرد انه لديه معرفة في امور مكتسبة. مثال اخر الإنسان الذي لا يسيطر على غريزة الجنس و يتفاعل مع كل المغريات التي يراها و يكون الجنس من أولوياته هل يعتبر واعي و مميز . الإنسان الذي لا يقاوم غريزة حب التملك و التخزين لنفسه هل يعتبر واعي . هناك فرق بين الوعي المكتسب الذي يتعلمه الإنسان في مراحل حياته و هي المعارف التي حصل عليها من الممارسة و العمل في الطبيعة مثل الزراعة الذي يعرف كيف يزرع و لكن ليس هو نفسه الذي اكتشف الزراعة بل تعلم مكتسب و ليس ابداعه الخاص . و السؤال هل تعتبر المجتماعات التي لا تسير في طرق العلمانية و المفاهيم التقدمية في توجيه الطاقات الإبداعية لسيطرة على الطبيعة و تسخيرها لصالح الإنسان تعتبر و اعية رغم كل مظاهر الحضارة من الباس الى الحاسوب الى مستحضرات التجميل الى الفنادق و الى الكثير من الأمور. وهل يعتبر الانسان الذي لا يستوعب الفكر التقدمي المتجدد في كل مناحي الحياة و يتهرب الى السلفية الفكرية للأنطواء و التهرب من أستحقاقات العصر بكل مشاكله إنسان واعي و متميز عن الكائنات الأخرى


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني