PCP

يا عمال العالم اتحدوا

المادية فخر الشيوعيين

المادية فخر الشيوعيين إن إجابتك على السؤال الأول في الفلسفة، أي فلسفة هو المحدد لأي من المعسكرين تنتمي وتنحاز ومن ثم يتحدد سلوكك اليومي. لقد انقسم الفلاسفة في معرض الاجابة على سؤال الفلسفة الأول وهو أيهما أسبق الوعي أو المادة ؟ إلى معسكرين المعسكر المادي الذي قال بأولوية المادة على الوعي والمعسكر المثالي الذي قال بأولوية الوعي على المادة ، والذين يدعون الميتافيزقيين أو الماورائيين. على الرغم من عظمة هيجل وديالكتيكه إلا أن صحة اكتشافه هذا بقي مقلوب على رأسه لاعتباره أن النقطة الأولى لهذا الديالكتيك تنطلق من فكره أولى أو ما سماه الفكره المطلقه وذلك يكون الديالكتيك الهيجلي تجلي لهذه الفكرة المطلقه ، لكن عبقرية ماركس جاءت لتصحح هذه البداية فأوقف الديالكتيك الهيجلي على قدميه بدل الوقف على رأسه، حيث نفى ماركس أن تكون قوانين الطبيعة وتطورها تجليا لفكرة مطلقة بل هي حركة سرمدية داخلية من المادة فيها ومنها وإليها. ونحن الشيوعيين ننحاز للمادية بأجلى مراحلها على يد معلمي الشيوعية الأوائل ماركس وأنجلز وثم لينين، فنحن وفي نفس الوقت لا ننكر على غيرنا حق التفكير بطريقة مختلفة ، لأن هذا التفكير ملك صاحبه وحامله، وإن كنا لا نقر بصحته. فالفكر البشري قادر على الاقتراب من أسس التحليل العلمي السليم وقادر كذلك على الابتعاد كثيرا عن تلك الأسس ومن هنا فنحن لا ننكر على شخص ما بناء أحلامه الخاصة وعالمه الروحي الخاص ، ولكننا نستطيع أن نثبت له أن الكثير من المركبات الفكرية تكون انعكاسا مشوها للواقع المادي ، فحورية البحر (كمثال) والتي تصور على شكل جسم فتاة جميلة وذيل سمكة ما هي إلى محض خيال نتج عن تركيب مشوه لمركبيين ماديين كلاهما موجود موضوعيا ومستحيل الجمع بينهما وهو أمر مختلف كلية عن ذلك التصور الذهني الغير مشوه وهو ما يعرف بالتفكير الإبداعي ، فجميعنا يعرف أن وضع التصاميم الهندسية لعماره أو قصر هو تصور لشيء غير موجود على أرض الواقع ولكنها عملية موضوعية تبدأ بتفريغ التصور الذهني في تصاميم هندسية مستندة إلى علم فن العمارة فتجمع أجزاء ممكنة لمعطيات قابلة للتركيب الكمي لتظهر ما هو جديد نوعيا. هذا ولا يجب أن يفهم من ذلك أن الشيوعية والمعسكر المادي هم أعداء دائمون للمعسكر المثالي فالتعارض بينهما لا يصل إلى حد التناقض في المرحلة الراهنة بل ومراحل طويلة قادمة خاصة عندما يتعلق الأمر بالإنتماء الفكري وإن التناقض والتناحر هو طبقي أكثر منه فكري، على العكس من زعماء التفكير المثالي وخاصة أصحاب التطرف الديني الذين يحاولون تسويق فكرة العداء التناحري الدائم مع الشيوعيين ، ورفض إمكانية التعاون في مراحل محددة بل ولا يعترفون بمبدأ النفي الطبيعي ولكنهم يمارسون الاقصاء القسري لكل تفكير مخالف والرفض المطلق للنقض، صحيح أن العمر الزمني للتفكير المثالي أطول بكثير من زمن نشوئه وذلك لأسباب أهمها أن هذا التفكير أصبح ثقافة سائدة لدى الكثير من المجتمعات البشرية ، تقويه وتبقي على أسبابه قلة الاجابات العلمية لكثير من الظواهر التي ما زال العلم عاجز عن الإجابة عنها لعدم توفر المقدمات والمعطيات الكافية لتفسيرها مما يوفر للتفكير المثالي فرصا لإجابات جاهزة تعتمد على القوة الخارقة ليسد بها الفراغ الناتج عن قلة المعطيات العلمية ومستفيدا من تلك الفراغات ومستغلا حاجة الإنسان الطبيعية لتوازن نفسي يطمئن به ذاته ، ولو على حساب العلم والمنطق ولصالح قوة غيبية عالية التفكير والقدرة ، ليصبح فيما بعد شماعة يعلق عليها كل العجز البشري المؤقت . وبسبب ذلك عبر ماركس عن طول عمر هذا التفكير وبقائه حتى في ظل المجتمع الشيوعي واستمراره لعقود طويله حتى يختفي، وخطورة مثل هذه الثقافة أنها تقتل أي قدرة على الإبداع فالاجابات الجاهزة يحول دونه ، ويجمد السعي لتحقيق التقدم العلمي والبحث العلمي المستقلبي ، لهذا السبب فنحن الشيوعيين ننحاز لمعسكر المادية الذي يستند لقيمة ما توصل إليه العلم من منجزات وتؤكد صحتها يوما بعد يوم ، هذا المعسكر الذي يدعم العلم والعلماء ويرعى منجزاتهم ولا يبقيهم أسرى قصص خرافيه وتحت إرهاب الحكم عليهم بالزندقة والهرطقة ويحرقون بسببها في محارق القرون الوسطى الظلامية أو بأيدي مدافعين أوفياء عن مصالح طبقتهم وامتيارزات سادتهم في المجتمع الذي يهدده التفكير العلمي ويزلزل أركانه، لذلك فنحن الشيوعيين نعادي ونتناقض ونتناحر مع كل أشكال الظلم والاستغلال وكل المدافعين عنه ونضالنا الذي لا هوادة فيه هو نضال ثوري من أجل حقوق الطبقة الأكثر انسحاقا في المجتمع مع أنها هي صانعة الثروات ولكنها المحرومة منها ، الطبقة التي تخلق القيمه الزائدة التي يستولي عليها رب العمل وصاحب رأي المال فنحن مع هذه الطبقة ونحن حلفائها لنيل حقها الطبيعي في عرقها وكدحها وضد كل من يسلبها هذا الحق تحت أي ذريعة وأي ستار من أي معسكر كانوا: المثالين (الميتافيزيقيين) أو محرفين يدعون الانتماء للمعسكر المادي في حين جل أعمالهم وتصرفاتهم هي محاولات لتشوية وحرف فكر وسلاح الطبقة العاملة عم مساره الطبيعي. إننا كشيوعين نفخر في كوننا حزب الساعين بدأب للوصول إلى هدف بناء مجتمع العدالة والمساواة المجتمع الاشتراكي كمرحلة أولى وصولا إلى بناء المجتمع الشيوعي أمل البشرية جمعاء ونفخر بتاريخنا الطويل وتجارب من سبقونا من رفاق أوفياء حريصين على هذا التراث نسير على درب نضالهم وتضحياتهم بعزيمة تشتد وتتصلب، ونستلهم منهم ومن تاريخهم كل أسباب القوة والمنعه. إعداد الرفيق : أبو يوسف مجلة الوطن(المجلة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)العدد(17 اذار 20009


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني