PCP

يا عمال العالم اتحدوا

مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في مؤتمر الأحزاب الشيوعية العالمية في البرازيل

مداخلة الحزب الشيوعي الفلسطيني في مؤتمر الأحزاب الشيوعية العالمية في البرازيل الرفاق الأعزاء:- باسمي وباسم كل رفاقنا في الحزب الشيوعي الفلسطيني، من قواعد وكوادر وقيادات أتوجه إليكم جميعا بأحر التحايا ، وللرفاق في الحزب الشيوعي البرازيلي بالشكر الجزيل على دعوته الكريمة، وعلى ما بذله من جهد عظيم للإعداد وتنظيم هذا اللقاء المتميز ، وكشيوعي ماركسي لينيني أتناول أهم المتغيرات الدولية منذ انتهاء حقبة الحرب الباردة، وشعور معسكر الرأسمالية بأنه بات المتفرد بمصير البشرية ، فمنذ اللحظة الأولى التي تلقت فيها الإدارة الأمريكية أول إشارة عن بداية تداعي المنظومة الاشتراكية ،ابتدأ نهمها الامبريالي مستعينة كعادتها بالمنشقين والتحريفيين المحلين والطوابير الخامسة الداخلية وكل الشعوبيين من خونة أوطانهم ومبادئهم ظانة أن الميدان قد خلا لها لتسرح وتمرح فيه كما تشاء. تلك كانت بداية الانفلاتة الأمريكية التي ضربت عرض الحائط بكل المنظمات الدولية وفي مقدمتها الأمم المتحدة باتجاه المغامرة بمستقبل العالم، لتجر عليه ما جرت من ويلات وكوارث عسكريه وسياسية واجتماعية واقتصادية وبيئية ، لا يزال كوكبنا الأرضي يعاني من اثارها هو وشعوبه بما في ذلك شعوب المجتمع الرأسمالي نفسه ، يكفي أن نعرف (وبحسب دراسات جهات مقربة) عن أن 46 مليون أمريكي أصبحوا يحيون بلا تأمين صحي، و52 مليون غيرهم بتأمين منقوص وغير كاف مع ارتفاع تكاليف العلاج الطبي، وحتى السنة السابقة كان 41% من الأمريكيين لا يزالون يعانون من مشاكل فعلية في تسديد حساباتهم الطبية، وأن نحو (750) ألف فرصة عمل قد تبخرت ، وأن عجزا اقتصاديا ضخما قد حطم الرقم القياسي ببلوغه (10) ترليونات من الدولارات،كل ذلك يؤشر على أن الأيام القادمة ستحمل اضطرابات هائلة تضع الأمور على حافة تدهور كبير، فإذا كانت هذه إفرازات انهيار وول ستريت الأولية على المجتمع الأمريكي واقتصاده الذي طالما زعم بأنه أقوى وأثبت اقتصاد في العالم فلنا أن نتصور هول الكوارث التي تحملها الأيام القادمة لاقتصاديات الدول والأنظمة التابعة. لقد تهاوت نظرية الفوضى الخلاقة ، وأثبت اقتصاد السوق فشله الذريع ، ولم يسفر قانون المنافسة الحرة في ظل العولمة المتوحشة إلا عن مزيد من التناقضات – التناحرية أحيانا – بين دول المنظومة الرأسمالية نفسها .مما اضطرها للجوء لتدابير كانت حتى الأمس القريب تعتبرها من وسائل وأدوات الاشتراكية التي يحرم على الأنظمة الاقتصادية الحرة مجرد التفكير فيها أو الاقتراب منها تناقضات على المستويات الوطنية والاجتماعية والبيئية، فها هي قائدة وراعية هذه المنظومة لا تزال تبتز غيرها بعدم التوقيع على اتفاقية كيوتو، مع أنها هي المسبب الأكبر للتلوث البيئي والانحباس الحراري ، بسبب انبعاث غازات دفيئاتها الضخمة ومصانعها الخرافية ، وعلى المستوى الاجتماعي فإن الطبقات المتوسطة في العديد من بلدان الرأسمالية وبالأخص من مجموعة الدول الصناعية الكبرى أصبحت مهددة بخطر التحول إلى طبقات فقيرة تنضاف للطبقات المعدمة لينقسم فيها المجتمع إلى طبقتين : طبقة غنية تزداد غنى وطبقة فقيرة تزداد فقرا ، وهذا ما أقر به المرشح الرئاسي أوباما نفسه فجعل منه مادة رئيسية في برنامجه الانتخابي الذي أوصله للبيت الأبيض– ورغم كل ما كان يمكن أن تحققه ثورة المعلومات والاتصالات من تقدم في تطور الثقافة الديمقراطية وأساليب ممارستهاعلى الصعيد الرسمي والشعبي أجهضته الامبريالية بسياساتها المغامرة فأصبحنا نلحظ باستمرار تراجع في قيم وأساليب تطبيق الديمقراطية تحت إرهاصات الأزمات الاقتصادية والعسكرية المتوالية التي يسببها دائما الجشع الرأسمالي فالفساد المالي والإداري وحتى الأخلاقي يستشري يوما بعد يوم في غالبية دول المنظومة . والبطالة في ازدياد مستمر بسبب التسريحات الضخمة للعمال في معظم الدول الصناعية ، وتدني فرص العمل في الدول النامية بالتوازي، في حين تزداد نسبة عمالة الأطفال المحرمة دوليا ، ويتزايد الاستغلال الطبقي. كل ذلك تم في أجواء وظروف انعدام السلم العالمي ، وتزايد بؤر التوتر ، وتنامي الصراعات بين الدول ، والحروب الإستباقية التي ابتدعتها الامبريالية الأمريكية ، مستغلة أحداث 11سبتمبر 2001، واختراعها لما يسمى بالإرهاب وتجنيدها الحلفاء الموالين لها في مكافحة هذا الإرهاب المزعوم كما حدث في العراق ، والسودان ، والصومال ، وأفغانستان وباكستان وفلسطين ولبنان وأخيرا سوريا والعديد من الدول الأخرى. كسياسة ممنهجه وأيديولوجية رسمية تتبعها وتمارسها الدول الرأسمالية الكبرى كجزء من أيدلوجيتها للهيمنة والتحكم بمصائر الشعوب ومقدراتها وثرواتها، ولإبقاء العالم يعيش دائما في حالة من القلق والتوتر لتبقى أبواب الحروب والسلاح والتسلح مفتوحة على مصاريعها ، خدمة لاحتكارات صنع وتوريد الأسلحة الغربية وفي مقدمتها الأمريكية، ومن ضمنها شركات تصنيع السلاح الإسرائيلية، التي ثبت ثبوتا قطعيا استخدام جورجيا لقنابل عنقودية من صنعها . لقد توهمت الرأسمالية بأنها قد نجحت في إعادة إنتاج نفسها لتواصل قيادة المعسكر الرأسمالي بمذهبه الحر ولكن حساب الحقل لم يتطابق وحساب البيدر، ففي أقل من عقدين من الزمن على انتهاء الحرب الباردة تفيق معظم شعوب المنظومة الاشتراكية السابقة من الخديعة الكبرى وتتنبه معظم شعوب العالم الأخرى لكابوس العولمة، فيصحوا الكثير من منظري الرأسمال على وقع هذا الخطر المحدق بالعالم فنرى اقتصادي ليبرالي معروف بانحيازه المبكر لاقتصاد السوق وهو ( ليستر ثور) من معهد (MIT) يقول منذ حوالي 7 سنوات مضت : "بوسع المرء أن يدعي أن الرأسماليين في أمريكا قد أعلنوا الحرب الطبقية على عمالهم وتوهموا أنهم كسبوها" ويقول اقتصادي ليبرالي آخر منتقدا : "لقد أصبحت البروليتاريا العالمية نفسها تتنافس فيما بينها على فرص العمل الضئيلة التي لم يعد الإنتاج المعولم يتيح أكثر منها" أما الاعتراف الصارخ والأكثر تحديا فقد جاء على لسان الاقتصادي البارز في مركز الدراسات الإستراتيجية الدولية ( واشنطن) –ادوارد لوتوك- الذي تحول من أكبر داع للحرب الباردة لأكبر ناقد لاقتصاد السوق المعولم عندما قال: " ما كان يزعمه الماركسيون قبل 100 عام من مزاعم كانت خاطئة كلية آنذاك (حسب رأيه ) أضحى الآن حقيقة واقعة ، فالرأسماليون يزدادون ثراء والطبقة العاملة تزداد فقرا، فالمنافسة المعولمة تطحن الناس طحنا وتدمر تماسكهم الاجتماعي" . وفي غمرة انهيار وول ستريت ارتفعت من قلب المعسكر الرأسمالي أصوات كثيرة اعترفت بفشل النظام المالي والاقتصادي الحر الذي يقوم دائما على أزمات دورية حتمية آخرها أزمة وول ستريت هذه وطالبت بنظام مالي عالمي جديد ومختلف كلية. وشعبنا العربي الفلسطيني أيها الرفاق، في وطننا المحتل ،لا زال يعاني كغيره من ويلات تلك السياسات الاستعمارية الرأسمالية بالإضافة إلى معاناة أخرى لم يشهد لها التاريخ مثيلا أكثر إضرارا له وإساءة لمستقبله جراء احتلال استعماري استيطاني صهيوني مقيت وشرس ، مدعم ومؤازر من قبل كل القوى الاستعمارية وعلى رأسها القوة الأمريكية الغاشمة. إن شعبنا هو الأحوج هذه الأيام لكل الدعم من كل قوى السلام والحرية والديمقراطية ليمارس حقه الطبيعي في تقريره لمصيره بنفسه، وإقامته لدولته الحرة المستقلة على أرضه المحتلة عام 1967 وعاصمتها القدس العربية بموجب قرارات الشرعية الدولية رقمي 338 و242 ، وليؤمن حق العودة بموجب القرار 194لكل لاجئيه ومشرديه إلى ديارهم التي طردوا منها عام 1948 ، وإن حزبنا الشيوعي الفلسطيني ، وهو يؤكد أن من واجبه أن يشارك كل الأحزاب الشيوعية والعمالية نضالها العالمي وتضامنها الاممي إيمانا منه بأهمية وضرورة النضال من أجل السلام والديمقراطية والتقدم على طريق بناء الاشتراكية ، ويرى أن وحدة وعمل الأحزاب الشيوعية والعمالية على قواعد وأسس الماركسية اللينينية هو السبيل الأمثل والأنجع لتحقيق كل هذه الأهداف الإنسانية السامية، وأنه (حزبنا)هو نفسه الذي كان ولا يزال مستهدفا من العدو المحتل أولا والرجعية المحلية ثانيا والطغم العربية ثالثا مما أثر ويؤثر سلبا على بعض إمكاناته ومقدراته ويجعله دائما بحاجة لدعمكم على كافة الصعد وشكرا أيها الرفاق الأعزاء. الحزب الشيوعي الفلسطيني


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني