PCP

يا عمال العالم اتحدوا

عن أي يسار يتحدثون؟

عن أي يسار يتحدثون؟ أقدمت مؤخرا ثلاثة فصائل محسوبة تاريخيا على اليسار على تشكيل تيار جديد ، تحت مسمى "اليسار الديمقراطي" أو جبهة اليسار، معتقدين أنهم يحدثون اختراق سياسي داخلي يحد من استئثار التيارين الرئيسين "فتح وحماس" في الحياة السياسية ، إن المراقب المحايد يعرف أن الرموز القائمة على هذا المشروع كانت على الدوام على يمين قياداتها التاريخية الثورية ، ناهيك عن تخلي الفصيل الثالث منذ ما يقارب العقدين من الزمن ، عن اسمه وعن برنامجه شكلا وموضوعا ، وتخلى بالكامل عن تراثه وتاريخه وأضحى وجوده كباقي الفصائل الفلسطينية مرهون برحيل الاحتلال ، وإقامة الدولة الفلسطينية ، دونما التطرق إلى طبيعة المرحلة اللاحقة من حيث المحتوى الاجتماعي لتلك الدولة. ولنناقش بموضوعية تامة ، هل بمستطاع هذا التيار حقا أن يشكل بديلا أو أن يكون محايدا على الأقل ؟ بكل تأكيد لا ، وذلك للاعتبارات التالية:- أولا: أن هذه الفصائل الثلاثة ممثلة في اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، التي كانت طليعة الكفاح الوطني الفلسطيني والممثل الشرعي والوحيد للشعب الفلسطيني ، إلا أنها بعد أوسلو وتأسيس السلطة الفلسطينية عام 1994 ، فقدت هي والمجلسين الوطني والمركزي دورهما نهائيا ، وغدت "ديكورا" يستعمل عند الضرورة لأن السلطة حلت محلها بالكامل. ثانيا: أن الكثيرين من كوادر هذه الفصائل يعملون موظفين في مختلف دوائر السلطة الإدارية، والأمنية والسياسية والدبلوماسية. ثالثا: أن لكل هذه الفصائل مكاتبها وموظفيها في مختلف أرجاء الوطن ، يصرف عليها من ميزانية السلطة ، ثم والاهم أن هذا التيار المسمى زورا باليسار ، يفتقد للبرنامج التقدمي الذي يميز اليسار أينما كان ، ألا وهو البرنامج الاجتماعي و الطبقي الذي يبشر بغد مشرق قائم على الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية ، وأخيرا وليس آخرا ، ولنفترض جدلا صحة يسارهم هذا فكيف يفسرون قيام يسار حقيقي يتجاهل الحزب الشيوعي ويتهرب منه. لهذا كله نقول أن هذا اليسار المزعوم ، ليس هو اليسار الحقيقي ولن يكون بديلا أو محايدا أو مؤثرا ، لأنه قطعا جزء لا يتجرأ من أحد الفريقين المتصارعين أو معاد بامتياز للطرف الأخر. مجلة الوطن(المجلة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني