PCP

يا عمال العالم اتحدوا

ندوة فكرية مركزية حول:الانتهازية والتحريفية في الحركة الشيوعية والعمالية العالمية

أقام مكتب التثقيف المركزي ندوته الفكرية الدورية بعنوان: «الانتهازية والتحريفية في الحركة الشيوعية والعمالية العالمية» حضرها ممثلو مكاتب التثقيف المنطقي في منظمات الحزب المنطقية، وشارك فيها الرفيقان الدكتور عمار بكداش عضو المكتب السياسي، والرفيق اسكندر جرادة عضو المكتب السياسي مسؤول مكتب التثقيف المركزي وعدد من أعضاء اللجنة المركزية للحزب العاملون في مجال التثقيف الحزبي. كانت محاور الندوة الرئيسية حول: ظاهرة الانتهازية والتحريفية في الحركة العمالية والشيوعية (المحور الأول) قدمه الرفيق د. إبراهيم زعير عضو اللجنة المركزية سكرتير مكتب التثقيف المركزي، حيث تحدث في مداخلته عن ماهية الانتهازية وطبيعتها الطبقية وأسباب ظهورها في الحركة العمالية والشيوعية. وإنها تعني الانحراف عن الماركسية ــ اللينينية والخروج عنها تحت شعارات ومسميات متنوعة، وأشار إلى أن للانتهازية مفهوماً موضوعياً وآخر ذاتياً، ولكنها في جميع أشكالها وجوهرها تخدم مصالح البرجوازية، كونها تعمل لكي تتخلى الأحزاب الشيوعية عن هدفها الرئيسي وهو إسقاط الرأسمالية كنظام اجتماعي وانتصار الاشتراكية. وتحدث عن السمات العامة للانتهازية والتحريفية، وأبرزها: انعدام إيمان التيارات الانتهازية والتحريفية بالنظرية العلمية (الماركسية ــ اللينينية) وفلسفتها، والعجز في استخلاص النتائج الضرورية لنضال الطبقة العاملة والتردد، والتفكير الطوباوي والوقوع في الجزع والخوف في المنعطفات. وتتسم أيضاً بالغطاء الثورجي اليساروي المنافق، وعدم قدرتها على التقاط الأكثر أهمية في اللحظة التاريخية الملموسة والتوهم بأن طرح الشعارات كافية. واستشهد بأقوال ماركس ولينين حول مخاطر هذه الظاهرة على الأحزاب الشيوعية العالمية. وخاصة في عصرنا الراهن حيث تجري الكثير من الأحاديث حول ضرورة تطوير وتجديد الماركسية ويتهمون الآخرين بالتحجر والعقلية الخشبية ... الخ. وتحت هذه الشعارات يحاولون التقليل من أهمية النظرية الماركسية ويصلون في نهاية المطاف إلى التخلي عنها تماماً تحت شعارات التجديد المزيفة. واستشهد بقول للينين يعلق فيه على مثل هؤلاء «المجددون» الكاذبون: يقول لينين: «إن العبارات الطنانة عن تحجر الفكر وما إلى ذلك، تخفي وراءها عدم الاهتمام بتطوير الفكر النظري والعجز عن تطويره»، (المرجع: ما العمل). وختم مداخلته حول جذور التحريفية والانتهازية في المجتمع المعاصر وإنها نزعة حتمية وظاهرة عالمية مستشهداً بقول لينين: «إن النزعة التحريفية ظاهرة عالمية، ولا يمكن لأي اشتراكي ولو كان قليل الاطلاع والتفكير، أن لا يميز بين من يتبنى ماركس بالفعل ومن يعمل ضد ماركس تحت غطاء حرصه على ماركس». وعقب هذه المداخلة جرت نقاشات واسعة وأسئلة حول التعريف الدقيق للانتهازية والتحريفية، وتحدث حول ذلك الرفيق الدكتور عمار بكداش مؤكداً أهمية التعريف الدقيق لهذه الظاهرة، مشيراً أن المهمة الأساسية التي تقوم بها الانتهازية والتحريفية هي تمرير تأثير البرجوازية إلى داخل صفوف الطبقة العاملة وأحزابها. المحور الثاني: بعنوان: «نضال ماركس وأنجلز ضد القيادات الانتهازية والتحريفية في الحركة العمالية» قدمه الرفيق آزاد الملا العضو المرشح للجنة المركزية، عضو مكتب التثقيف المركزي. فتحدث عن دخول الماركسية حلبة التاريخ منذ نشوئها كنظرية تقدم حلاً جذرياً لمشاكل المجتمع والإنسان، وبسبب الحل الجذري المتمثل بنزع الملكية الخاصة وقيام مجتمع لا طبقي مجتمع العدالة الاجتماعية، فكان لابد من أن تواجه صراعاً حاداً في المجالين النظري والعملي في نشاطها. ومع انتشار الماركسية ــ اللينينية الساحق في أنحاء المعمورة ظهرت فكرة العمل على تشتيت الحركة الشيوعية من خلال تشويه النظرية العلمية الوحيدة التي ارتبطت بنضال الطبقة العاملة، فكان لابد من الدخول في صراع حول دور الطبقة العاملة في التاريخ ومفهوم الطبقة والثورة والمفهوم المادي للتاريخ وأسس تكوين الثروات الرأسمالية والحزب الثوري وطرائق تنظيم الطبقة العاملة ومفهوم الاشتراكية والدولة وديكتاتورية البروليتاريا. وقدم المحاضر شرحاً تفصيلياً حول نضال ماركس وأنجلز ولينين ضد ظاهرة الانتهازية في الحركة العمالية والشيوعية منذ نشوئها حتى المرحلة اللينينية. ودور البرجوازية الصغيرة تاريخياً في نقل الأخطار الانتهازية لصفوف الطبقة العاملة، ومحاولة العديد من المفكرين الانتهازيين تضخيم دور البرجوازية الصغيرة دون أن ينتبهوا إلى أن أسباب تحركها السياسي حيث هي ثورية بمقدار ما يترتب عليها الانتقال إلى صفوف البروليتاريا. بما يخالف الفكر العلمي، واستشهد بأنجلز عندما قال بصدق: «منذ أن أصبحت الاشتراكية علماً، فهي تتطلب أن تعامل كعلم»، وهذه المهمة هي التي بدأ بها ماركس وأنجلز، متصديين لجميع المحاولات التي عملت على تشويه الفكر الجديد، فحاربت بلا هوادة جميع التيارات التحريفية والانتهازية المتلاصقة بالطبقة العاملة وحركتها الثورية، ويعود الفضل في ذلك لمؤسسي الشيوعية العلمية ماركس وأنجلز، اللذين حاربا الفوضوية والتريديونيونية (النقابية) اللتين انتشرتا في صفوف الطبقة العاملة في بداية تكون الفكر الثوري للطبقة العاملة، وكان لابد من خوض هذا النضال لكي تتمكن الطبقة العاملة وحزبها الثوري من القيام بدروهما التاريخي في انتصار الشيوعية على الرأسمالية. وفي ختام كلمته أشار المحاضر إلى أن نضال الماركسية منذ نشوئها ضد النزعة التحريفية لم يكن إلا جزءاً ممهداً للمعارك الثورية التي خاضتها الحركة الشيوعية بنجاح في مطلع القرن العشرين على يد لينين ورفاقه، وهو ما ساند قيام أعظم انتصارات الحركة حتى الآن، ألا وهو ثورة أكتوبر العظمى، وعقب المداخلة جرت نقاشات من قبل الرفاق وطرحت الأسئلة. المحور الثالث: «نضال لينين وستالين ضد الانتهازية والتحريفية» قدم مداخلته بهذا المحور الرفيق جهاد البطل عضو اللجنة المركزية عضو مكتب التثقيف المركزي. فتحدث عن ظهور النزعة التحريفية بوصفها معادية للمادية الديالكتيكية، في محاولة منها لدحض الماركسية والصراع الطبقي معتمدين على الفلسفة الموروثة من القرون الوسطى (اللاهوت) ومكيفين مناهجهم المثالية والانتقادية وفقها، وأبرز دور لينين العظيم في توجيه ضربة قاسمة للتيارات الانتهازية والتحريفية في الحركة العمالية الروسية والعالمية. وأشار إلى أن التحريفية ظهرت في الحقل الفلسفي وفي حقل الاقتصاد السياسي، حيث حاول هؤلاء التحريفيون التقليل من حدة الأزمات في النظام الرأسمالي العالمي واضمحلال حدة التناقضات الطبقية، في ظل تمركز الإنتاج وإزالة الإنتاج الكبير للصغير. وأشار إلى أن لينين أثبت من خلال دراسته للاقتصاد السياسي الرأسمالي في القرن التاسع عشر أن عصر الأزمات باق رغم حدوث فترات من الازدهار والنهوض الصناعيين، مبيناً أن الأزمات تزيد من حدة فوضى الإنتاج وتفاقم الشروط القاسية لمعيشة البروليتاريا وشدة طغيان الرأسمال. ففي حقل السياسة فند لينين مزاعم التحريفيين حول أن البرلمانية البرجوازية تقضي على الطبقات والصراع الطبقي مبيناً أن هذه المفاهيم تندرج في نهج البرجوازية الليبرالية التي تدعي أن المواطنين كلهم يتمتعون بحق التصويت والاشتراك في شؤون الدولة وأنهم متساوون في الحقوق. ولكن الديمقراطية البرجوازية ليست سوى أجهزة للاضطهاد الطبقي وأن النظام البرلماني لن يزيل الأزمات الرأسمالية. واستشهد بقول لينين حول حتمية النزعة التحريفية عندما قال موضحاً ذلك: «في كل بلد رأسمالي تقوم أبداً إلى جانب البروليتاريا فئات واسعة من البرجوازية الصغيرة ومن صغار أرباب العمل، إن الإنتاج الصغير قد ولد ولا يزال يولد الرأسمالية على الدوام. وإن هؤلاء المنتجين الصغار الجدد يدفعون بدورهم إلى صفوف البروليتاريا وعليه يكون من الطبيعي تماماً أن تتسرب المفاهيم البرجوازية الصغيرة أيضاً إلى صفوف الأحزاب العمالية الواسعة». وركز الرفيق المحاضر على دور ستالين هذا الماركسي اللينيني البلشفي العظيم في النضال العنيد والدائم ضد التحريفية والانتهازية وقيادته، بناء الاشتراكية في الاتحاد السوفييتي والقضاء على أعداء الاشتراكية البرجوازيين والكولاك والإقطاعيين وعملائهم التروتسكيين الذين تآمروا على الاشتراكية والاتحاد السوفييتي. محاولين ترسيخ أفكار حول عدم إمكانية بناء الاشتراكية في بلد واحد. وأشار إلى ما كتبه ستالين بصدد المسألة القومية وحول حق تقرير المصير يقول ستالين: «إن حق تقرير المصير ليس حقاً من حقوق الطبقة البرجوازية، وإنما هو حق جماهير العمال في أية أمة من الأمم. ينبغي أن يستخدم حق تقرير المصير كأداة للصراع من أجل الاشتراكية ولابد أن يكون هذا الحق خاضعاً للمبادئ الاشتراكية». لقد ناضل ستالين في مرحلة بناء الصناعة الثقيلة والتعاون الزراعي ضد كل التيارات التحريفية والانتهازية التي ظهرت داخل الحزب، بزعامة بوخارين وتروتسكي وغيرهم. وتحدث عن المجموعة التروتسكية التي تعاونت مع كامنيف وزينوفييف عضوي المكتب السياسي والتي كانت تدعم منظمة سرية معادية للشيوعية والتي قامت باغتيال الشخصية البلشفية المعروفة (كيروف) عام 1934. وتوصل ستالين في خضم الصراع ضد المخربين والجواسيس وعملاء الدول الأجنبية في الداخل وعلى رأسهم تروتسكي توصل إلى نتيجتين: 1 ــ التخلص من السذاجة السياسية وسرعة التصديق وتعزيز اليقظة الثورية في الحزب. وقال قوله المشهور: (كلما تقدمنا في بناء الاشتراكية كلما ازداد الصراع الطبقي حدة). 2 ــ الارتقاء بالتربية السياسية لكوادر الحزب عن طريق إقامة دورات سياسية بدءاً من قادة الخلايا وانتهاء بالقادة في قمة هرم الحزب. وذلك من أجل الوقوف ضد كافة الانحرافات في الحزب وعلى الأخص اليسارية والبيروقراطية. وشن الحزب بقيادة ستالين حملة تطهير ضد العناصر الفاسدة والمخربة في الحزب والدولة والمجتمع ومهد ذلك موضوعياً إلى تعزيز قدرات وقوة الحزب والدولة السوفييتية والتي لو لم تكن لما كان بمقدور الاتحاد السوفييتي الانتصار العظيم على الفاشية في الحرب العالمية الثانية. وبعد موت ستالين 1953، شن التحريفيون حملة تضليل وتزييف لم يسبق أن شهدها التاريخ، وكل ذلك كان مفهوم لأن ستالين كان على حق. وعقب المحاضرة جرت نقاشات واسعة، حول مضمون المحاضرة. المحور الرابع: «خطر ظاهرة الانتهازية والتحريفية في الحركة الشيوعية بعد الحرب العالمية الثانية وحتى وقتنا الراهن» قدم المحور الرفيق اسكندر جرادة عضو المكتب السياسي مسؤول مكتب التثقيف المركزي: قال المحاضر أنه بعد انتصار الاتحاد السوفييتي على الفاشية في الحرب العالمية الثانية، شهدت الماركسية انتشاراً واسعاً في العالم أجمع وأخذ العديد من الحركات ذات الأصول البرجوازية الصغيرة والقومية تتبنى الفكر الماركسي، ولكنها حافظت على أفكارها السابقة، فحاولت الدمج بين معتقداتها وبين الماركسية، فظهرت مصطلحات منها ما أطلق عليها «الشيوعية الأوروبية» أو الشيوعية العربية أو الأفريقية أو الماركسية المصرية وغيرها. واتسمت هذه الأفكار بالانتقائية المجتزأة وأخذ بعض الأفكار من الماركسية وتلقيحها بالأفكار القومية وغيرها، مما ساهم في خلط المفاهيم ويعود ذلك إلى ضغط العقلية البرجوازية الصغيرة وضغط العقلية القومية. ودل ذلك على غياب النظرة الطبقية مما دفعهم للانزلاق في هذه الترهات وصولاً إلى العداء للماركسية ــ اللينينية. وأحياناً تحت شعارات الماركسية نفسها ــ فظهرت الماوية والتيتوية وغيرها. وفيما بعد ظهرت أفكار مثل «التطوراللا رأسمالي على يد مجموعة من المنظرين السوفييت التي تبين أنها لا تتفق مع الماركسية ــ اللينينية. وتبين أن الهدف من هذه الطروحات هو إلغاء الدور الطليعي للأحزاب الشيوعية في البلدان النامية ليحل محلهم الأحزاب القومية الرافعة لشعارات الاشتراكية، ووصل بمروجي هذه الأفكار إلى حد نكران ضرورة وجود الأحزاب الشيوعية في البلدان النامية وخاصة في عهد خروتشوف. وتجلت الانتهازية والتحريفية في هذه المرحلة بآراء متنوعة وأفكار مثل «اللينينية ظاهرة روسية»» وأنها حدث قومي روسي خالص. وعادة كانوا يبدأون بالهجوم على الستالينية ومن ثم اللينينية وفي نهاية المطاف على الفكر الشيوعي بمجمله. وتجلت أيضاً في التخلي عن المبدأ الرئيسي في الثورة الاشتراكية وبنائها وهو مبدأ ديكتاتورية البروليتاريا، كما فعل الحزب الشيوعي الطلياني والفرنسي وكاريلو في إسبانيا وانتهى الأمر بهؤلاء برفض النظرية الماركسية ــ اللينينية والتخلي عن الشيوعية نهائياً. وتحدث المحاضر عن البيروسترويكا وما آل إليه زعماؤها من خيانة مفضوحة للاشتراكية والوطن السوفييتي. بعد المحاضرة جرت نقاشات وطرحت أسئلة من قبل الرفاق الحضور. المحور الخامس: «نضال الحزب الشيوعي السوري ضد الانتهازية والتحريفية» قدمه الرفيق خورشيد أحمد عضو اللجنة المركزية عضو مكتب التثقيف المركزي. تحدث الرفيق المحاضر في مداخلته مركزاً على النقاط المفصلية للموضوع، فبدأ بالتحليل اللينيني لظاهرتي التحريفية والانتهازية. فالتحريفية من حيث منشئها هي نتيجة للتأثير البرجوازي والبرجوازي الصغير على الحركة العمالية الثورية، ومن حيث طبيعتها الطبقية هي شكل من أشكال إيديولوجيا البرجوازية الصغيرة والارستقراطية العمالية والفئات الوسطى، وهي تعكس الواقع الاجتماعي لهذه الفئات الاجتماعية التي تتصف بالازدواجية. وقد وصف لينين موقف البرجوازية الصغيرة بأنه «موقف مشبع بالتناقض والتردد إزاء الاشتراكية تارة حب حار، وطوراً خيانة سافلة». وحدد وجود وانحراف انتهازي يميني وانحراف متطرف يساري إلا أنهما انعكاس لجوهر واحد. أما الانتهازية اليسارية فهي عبارة عن خليط غير متوازن للنظريات «ما فوق الثورية والمبادئ التكتيكية المغامرة التي تحاول دفع الحركة الثورية العمالية نحو أعمال غير مبررة وتضحيات غير لازمة وفي نهاية المطاف نحو الهزائم». بعد ذلك انتقل المحاضر إلى إلقاء الضوء على الأزمات المتعاقبة التي أحدثتها الاتجاهات التحريفية والانتهازية والتي تلونت ما بين اليمين المهادن واليسار المتطرف في سياق التطور التاريخي لحزبنا الشيوعي السوري. إذ بدأت الأزمة داخل حزبنا منذ أواسط الستينات واستمرت إلى عام 1974 وسماها المحاضر المرحلة الأولى وأبرز سماتها المبالغة في الدور الذي يمكن أن يلعبه القوميون التقدميون في تطور بلدانهم بما في ذلك قيامهم ببناء الاشتراكية. وقد حدد الرفيق خالد بكداش الأمين العام لحزبنا الشيوعي السوري في كلمته الافتتاحية أمام المؤتمر الرابع للحزب الأساس الإيديولوجي للأزمة بقوله هو: «أفكار التعصب القومي والاتجاهات الانتهازية ومحاولة تحريف الماركسية ــ اللينينية أما في التنظيم فضرب القواعد اللينينية في حياة الحزب البروليتاري» والهدف هو تدمير الحزب من حيث هو حزب ثوري بروليتاري وتحويله في أحسن الحالات إلى حزب عادي من الأحزاب البرجوازية الصغيرة». وتحدث المحاضر بالتفصيل عن أزمات الحزب في مختلف مراحل تطوره حتى المؤتمر التاسع للحزب وخروج الشرذمة التروتسكية المتسترة بشعارات يساروية مزايدة تصل لحد تبني بعض الطروحات والممارسات التروتسكية. واستشهد المحاضر بقول لينين «بأن الانتهازية في أغلب الأحيان لا تظهر بوجهها الانتهازي السافر، بل ترفع نفس الشعارات تقريباً» التي يرفعها الماركسيون الثوريون فالانتهازيون الأذكياء كما يقول لينين: «يدركون وجوب الحفاظ على الألفاظ الثورية لأحزابهم عندما يعلنون حرفياً» ينبغي عليها «أي على التحريفية» أن تصون طابع الحزب العمالي ذي المثل العليا للاشتراكية لأنه عندما تتخلى عن هذا سينبثق حزب جديد يتبنى البرنامج الذي جمده الحزب القديم السابق ويضيف عليه أكثر راديكالية». ولهذا فإن التحريفيين والانتهازيين لا يحبذون إظهار جوهر الخلاف مع الماركسيين الثوريين بل يسعون إلى تصوير هذه الخلافات كما لو أنها ثانوية أو نزاعات بين أشخاص لكن لينين يرد قائلاً: «من السخافة النظر إلى المسألة كلها على أنها مسألة أشخاص». فلأجل توضيح أزمة الحركة كلها ينبغي النظر: أولاً: إلى المغزى الاقتصادي للسياسة المعينة . ثانياً: إلى الأفكار القائمة على أساسها. ثالثاً: إلى صلتها بتاريخ التيارات الاشتراكية (لينين: الانتهازية وإفلاس الأممية الثانية). وبعد المحاضرة جرت نقاشات بين الرفاق، وكان لحضور ومشاركة الرفيق الدكتور عمار بكداش في هذه الندوة أهمية، إذ أغنى النقاشات والمداخلات بالكثير من الحقائق التاريخية حول مخاطر الانتهازية والتحريفية في الحركة الشيوعية العالمية. مراسل «صوت الشعب» ــ دمشق


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني