PCP

يا عمال العالم اتحدوا

إعلام التفاعلي أسلوب جديد في محاصرة كل معادي للاستعمار.

إذا نظرنا نظرة معمقة إلى الإعلام العالمي سنرى مدى الاهتمام و الاستماتة من قبل الإمبريالية و الحركة الصهيونية في قطع أي متنفس حر في الإعلام و السيطرة المطلقة على الإعلام (المرئي و المسموع والتفاعلي- الانترنيت) و ليس خافياً التحركات لكتم أفواه كل من يعادي الامبريالية والحركة الصهيونية مثل ما يحدث لكثير من الفضائيات المقاومة للمشروع الاستعماري مثل (المنار و العالم و الرافدين). و السيطرة المطلقة على صناعة الأخبار حسب المصالح الامبريالية و يتجلى ذلك في التعتيم على حركات المقاومة و خاصة ما يحدث في العراق و فلسطين و أفغانستان بالرغم من الخسائر المدمرة للجيوش الغازية من تشويه سمعة للمقاومين و عدم نشر أخبار القتلة و عدم نشر الخسائر الفادحة للإمبريالية الأمريكية في هذه المناطق الساخنة من العالم . كل الادعاءات بشأن الحرية و الديمقراطية الليبرالية المزيفة التي يتغنى بها مناصري المشروع الأمريكي في الشرق الأوسط يستند إلى دعم الآلة الإعلامية العملاقة للإمبريالية في تصوير بعض القوى التي لا وجود لها الى قوى جماهيرية كبيرة . بالمقابل التعتيم على الأحزاب المعادية لمشروعها في المنطقة وبشكل كبير و إذا أجبرت على الحديث فهي تقوم بتشويه كبير للواقع و تقديم أناس على الإعلام يقدمون صورة سلبية باسم أحزاب هم أصلاً لا ينتمون إليها. بعد انهيار الاتحاد السوفيتي في نهاية القرن العشرين عانت معظم الأحزاب الشيوعية و معظم حركات التحرر الوطنية من هذه المشكلة الكبيرة في التعتيم وتشويه التاريخ بشكل مبرمج و منظم للنيل من الأحزاب المعادية و إن أي مراقب سيرى أنه في كل الاعلام ليست هناك مساحات للتلفزة الشيوعية رغم أن الكثير من الأحزاب الشيوعية لها قدرة على فتح قنوات تلفزيونية لكن المساحات مغلقة أمامها. و المشكلة الثانية أن المتغير الكبير في وسائل الاتصال غيرت الكثير من الأمور و أصبحت الجرائد و المجلات التي كانت هي في الريادة الإعلامية تتراجع للخلف أمام الإعلام الحديث و قد أدركت هذه الجرائد و المجلات هذا المتغير و قد اتبعت كلاً منها طريقاً مختلفاً في الاستمرار مثل (صوت الشعب) ركزت على نوعية الأخبار و التحليل العلمي لتغطية الفرق في سرعة نقل الأخبار وبعض الجرائد الأخرى اتبعت الأسلوب التجاري و الاستهلاكي للبقاء. مع بداية القرن الجديد ظهرت فعالية الانترنيت في الكثير من المناسبات بسبب عدم القدرة على إغلاق المنافذ و المساحات الحرة و قد استفادت الطبقة العاملة في أوروبا في حشد التظاهرات و التجمعات الكبيرة. مع تزايد عدد المشتركين في الشبكة العنكبوتية تحولت رويداً رويداً إلى منافس للتلفزيون و خاصة أن المتنفس الكبير نسبياً يجذب الشباب إليها . حيث يمكنك أن تحصل على المعلومة بغض النظر عن الدقة و لكن مجرد نقل المعلومة يعتبر حالة متقدمة عن السابق . وحتى في بلدان العالم الثالث ظهرت فعالية الانترنيت مثلاً استغلال و إدراك المخابرات البريطانية و الأمريكية لما يمثله التواصل التفاعلي في أعمال التخريب في إيران التي لم تتصور مدى فعالية الانترنيت في نشر الأخبار وحشد التجمعات. ليسا خافياً على احد التطور الطفيف في الإعلام و خاصة في مجال النشر الالكتروني و تحول جمهور لا بأس به إلى متابعة الأمور التي تهمه و التفاعل معها بشكل متزايد في سورية و هذه من النقاط الإيجابية . و الرفيق خالد بكداش كان يدرك تماماً هذه القضية وفي إحدى جمله الشهيرة حين قال ( خذوا وزيراً و أعطوني جريدة علنية.( لقد بدأ الانتباه لهذه القضية الجديدة و هي الإعلام التفاعلي في نشر الوعي و الثقافة لكن القوى الإمبريالية و مخابراتها أيضا تدرك هذه النقطة و بالتالي توجه ضربات إستباقية حتى تبعد هذه الأحزاب السياسية عن المساحة التي لا يمكن السيطرة عليها كلياً و قطع الطريق عليها بعدم إنشاء كوادر يسدون النقص في الترويج الإعلامي الجديد و هذه الساحة تتوسع شياً فشيئاً و لا شيء يقف في وجه التطور الإعلامي الجديد و من يفشل في هذه الجبهة سيخسر الكثير. لقد لاحظ في الفترة الأخيرة أن بعض الأحزاب الوطنية المعادية للإمبريالية و الصهيونية و القوى المقاومة في المنطقة تتعرض للهجوم المركز في الإعلام التفاعلي و هذا الأسلوب استعمل مع إيران في إحداث تشويش بعد الانتخابات الأخيرة . و بصمات الاستخبارات البريطانية في التجربة واضحة و لكن في المقابل تكيفت هذه القوى المعادية للاستعمار مع المتغير الجديد و أثبتت فعالية إلى الآن في المعركة . كلما أبدعت القوى الإمبريالية أساليب جديدة في استمرار النهب المنظم للشعوب تبدع الشعوب و القوى المعادية لها أساليب احدث للمقاومة بقلم : ادريـس محمد


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني