PCP

يا عمال العالم اتحدوا

رسالة من صديق قديم ، بعنوان "أنتم النور"

أخواتي ، أعزائي... عرفتكم منذ نعومة أظافري ، منذ المرحلة المدرسية الإعدادية ، تابعت مسيرتكم ومازلت ، في البداية تقربت من جميع من عمل في السياسة ، يمينا ويسارا ، وكان اللاعبون في تلك الفترة العبثيون والقوميون العرب والأخوان المسلمون إلى جانب الشيوعيون. كنت أصادق الجميع وأعود إليكم ، أتزاور مع الكل وأستمع إلى الكل ، ثم أعود إليكم ، أستمع إلى شروحات مختلف الأطياف السياسية ، ثم تجري قدماي إليكم وكأني أسير سمائكم . آلمني كثيرا وحَز في نفسي أنكم أول من اعتقل وعذب وشرد ، والبعض قضى زهرة شبابه في غياهب السجون ، ومعتقل الجفر الصحراوي سيء الصيت والسمعة ، لا لشيء سوى أنكم كنتم الأوضح والأنقى والأصح والأصلب ، رأيت خلال تلك الفترة غيركم يصول ويجول ، أبعدتني عنهم تلقائيا سطحيتهم وعدم جديتهم ، صدقوني كنت دائما في صلاتي أدعو لكم ، ولاحقا وقفت خاشعا باكيا أمام قبر الرسول الأعظم داعيا لكم ولفك أسركم ، كنت أفتقدكم وخصوصا وقت الأزمات لأنه لا يروي غليلي سوى تحليلكم ومنطقكم وصدقكم ، رأيتكم أيام الانتفاضة الأولى ، انتفاضة الحجارة ، تتقدمون الصفوف ببسالة بلا مقابل وبلا امتيازات كما فعل الغير ، رائدكم حب الوطن وقضيته العادلة تأثرت كثيرا عندما تخلى فريقا غير صغير منكم عن أهدافه ومبادئه ، وسار في طريق مختلف تماما ، كانوا أيضا أصدقائي وأحبائي ، ولم يعودوا كذلك لأنهم حقا لم يعودا كما عرفتهم. أنتم لآن يا أخوتي أقلية في الشارع الفلسطيني يسبح ضد التيار في بلد انقسم شعبه إلى تيارين متناقضين ، أنهكا الإنسان والوطن والقضية ، أما ما كان يحلوا لكم تسميته باليسار ، فلم يعد للأسف موجودا إذ تحول إلى شلل انتهازية تلهث وراء المادة ، وكما يقول المثل الشعبي بقي الميدان لحميدان. لا أدري لماذا أكتب لكم ، إنكم النور والأمل والمستقبل لكم ، ألم يقل شاعركم المبجل ناظم حكمت بأنكم "الشيوعيون" الشمعة التي تضيء الطريق وقت الظلمات ، صدقوني أني أدعو لكم من أعماقي ، وأذكر لكم أن بقاء الحال من المحال ، إلى الأمام أيها الأخوة ، على طريق النور والأمل والحرية.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني