PCP

يا عمال العالم اتحدوا

مدير مركز القدس للحقوقق : إسرائيل استكملت بناء مدينة كبيرة أسفل مدينة القدس المحتلة

كشف مدير مركز القدس للحقوق الاجتماعية والاقتصادية في مدينة القدس المحتلة، النقاب عن أن إسرائيل، استكملت بناء مدينة كبيرة، أسفل مدينة القدس المحتلة، تمهيدا للاستيلاء على المدينة المحتلة بشكل كامل، مشيرا إلى أن الحكومة الإسرائيلية تقوم بحفر أنفاق لربط هذه المدينة بالمستوطنات الإسرائيلية المحيطة بمدينة القدس. وشدد زياد الحموري، على أنه قد تم التحذير طوال السنوات الماضية "من أن المخططات الاستيطانية الإسرائيلية في مدينة القدس المحتلة، تتسارع بوتيرة عالية، وخاصة خلال السنتين الماضيتين، بعد انتخابات الرئاسة الفلسطينية، حيث كان واضحا أن الإسرائيليين يعملون على خلق وقائع على الأرض، تستبق أي مفاوضات حول الوضع النهائي، والذي تعتبر مدينة القدس، أحد أهم الملفات فيه". وأضاف الحموري ، أن إسرائيل تقوم عمليا بتنفيذ القضايا التي طرحتها خلال مؤتمر كامب ديفيد والذي عقد في عام 2000، حيث قامت حسب المعلومات المتوفرة لنا، ببناء مدينة كبيرة وكاملة تحت مدينة القدس، وشرعت بربط الأحياء الاستيطانية والمستوطنات خارج مدينة القدس، بهذه المدينة، من خلال شبكة أنفاق تبدأ من باب العمود وتمر في البلدة القديمة". وضرب مثلا لما تم ربطه حينما قال إنه "تم ربط مستوطنة معاليه أدوميم بطريق يمر تحتل جبل الزيتون، كما قامت بربط العديد من المستوطنات بشبكة طرق وأنفاق تصل إلى قلب البلدة القديمة،وقامت ببناء كنيس على بعد 40 مترا من الحرم القدسي الشريف لخدمة هذه المدينة، إضافة إلى تراخيص لبناء وحدات سكنية كبيرة داخل البلدة القديمة، من بينها بناء عمارة سكنية في منطقة برج اللقلق والذي يطلقون عليه الحي اليهودي، تتضمن بناء 5 طوابق تحت الأرض، كموقف كبير للسيارات داخل البلدة القديمة، وبناء عمارة كبيرة فوق هذا المبنى، يستوعب أعدادا كبيرة من المستوطنين". وأكد الحموري، أن تصريحات بعض المسؤولين الإسرائيليين بإمكانية إعادة بعض مناطق القدس إلى السلطة الفلسطينية "هي مجرد تصريحات إعلامية، لم يعد ممكنا تطبيقها على أرض الواقع، بعد الوقائع التي أقامتها إسرائيل على الأرض، والتي تعيق ترجمة هذه التصريحات إلى حقائق على الأرض". وأوضح، أن إسرائيل وفي منطقة شعفاط، شمال القدس المحتلة، قامت ببناء محطة قطار خفيف يربط بين منطقة مستشفى "شعار تصيدق"، بمستوطنة "بزغات زئيف"، ويمر من القدس العربية، مشيرا إلى أن هذا القطار يتكون من ثمانية خطوط، وسيتم تدشين الخط الأخير في عام 2020، كما يربط منطقة قلنديا بباب العمود، لخدمة أكثر من 10 آلاف وحدة سكنية أعلنت إسرائيل نيتها مؤخرا في منطقة قلنديا. وحذر الحموري، من أن إسرائيل ستزيد من وتيرة التسارع في النشاط الاستيطاني الإسرائيلي في القدس المحتلة، خلال الفترة القادمة، بهدف إنهاء الوجود الفلسطيني في القدس بشكل كامل. وأوضح الحموري، أن إسرائيل تشن معركة شاملة على الوجود الفلسطيني في القدس المحتلة، وأنها تسعى إلى تحديد عدد الفلسطينيين في مدينة القدس بحيث لا يزيد عن 60 إلى 70 ألف فلسطيني، مشيرا إلى أنه في العام 1996 سجلت أغلبية لليهود بفارق 7 آلاف لصالح اليهود. وقال إن الفلسطينيين يشكلون حاليا 33 في المائة من نسبة سكان القدس، وأن إسرائيل تخطط لخفض هذه النسبة إلى نحو 10 في المائة فقط خلال السنوات القادمة، مشيرا إلى أنه يوجد حاليا في محيط القدس حوالي 220 ألف مستوطن يهودي، سيصبحون جزء من القدس، بعد استكمال المخططات الاستيطانية الإسرائيلية. ودعا السلطة الفلسطينية والعالم العربي إلى الضغط على المجتمع الدولي للجم النشاطات الاستيطانية في القدس المحتلة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أن "ما تقوم به إسرائيل أكبر من إمكانيات الفلسطينيين والعرب، وبالتالي هناك حاجة لتدخل المجتمع الدولي، وإلا فليس من المستبعد أن نفقد القدس بشكل كامل". وأعرب الحموري عن اعتقاده، أن تصريحات الرئيس الأمريكي جورج بوش، أن العام 2008 الحالي، هو عام حاسم ، تترجمه إسرائيل على أرض الواقع، من خلال محاولة حسم موضوع القدس بشكل كامل لصالحها، مشيرا إلى تصريحات بوش،خلال وجوده في فلسطين الشهر الماضي، حيث قال أن هناك وقائع على الأرض لا يمكن تجاهلها، ويقصد بذلك الوقائع التي فرضتها إسرائيل على مدينة القدس المحتلة. وأوضح الحقوقي المقدسي، أن السلطة الفلسطينية أخطأت، حين قبلت بتأجيل موضوع القدس إلى محادثات الوضع النهائي، بدون ضمانات، وكان من المفترض أن تحصل على ضمانات، تلزم إسرائيل، بعدم القيام بأي تغييرات من شأنها أن تخل في مكانة القدس وسكانها، وهذا ما لم يحصل، وما حصل هو العكس، حتى بعد توقيع اتفاق أوسلو، أغلقت إسرائيل كافة المؤسسات الفلسطينية في القدس، لأنها تحصل على تمويل من جانب السلطة الفلسطينية، بينما أطلقت إسرائيل يدها في القدس، وقامت بتنفيذ ما تريد من مشاريع استيطانية. وحول تكثيف إسرائيل ،فتح الأنفاق، أسفل مدينة القدس المحتلة، قال الحموري: إن الإسرائيليين يحاولون خلق تاريخ لهم في القدس المحتلة، بعد أن فشلت جميع الحفريات التي قاموا بها طوال السنوات الماضية، في اكتشاف أي شيء يربطهم بمدينة القدس، أو يدل على وجود يهودي في هذه المدينة، وبالتالي هم يحاولون خلق واقع جديد. وأشار إلى أن إسرائيل، ومنذ مؤتمر أنابوليس، صعدت من وتيرة نشاطاتها الاستيطانية في القدس المحتلة "فلا يكاد يمر يوم دون أن يكون هناك شيء جديد في هذا المجال، إضافة إلى تصاعد الانتهاكات التي يتعرض لها المواطنون المقدسيون من مصادرات للأراضي، وسحب لهوياتهم، وتسارع وتيرة هدم المنازل، بشكل يومي، والحجوزات على الأملاك، وفرض ضرائب باهظة على المنازل والممتلكات، وتصاعد وتيرة تحصيل الضرائب المختلفة من السكان والتجار". وأضاف، أن إسرائيل "لجأت إلى أسلوب جديد من خلال الزعم أن هذه المخططات قديمة، ولكن هذا يكشف أنهم كانوا يحضرون للاستيلاء على القدس وتهويدها". وأوضح الحموري، أن إمكانيات المقدسيين لمواجهة المخططات الإسرائيلية لتهجيرهم من القدس "ضعيفة، فهناك أسرة مقدسية تسكن داخل بئر، وأخرى حولت المحلات التجارية إلى بيوت"، مشيرا إلى أن هذا "يثبت مدى صمود المقدسيين في وجه المخططات الإسرائيلية، ولكن هناك علامات سؤال، إلى متى سيستمر هذا الصمود، في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها السكان المقدسيون؟".


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني