PCP

يا عمال العالم اتحدوا

نحو شرق أوسط خالي من أسلحة الدمار الذرية " ديمونا"

ديمونا تقع في النقب جنوب فلسطين المحتلة، تبعد عدة أميال عن بئر السبع وجنوب الخليل، وعشرة أميال أفقية عن الأردن. ـ مفاعل ديمونا ـ يعتبر تقريبا الأقدم في العالم ، بنته فرنسا في أواسط الخمسينيات من القرن الماضي. المنطقة المقام فيها المفاعل معزولة تماما ومحاطه بالسرية التامه ويعتبر حتى ذكر اسمها من المحرمات، حاول الخبير النووي اليهودي فعنونو قبل عشرين سنه في مؤتمر صحفي مع طاقم بريطاني التعرض لمخاطره وتسريباته النوويه، فحكم عليه بالسجن الفعلي خمسة عشر عاما، وبعد إخلاء سبيله وضع تحت الإقامة الجبريه ومنع من التحرك أو السفر خارج البلاد. منذ عشرة سنوات يلاحظ أحد خبراء الصحة في فلسطين، انتشار محتلف أنواع الأمراض السرطانية النادرة والفتاكه، خصوصا في منطقة بئر السبع وجنوب الخليل، في صور موثقه وأرشيف كامل لمئات الحالات، والتي أصبح العديد منها في عداد الأموات. وقد انتبهت في الآونه الأخيره بعض وسائل الاعلام الاسرائيلية وتجرأت ولو متأخره جدا لإجراء لقاءات واستفسارات حول المخاطر المذكوره ممن يعتقد أنهم على دراية تامة في الموضوع، منذ بناء هذا المفاعل تحاول اسرائيل وبالتواطىء الأمريكي والغربي التستر والتعتيم الكامل عليه وكأنه غير موجود، وجرى اسكات أي دولة تجرأت وطالبت بالكشف عنه على غرار ما يجري برعونه مع كوريا الشمالية وإيران، ومارست اسرائيل في هذا الصدد سياسة الغموض، فهي لم تعترف ولم تنكر وجوده. وبعد حادثة فوكوشيى الرهيبة في اليابان، تنامت المخاوف لدى بعض أصحاب الضمير، فكتب البرفسور هيلل شوفال، رئيس قسم علوم الصحة البيئية في جامعة هداسا في مقال صحفي في جريدة هأرتس: يقول، لقد وقعت 29 حادثة نووية كبيرة وصغيرة في العالم، وسببت أضرار بيئية هائلة وقدم مثال تشيرنوبل في أوكرانيا التي تعرض فيها ستة ملايين للإشعاع، وجرى إخلاء 300 ألف انسان، وتلويث منطقة تقدر مساحتها بنصف مساحة ايطاليا، غير الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية والسياسية، ويقول أن إسرائيل بالمقارنة دولة صغيرة ومكتظة وسيكون الضرر عليها كبير جدا في حالة حدوث حالة مشابه ـ وأقصد هنا انفجار مفاعل ديمونا العتيق المترهل ـ وأخر مثال انفجار المفاعلات النووية الثلاث في اليابان "فوكوشيى" التي كلفت اليابان حسب المصادر الرسمية 220 مليار دولار، غير المشاكل البيئية والصحية والجينيه حتى تسمم الأسماك التي يعتمد الشعب الياباني في غذائه عليها أما بالنسبة إلى ديمونا فإن انبعاث الغازات الدفيئة والدقائق العضوية وملوثات الجو الكيماوية، تسبب مختلف أنواع السرطانات القاتلة والآخذه في الانتشار في مختلف أرجاء البلاد. أما الخطر الأكبر يكمن في انفجار هذا المفاعل بسبب أي عامل طبيعي أو غير طبيعي، إذ أن فلسطين التاريخية مرشحة منذ فترة طويله، حسب خبراء الزلازل في معهد رامبام ـ حيفا ، لأكبر زلزال عرفته البلاد ، منذ الزلزال الأكبر عام 1927، والمرتقب حسب المعهد في أي لحظة ، هنا ستغرق البلاد الشرق أوسطية بدون استثناء بما فيها تركيا إيران جنوب روسيا ومصر في الوحل النووي إضافة إلى ما يسببه الزلزال نفسه من مآسي بشرية وكأنها القيامة. إننا نحذر وبأعلى صوتنا من هذا الخطر الداهم، الذي لا يفرق بين أحد، وسيحرق الأحضر واليابس، وستفنى النفس البشرية بسبب الاكتظاظ السكاني. إن على أمريكيا بالدرحة الأولى والغرب تقع المسؤوليه الأخلاقيه للضغط على إسرائيل من أجل إغلاق هذا المفاعل قبل فوات الآوان، واجبارها على إيجاد أي وسائل أخرى للطاقة. مفاعل ديمونا سيكون فوكوشيى الشرق أوسطي، فعلينا جميعا التحلي بالمسؤولية العالمية والعمل معا من أجل ايقاف الموت الزاحف. وختاما نقول يا شعوب الشرق اتحدوا من أجل إغلاق مفاعل ديمونا . الخبير الصحي الرفيق زاهد العلمي(مجلة الوطن المجلة المركزية للحزب الشيوعي الفلسطيني)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني