PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الزَّيدي حراً تحية إلى المناضل منتظر الزيدي بمناسبة تحريره من سجون عملاء الاحتلال

الزَّيدي حراً تحية إلى المناضل منتظر الزيدي بمناسبة تحريره من سجون عملاء الاحتلال في مدينة ــ إيفس ــ اليونانية وفي حوالي العقد الثاني من القرن الرابع قبل الميلاد، أقدم بائع السمك ــ هيروسترات ــ على إحراق معبد ــ أرتيميدا ــ في هذه المدينة، ويُحكى أن هذا المعبد قد استغرق بناؤه قرابة العشرين عاماً، على أيدي عشرات الألوف من عمال ومهندسين، وتقول إحصائية يونانية أن قرابة الألفين من العمال قضوا إبان إنجاز المعبد، ويقول من أرَّخوا لهذا الصرح المعماري العظيم أن أحفاد هوميروس وأسخيلوس وسواهما من عظماء الإغريق قد وضعوا عصارة فكرهم المعماري في التصميم الهندسي لهذا الأثر التاريخي العظيم ليكون الشاهد على حضارتهم. وبعد إقدام المجرم ــ هيروسترات ــ على إضرام النار بالمعبد التي أكلت كل موجوداته وقتلت المئات فيه من المتعبدين، ترأس ــ كليون ــ قاضي قضاة مدينة إيفس المحكمة التي شُكلت لمحاكمة ــ هيروسترات ــ وسأل كليون المجرم عن الأسباب التي دفعته لارتكاب هذه الجريمة، أجاب ــ هيروسترات: ــ بما أنني لم أؤت ما أوتي به العظماء من الداخلين في التاريخ، قررت إحراق هذا المعبد بعد أن رأيت حلماً في ليل أمس أن ــ أرتيميدا ــ مسكون بالشياطين مما يهدد أرواح اليونانيين والسفن التي تعبر بحر «مرمره(1)» وتبتاع أسماكي وهنا أدرك القاضي كليون أن هيروسترات ليس مجنوناً كما جاء في دفوع محاميته ــ كليمنتينا ــ زوجة حاكم «إيفس»، بل تيقن القاضي أن بائع السمك أقدم على ارتكاب جريمته وهو بكامل ملكاته العقلية والنفسية. ... وهنا، ألم يُقدم بوش أمريكا على إحراق العراق بمن فيها من بشر وآثار تحت كذبة ليس أوقح بأن العراق يمتلك أسلحة دمار شامل مما يهدد حياة البشرية بالخطر؟ .. وحرصاً منه على أمن المعمورة كما أدعى حمل أغلظ عصيّ ديمقراطيته الصهيونية وأشاع الموت والدمار تحت هذه الذريعة المبتدعة بأكثر أوطان الدنيا حضارة وثقافة .. إذاً قرر ــ جورج بوش الابن أن يدخل التاريخ سفاحاً رهيباً متفوقاً على أبيه وعلى من سبقوه من عتاة طغاة. متوجاً جريمته بيد ربيبته إسرائيل عندما سحقت همجيتها بآلة فتكه عظام الأطفال وأمهاتهم في غزة فلسطين. .. وبالعودة إلى أستاذه ــ هيروسترات ــ تساءلنا. ما العقاب الذي أنزلته محكمة ــ كليون بهيروسترات وقتذاك؟ .. فعلى حدّ علمنا أن القضاء الرسمي اليوناني لم يتمكن من تنفيذ عقوبة الإعدام بحق المجرم الذي تدخلت لحمايته أميرة ــ إيفس ــ كليمنتينا ــ وأسقط بيد القاضي الذي كان يلقب بالشمس في بلاده. وبالمقارنة وربما بالمقاربة بين حذاء الصحفي العراقي منتظر الزيدي وتنفيذه لأعدل الأحكام بحق الرأس الهيروستراتية البوشية وبين ما يسمى بمحاكم العدل الدولية أو تحت أية مسميات جاءت من مجلس أمن دولي إلى ما هنالك، سنجد أن محاكم أحذية الشعوب أعدل بما لا يقاس من هذه المحاكم «القزلاء(2)» والنبراس كان أشجع أحذية هذا الزمان، حذاء منتظر الزيدي. 2 ــ حذاء منتظر.. وعذراً منتظر، إذ أسوق مقاربة بين حذائك ورأس بوش إذ لا تجوز المقاربة بحالٍ من الأحوال، فحذاؤك الذي انتظرناه طويلاً دخل التاريخ جسوراً مقداماً وعلى صهوة فضاء قاعة تحرسها الذئاب، بينما رأس بوش دخلت التاريخ مطأطئة مهانة مهزومة، وقد رأتها عيون الكون وهي تروغ عن التسديدة السهمية المُحكمة. .. لا لم يكن الإعلامي البطل منتظر الزيدي هيروستراتياً أبداً، بل كان الثأر لعراقه يخترقه حتى مخ العظام إذا وجد لابدّ بلحظةٍ يعلن فيها لهذا العالم الرسمي المنحاز للمفترس ضد الفريسة، فالزيدي عقد العزم بكل فروسية المقاوم وبنكران ذاتٍ قلّ نظيره أن يقول للغازي المتغطرس إن حذائي من سيحاكم يا بوش رأسك الهيروستراتية. وتشكلت يا للعار من الأذناب محكمة عراقية ــ وعذراً يا عراق السيّاب والنوّاب ــ ويجيب الحذاء، بعد أن أبى صاحبه الشجاع أن يجيب، وسلوك غريب حدث في القاعة... .. حذاء الزيدي ينقلب على قفاه ويجاهر: إليكم سادتي القضاة مفصّل هويتي، أنا حذاء منتظر الزيدي، ولدت في اليوم الأول من غزو بوش أمريكا للعراق في حانوت حذاءٍ عراقيّ المطرقة والمخرز، ونمرتي تساوي عدد جنود بوش ودباباته ومن تدور رؤوسهم في فلك رأسه، واسمحوا لي أن أطلب من محكمتكم الموقرة أن تقوموا بإحصاء عدد شعرات فروة رأس سيدكم بوش لتضيفوها إلى محضر اعترافاتي، أقصد نمرتي، أما هوايتي، فهي الطيران بغير أجنحة نحو الرؤوس الجانحة، ويا لتعس حظي سادتي القضاة لم تتمكن شفاهي من تقبيل وجنتيّ الوجه الذي يممت نحوه، فقد راغت به رأس السيد الجمهوري ضيفكم بثعلبية بارعة، السادة القضاة إن ألمي الآن لا تشكل آلام أحذية الإنسانية نقطة في بحره، فأنا الحذاء المولع حدّ الدنف بتقبيل جباه الرؤوس التي لا تندى حياءً، ولكن لا بأس أيها السادة القضاة بما أننا دخلنا التاريخ معاً أنا حذاء منتظر الزيدي ورأس القاتل الهمجي المغتصب السيد بوش، أسجل احتجاجي هنا وأطلب من عدالة محكمتكم أن ترأفوا بحالي وتقبلوا اعتذاري ورفضي لإدراج اسم بوشكم بنفس الصفحة التي سترفعونها إلى السيد التاريخ. فليدخل هو من بوابة وأنا من بوابة أخرى، ووعداً مني إذا ما شاءت الصدف والتقينا في محفل ما، في قاعة ما، عند عمنا التاريخ سأبادر أنا حذاء الزيدي إلى المصالحة والتطبيع وأقفز إلى رأس بوش وانهال عليه لثماً وتقبيلاً لنحلـّق معاً في أجواء من الوله عاشقين أسطوريين... ــ لغط في القاعة ــ طرق القاضي بمطرقته طرقتين واهنتين ... ثم وبشيء من الرعب، رفع القاضي الجلسة للاستراحة بعد أن شاهد هيئة محكمته يتلمسون رؤوسهم وكذلك فعل هو وغادروا القاعة للتداول. مشهور خيزران


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني