PCP

يا عمال العالم اتحدوا

لماذا يعد «مركز بيريس للسلام» من منطلق اقتصادي...مخطط الحل لمسألة اللاجئين والقدس المحتلة؟

يبدو أن بعض المسائل الأساسية التي اتفق على التفاوض حولها بين الجانبين الإسرائيلي والفلسطيني والمرتبطة بالتسوية النهائية مثل قضية اللاجئين وحق العودة وقضية القدس والانسحاب الإسرائيلي منها لكي تصبح عاصمة الدولة الفلسطينية العتيدة، أصبحت مقترحات ومشروعات الحلول لها بأيدي المسؤولين عن المركز الإسرائيلي الذي أسسه بيريس باسم «السلام» في نهاية التسعينيات. فقد كشف موقع الإنترنيت الخاص بمركز «بيريس للسلام» أنه أسس مع مركز «مجموعة إيكس» الفرنسية التي ينسب اسمها لجامعة (سيزان إيكس) في مارسيليا وبمشاركة مركز (داتا) للدراسات والأبحاث التابع للسلطة الفلسطينية لجنة توجيه وتخطيط مشتركة من هذه المراكز الثلاثة قبل خمس سنوات لوضع الحلول المقترحة المناسبة للمواضيع التالية: 1- الأبعاد الاقتصادية لحل مشكلة اللاجئين الفلسطينيين. 2- أشكال التعاون الممكنة في موضوع القدس. 3- التعاون في تشكيل البنية التحتية وفي التجارة والعمل والإنماء في وادي الأردن بالاستناد إلى مشروع بيريس لوادي السلام بين الأردن وإسرائيل والأراضي الفلسطينية المحتلة منذ عام 1967. ويبدو أن دراسات كثيرة وخططاً ومقترحات جرى نقلها للجانبين الإسرائيلي والفلسطيني حول الحلول الممكنة من وجهة النظر الإسرائيلية بلا أدنى شك لمشكلة اللاجئين، ومشكلة القدس. ويكشف موقع (إيكس غروب) الفرنسي الذي يعمل بإشراف «مركز بيريس للسلام» وإدارة مشروع بيريس لوادي السلام الجديد بين إسرائيل والأردن والضفة الغربية أن «لجنة التوجيه» المؤلفة من إسرائيليين وفلسطينيين وفرنسيين قدمت نتائج أعمالها حول مسألة اللاجئين والقدس لأبو علاء قريع رئيس طاقم المفاوضات الفلسطيني حالياً، وعقدت معه اجتماعات عديدة كما قدمت هذه النتائج نفسها لمدير مكتب رئيس الحكومة الإسرائيلية (يورام توربوفيتش) وللمستشار السياسي لأولمرت (شالوم تورجيمان) ولمدير عام وزارة الخارجية الإسرائيلي (ابراموفيتش) ولرئيس المجلس الاقتصادي الإسرائيلي (مانويل تراجتينبيرغ) ولرئيس القسم الاقتصادي في القنصلية الأميركية في إسرائيل (جوناثان كاربينتر) ونائبه (ستيفين دواد). ويذكر موقع (إيكس غروب) أن ما جرى تقديمه من حلول ومقترحات انحصر في مسألة «حل مشكلة اللاجئين» و«الترتيبات التي يمكن وضعها لمستقبل القدس المحتلة» وأشار الموقع إلى إعراب قريع عن تقديره للأعمال التي قامت بها مجموعة (إيكس غروب) في هاتين المسألتين. وبالمقابل ذكر الموقع أيضاً أن مدير مكتب أولمرت أعرب عن ارتياحه من النتائج والحلول التي قدمتها المجموعة خصوصاً في معالجة المسائل الأساسية المرتبطة بالتسوية النهائية من منطلق توجه اقتصادي وخصوصاً ما تضمنته الحلول من براغماتية بارزة. ويذكر أن مركز مجموعة (إيكس) و«مركز بيريس للسلام» عقدا مؤتمراً في أيلول الماضي 2007 أطلقا عليه اسم: «المرحلة الثالثة من نتائج الأبحاث حول مسائل العمل والاقتصاد واللاجئين والقدس». وحضر المؤتمر ممثلون عن السلطة الفلسطينية وإسرائيل وأطراف دولية وكان بين المشاركين من إسرائيل مسؤولون في وزارة المالية والخارجية ومجلس الاقتصاد الإسرائيلي وإدارة التجارة الخارجية وبنك إسرائيل ومجلس الأمن القومي الإسرائيلي وجمعية الصناعيين الإسرائيليين، وشارك ممثلون عن الاتحاد الأوروبي ووزارة الخارجية الفرنسية وصندوق النقد الدولي. وحضر إلى المؤتمر حاييم رامون نائب رئيس الحكومة الإسرائيلية ووزير الاقتصاد الفلسطيني. والسؤال الذي يطرح نفسه بعد هذه الحقائق: أليست مسألة اللاجئين سياسية ترتبط بحق العودة وقرارات الأمم المتحدة الملزمة للجميع؟ أو ليست مسألة القدس سياسية وترتبط بالانسحاب منها تنفيذاً لقرارات الأمم المتحدة؟ فمن الذي أدخل مثل هاتين المسألتين إلى نفق الحلول الاقتصادية، والمالية، وأشكال التعاون مع إسرائيل فيهما؟ يبدو أن مشروع «وادي السلام» الذي تبناه ووضع مخططه مركز بيريس للسلام هو الذي يجري الاستناد إليه بين هذه المجموعات الثلاث الرسمية الإسرائيلية، والفلسطينية والدولية والأوروبية علماً أن هذا المشروع لا يستند إلا إلى حلول ترتبط بهيمنة إسرائيل الاقتصادية على الضفة الغربية وقطاع غزة والأردن ولا يعترف ولا يقبل بالاعتراف بضرورة الانسحاب من القدس المحتلة منذ عام 1967 ولا بتنفيذ قرار حق العودة للاجئين، فهل تعد هذه المجموعات الثلاث نسخة أخرى عن اتفاقات أوسلو لعرضها وتقديمها على طاولة المفاوضات النهائية حول اللاجئين والقدس للتوقيع عليها تحت اسم «اتفاقات مارسيليا» هذه المرة؟ لقد عقدت مجموعة «إيكس» سلسلة مؤتمرات منذ تأسيسها تحت إشراف «مركز بيريس للسلام» عام 2002 وكان المشاركون فيها من مختلف دول العالم وكان جدول عملها يحمل دوماً نفس هاتين المسألتين المركزيتين في الصراع العربي- الإسرائيلي.. اللاجئين والقدس. وكان الجانبان الأساسيان في هذه المؤتمرات الإسرائيلي والفلسطيني يعربان دوماً عن تقديرهما وإعجابهما بنتائج هذه المؤتمرات والحلول المقترحة المنبثقة عنها. إن هذه المجموعة «إيكس» ومؤتمراتها تشارك في الاطلاع على وثائقها وفي مفاوضاتها شخصيات رسمية إسرائيلية كالتي ذكرت أسماؤها وهي جميعاً أعضاء في طاقم المفاوضات الإسرائيلي الذي يجري الآن مفاوضات برئاسة تسيبي ليفني وزيرة الخارجية الإسرائيلية مع السلطة الفلسطينية وهذا ما يجعلها ذات أهمية في تحديد ملامح أو أسس الحلول المقبلة. ولعل ما يجري حول القدس في هذه المجموعة والسيناريوهات التي تضعها لإبقاء القدس تحت السيادة الإسرائيلية التامة بموجب سياسة الحكومة الإسرائيلية وسياسة مركز بيريس للسلام هو «مفاوضات سرية» للتنازل عن الحقوق السياسية والوطنية العربية الفلسطينية في مدينة القدس. ولعل هذا ما يقودنا إلى فهم المعنى والأبعاد التي حملها تصريح أولمرت بأن موضوع القدس لن يجري التفاوض حوله في المفاوضات الجارية الآن بل في آخر مواضيع الحل النهائي كما يقودنا ذلك إلى اعتراف قريع بوجود مفاوضات سرية حول القدس رغم أن أولمرت ينفي نبأً كهذا. والسؤال الذي قد يطرحه هذا الواقع المضطرب في الأراضي المحتلة واستمرار الانقسام بين القطاع والضفة الغربية، بين السلطة الفلسطينية في رام الله، وحكومة هنية في قطاع غزة: هل ستحمل لنا السلطة الفلسطينية مفاجأة أخرى على غرار ما جرى في أوسلو الذي يراد الآن استيلاد تنازلات أخرى منه؟ المصدر : صحيفة الوطن بتاريخ 10/5/2008


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني