PCP

يا عمال العالم اتحدوا

بمناسبة الذكرى الثمانين لميلاده.. تواريخ مهمة في حياة الثائر الشيوعي تشي غيفارا

بمناسبة الذكرى الثمانين لميلاده.. تواريخ مهمة في حياة الثائر الشيوعي تشي غيفارا صوت الشعب» العدد 188 (1682) 21 ــ 28 حزيران 2008 تمر في هذا الشهر /14/ حزيران الذكرى /80/ لميلاد ثوري من طراز جديد هو تشي غيفارا ولأن الثورة واحدة والأهداف مشتركة في رفع الظلم عن البشر وتحقيق المساواة والعدالة الاجتماعية فلابد من تذكر حوادث وتواريخ مهمة في حياة هذا الثائر الذي قل أمثاله. سأتناول مقتطفات من حياته بتواريخ مهمة لنرى استثنائية الرجل الثوري في التخلي عن الحياة السعيدة في سبيل قضيته ومبادئه وإيمانه بمبادئ العدالة الاجتماعية والفكر الاشتراكي وأهمية الثورة العالمية ضد الإمبريالية المتوحشة. ولد أرنستو غيفارا في /14/ حزيران في روساريو ــ الأرجنتين وهو الولد البكر لأرنستو غيفارا لينتش وسيليادي لاسيرنا ومعه في العائلة ابنتين وأخوين ليصبح المجموع خمسة أولاد لعائلة تنتمي للطبقة الوسطى ولا تعاني من مشاكل مادية. في عام /1930/ تلقى الطفل غيفارا أولى هجمات الربو ولاحقه المرض طول حياته وتنتقل الأسرة بعد ذلك لتعيش في «آلتاغارسيا» مقاطعة كوردوبا ــ حيث المناخ الصحي. /1947/ كانون الثاني ــ ينتسب غيفارا إلى كلية الطب في جامعة بيونس أيرس. /1950/ ــ يسافر أرنستو تشي غيفارا إلى كافة أنحاء الأرجنتين. /1952/ ــ بالتعاون مع صديقه ألبرتو غراندو ــ الكيميائي وزميله في الدراسة ينظمان رحلة على الموتوتسيكلات وجالوا كل دول أمريكا الجنوبية «تشيلي ــ البيرو ــ كولومبيا ــ فنزويلا» ويقضي معظم أوقاته في إقطاعية لقاضي في خوامبو وقد ارخ لرحلته هذه في كتابه «أيام موتورية» وتم تصويره كفيلم سينمائي في عام /2003/ بإنتاج مشترك أرجنتيني ــ أمريكي. /1953/ 12 تموز وبعد أشهر من عودته إلى بيونس أيرس ــ أرنستو ينهي دراسته ويحصل على دبلوم في الطب باختصاص ــ جلدية. /1953 ــ 1954/ ــ يقوم في رحلته الثانية إلى أمريكا اللاتينية وبصحبة اثنين من أصدقائه، يسافران إلى بوليفا ــ ويزور أمريكا الوسطى ــ باناما ــ كوستاريكا ــ غواتيمالا. /1954/ ــ يذهب إلى المكسيك بعد ملاحقته في غواتيمالا إثر الانقلاب الديكتاتوري. /1955/ ــ يتزوج من اليدا غاديا الثائرة من البيرو وينجب منها ابنة اسمها أيضاً اليدا وقد مارس مهنة الطب قليلاً هذا العام. تموز من نفس العام يتعرف أرنستو على فيدل كاسترو الذي كان يخطط للثورة المسلحة في كوبا ويبدأ مع ثوريين آخرين كوبيين للتجهيز لهذه الثورة والعودة إلى كوبا. /1956/ ــ اعتقل أرنستو لمشاركته في التجهيز للثورة المسلحة والعودة إلى كوبا، وفي حزيران يُحكم عليه بالسجن في مدينة المكسيك. /2/ كانون الأول ــ الكتيبة المسلحة لفيدل كاسترو وتشي غيفارا تنزل رحالها على الشاطئ الجنوبي لكوبا بواسطة السفينة «غرانما». /18/ كانون الأول: يُجرح تشي غيفارا في أول معركة تخوضها الكتيبة المسلحة في معركة حامية وفاصلة ولكنه يبقى حياً مع /18/ آخرين من أصل مجموع رفاقه البالغ عددهم /82/ ثائراً بالصراع قرب «آليغريا دي بيو» وينجحون في البقاء أحياء ليكونوا نواة الجيش المسلح المنتفض بقيادة فيديل كاسترو ويبدؤون حرب أنصار في جبال سيرا مايسترا. /5/ تموز /1957/ ــ يحصل تشي على رتبة «كوماندان تشي ــ قائد» وهي أعلى تسمية في الجيش المنتفض. نهاية العام تدخل حرب العصابات المسلحة مرحلة حاسمة مصيرية وفي معسكر الجبل يجري تشي غيفارا محاولة لإصدار مجلة «كوبا الحرة ــ Cuba Libre». /29/ كانون الأول ــ يشارك في المرحلة النهائية لمعركة سانتا كلارا. /31/ كانون اول ــ يهرب الرئيس باتيستا على سافتودو مينوغو العام /1959/. الأول من كانون الثاني يدخل الثوار بقيادة تشي غيفارا سانتا كلارا. الثاني من نفس الشهر ــ الفصائل المسلحة للأنصار تدخل بشكل احتفالي العاصمة هافانا وتحتل كابانيا. التاسع من شباط يتلقى تشي مرسوماً رئاسياً بمنحه الجنسية الكوبية. الثاني من حزيران ينفصل تشي غيفارا عن زوجته اليدا غاديا وبعد يومين يتزوج من اليدا مارتش التي ينجب منها طفلين وطفلتين. /13/ حزيران ــ /5/ أيلول ــ وبصفته سفيراً فوق العادة ذا صلاحيات خاصة، يسافر إلى افريقيا وأوروبا وآسيا ويزور مصر ــ السودان ــ الباكستان ــ الهند ــ بورما ــ اندونيسيا ــ سيلان ــ اليابان ــ المغرب ــ يوغسلافيا ــ إسبانيا. السابع من تشرين الأول ــ الرئيس فيديل كاسترو يعينه مديراً للتطوير الصناعي في المعهد الوطني الكوبي من أجل تحديث الزراعة ومكننتها. /26/ من تشرين الثاني يتم تعينه مديراً للبنك الوطني الكوبي. عام /1960/ ــ آذار ــ ينهي تحرير كتابه /حرب الأنصار/ ويتم طبعه للمرة الأولى في هافانا ــ أيار. وفي تشرن أول من نفس العام يسافر كعضو في الوفد التجاري الكوبي إلى الصين ــ تشيكوسلوفاكيا ــ ألمانيا الديمقراطية ــ الاتحاد السوفييتي. /1961/ ــ عام التدخل الأمريكي في الجزيرة الثائرة. /23/ ــ تشرين الثاني ــ أعفي من مهامه كمدير للبنك الوطني ويتبوأ وزارة الصناعة. /17/ نيسان ــ الحملة الأمريكية في «بلا يا خيرون» ويصبح غيفارا عضواً في المجلس العسكري للدفاع عن كوبا. وفي آب من نفس العام يقوم بتمثيل كوبا في لقاء دولي في الأورغواي ويسافر بعدها إلى بيونس أيرس ويلتقي سراً مع الرئيس الأرجنتيني أرتورو فرونديزي وفي طريق عودته إلى كوبا يزور البرازيل حيث يقلده الرئيس خوان كواردوس وسام «كروز ديل سور». /1963/ ــ يرسل في هذا العام وفي شهر تموز ــ مجموعة من الثوار لكي يشعلوا الثورة في المناطق الشمالية للأرجنتين وأنهى بهذا الوقت كتابه «طرق النضال الثوري». وفي آب ــ أيلول ــ يسافر إلى مالي ــ غينيا ــ غانا ــ داهومي ــ تنزانيا. وفي كانون الأول ــ يشارك تشي غيفارا في الاجتماع العام لهيئة الأمم المتحدة. وفي عام /1964/ ــ وخلال آذار يقوم بزيارة إلى جمهورية الصين وفي نيسان من نفس العام يزور باريس والجزائر، وفي تشرين الثاني يزور الاتحاد السوفييتي للمرة الثالثة. وفي /11/ كانون الأول ــ يلقي خطاباً في هيئة الأمم المتحدة أمام الاجتماع العام للجمعية العمومية. وفي /17/ كانون الثاني ــ يغادر نيويورك، ومن خلال كندا يسافر إلى الجزائر. وفي عام /1965/ وخلال شهري آذار وكانون الثاني يزور مالي ــ البرازيل ــ الكونغو ــ غينيا ــ غانا ــ مصر ــ داهومي، وفي نهاية كانون الثاني يقوم من جديد بزيارة إلى الجزائر وباريس. وخلال شهر شباط يزور تانزانيا ويشارك بعدها في اللقاء الثاني الآسيوي ــ الأفريقي للتعاون الاقتصادي في الجزائر. ويلتقي في /3/ آذار من هذا العام الثوار الكونغوليين ويزور الصين سراً. ويعود في نفس الشهر إلى هافانا حيث يرى كتابه «الاشتراكية والإنسان» النور طباعة في كوبا. وتدخل حياته كثوري من الطراز الجديد مرحلة جديدة، إذ فضل الذهاب لإشعال الثورة العالمية حيث أمكن متخلياً عن جميع المناصب الحكومية رسمياً، وبعد أن كتب رسائل اعتذار إلى أولاده وأهله وفيديل كاسترو. وفي حزيران ــ يذهب سراً إلى الكونغو من خلال القاهرة. وفي /8/ كانون الأول، وفي الاجتماع الدوري العام للجنة المركزية للحزب الشيوعي الكوبي، يعلن فيديل كاسترو في رسالة بأن تشي غيفارا تخلى عن الجنسية الكوبية وكل المناصب في كوبا. /1965 ــ 1966/ ــ يذهب إلى الكونغو، وتحديداً القسم المحتل من بلجيكا، حيث كان يجهز الثوار، ولعدم تلقيه الدعم من السكان المحليين يعود إلى كوبا، وقال بأن مهمته قد فشلت في الكونغو. وذلك في آذار /1966/ ــ وفي نفس العام بين شهري آذار وحزيران ــ يسافر إلى الأوروغواي ــ البرازيل ــ البارغواي ــ الأرجنتين ــ بوليفيا. وفي عام /1967/ وتحديداً /23/ آذار ــ الفصائل المسلحة الثورية في بوليفيا تحت قيادة تشي غيفارا تحرز أول نصر عسكري على الجيش البوليفي. /10/ نيسان ــ تشتت جديد للفصائل المسلحة الثورية بقيادة تشي. /14/ أيار ــ يكتشف الجيش البوليفي المعسكر الرئيسي للثوار قبل قليل من إخلائه. وفي الثامن من تشرين الأول تقع المعركة في موقعه كيبراوادي يورو بجانب مدينة فيليفرا ندي ــ بوليفيا ويسقط الجريح تشي غيفارا في الأسر وقد دبرت العملية وكالة المخابرات المركزية الأمريكية. وفي /9/ تشرين الثاني وبأوامر من الحكومة في واشنطن يُعدم تشي غيفارا رمياً بالرصاص وأعلنت الحكومة البوليفية خبر وفاته. في العام /1968/ من شهر حزيران: يرى النور كتابه (يوميات بوليفيا). وفي العام /1997/ 28 حزيران، مجموعة من العلماء الأرجنتينيين والكوبيين يكتشفون قبر تشي ومعه ستة من رفاقه بالقرب من فيليفراندي وينقلون رفاتهم إلى سانتا كلارا. وفي العام /2007/ في الخامس والعشرين من كانون الأول يقوم العميل السري لوكالة المخابرات المركزية الأمريكية السابق غوستافو فيولدوا والذي كان يطارد تشي بعرض بعض من أشيائه الشخصية في مزاد علني ومنهم خصلة من شعره، وقامت الحكومة الكوبية بشرائهم. وباستعراض شخصية تشي غيفارا يدرك المرء أهمية تجربة هذا الثوري المتميز. فقد أثارت شخصيته الكثير من التساؤلات والنقاشات على مستوى العالم. هو بالنسبة للكثير من الناس يمثل رمزاً للنضال الدائم والمتواصل للشعوب المقهورة في دول أمريكا اللاتينية وأفريقيا من أجل المساواة والعدالة الاجتماعية ويدعونه بالثوري الرومانسي الحالم الأخير للقرن العشرين، وأصبح اسمه رمزاً ملاصقاً للروح الثورية والمنتفضة لكل ثائر. محفوراً في الذاكرة نكرانه للذات وتضحيته من أجل قضية الثورة، وذلك في المواقف السياسية لكوبا الثائرة، حيث طبق طرقاً مثالية في إدارة الدولة وإرادة التغيير في إدارات الدول ليس فقط في أمريكا اللاتينية ولكن في كل دول العالم. وبرأيي هنا تكمن مأثرة غيفارا كثوري من الطراز الجديد لجيل جديد من الثوريين حيث يمكن القول إنه الثوري الأخير بين مجموعة من الثوريين الذين فضلوا أن يضحوا بكل شيء ويقضون موتاً من أجل المثل الثورية بدل التمتع كل يوم بملذاتهم الشخصية ويعيش سعيداً طوال حياته بعد أن تخلى عن جميع المناصب طوعاً وبإرادة شجاعة نادرة ليذهب إلى الثورة العالمية لتحرر الإنسانية من نير الاستغلال والفقر والاستعمار وخصوصاً في دول ما كان يسمى العالم الثالث. غيفارا الحي دائماً نال إعجاب حتى أعدائه في المعسكر الإمبريالي الآخر ولنرى ما كتبته في تقريرها وزارة الخارجية البريطانية لأكثر شخصية تأثيراً في كوبا عام /1967/: «إنسان محب للعمل وذو إمكانيات ذاتية كبيرة وهو الأكثر موضوعية ودماثة أخلاقية بين الأوساط الحاكمة، فهذا الأرجنتيني الملتحي بصفاته وهيئته العسكرية وملامحه الايرلندية يثير إعجاب الكثير من الرجال والنساء وهو لغاية /1964/ الرجل الأكثر تأثيراً في كوبا بعد فيديل كاسترو» وطبعاً هذه الشهادة الآتية من ثعالبة السياسة البريطانية لا تخفي مدحاً وتقليلاً من ثوريته في نفس الوقت حيث يختبئ خبثهم وراء الكلمات وبين سطور الصفحات. أسطورة غيفارا في العام /1999/ جددت المجلة الأمريكية المشهورة / التايم/ أرنستو واحداً من رموز القرن العشرين. وبعد مقتله، فإن مظهره العام وصورته وشخصيته أصبحت أكثر شهرة. كسب الرسم الموزع له في كافة أنحاء العالم والذي رسمه صدفة المصور الكوبي ألبرتو كوردا في الأحداث المأساوية عام /1960/ وأبهر العالم من خلال ذلك وأصبح إلى اليوم رمزاً للنضال من أجل العدالة والحرية. إن الذكرى الـ /80/ لميلاد هذا الثائر مناسبة تذكر أجيال الشباب والثوريين وتلهم شعوبنا التي تخوض أشرف معاركها دفاعاً عن حقها وصون استقلالها ورفض الهيمنة الأمريكية الإسرائيلية على المنطقة، وإن شعارات حزبنا الوطنية والطبقية العريضة تعبر في جوهر الجوهر ما أراده هذا الثوري للشعوب السائرة نحو الحرية. فعلى صفحات جريدتنا «العمل من أجل أوسع جبهة عالمية للنضال ضد الإمبريالية الأمريكية» والشعار الثوري الآخر بـ «وطن حر وشعب سعيد سنمضي إلى ما نريد»، هذا ما تلهمنا إياه مناسبة الذكرى الـ /80/ لميلاد الثائر تشي غيفارا. م. نايل الحي


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني