PCP

يا عمال العالم اتحدوا

سقف العالم التاريخ يمشي على قدمين

مسلسل سقف العالم هو جديد المخرج نجدت أنزور، ويعود أنزور فيه الى التعاون مع الكاتب والصحفي حسن م يوسف مؤلفا بعد «نهاية رجل شجاع» و«أخوة التراب» و«البحث عن صلاح الدين». ويستعيد هذا المسلسل مخطوطا عربياً قديماً ضاعت كل نسخه الأصــــلية، فلم يبق منه سوى ما اقتــــبسه الرحالة العرب في كتبهم. ويقول الكاتب حسن م يوسف في لقاء للثورة: ترجمت رسالة ابن فضلان, إلى اللاتينية خلال العصور الوسطى، ومنها إلى العديد من اللغات, وقد كرس البروفسور النرويجي فراوس دولوس كل حياته لإعادة بناء رسالة ابن فضلان من خلال بقايا النص العربي ومختلف الترجمات المتوفرة, وقد أنهى دولوس عمله ونشر فصلين من الكتاب قبل أن يموت عام 1953, وبعد ذلك بعقدين وقعت محصلة جهد دولوس بين يدي روائي أمريكي يدعى مايكل كريشتون فخلص النص من معظم الهوامش التي يرزح تحت وطأتها وأعاد نشره كرواية. الكاتب قام بترجمة وجمع ما توفر من مخطوطات وكتب، وحوله إلى مسلسل يروي مغامرة كاتب عربي شاب أوفده الخليفة المقتدر إلى بلاد الصقالبة البلغار ثم إلى الدنمارك... من خلال ما كتبه ابن فضلان عن مغامراته مع الشماليين، ورصده طريقة عيشهم وتفاصيل حياتهم اليومية. ويمارس الكاتب لعبته الأثيرة في الانتقال بين الماضي والحاضر، كما فعل في مسلسل البحث عن صلاح الدين حين كان يمارس حوارا افتراضيا مع مفكر غربي في وقفات تحليلية مهمة، ولا تجرح البنية الدرامية للعمل، فيتنقل بين رحلة ابن فضلان وأزمة الرسوم الدانماركية عن الرسول لتكتمل اللوحة بعقد مقارنة بين زمن ابن فضلان والزمن الحالي. واسم المسلسل كان عنواناً لسلسلة من المقالات التي كتبها عن زيارته النروج والبلدان الاسكندنافية أواخر الثمانينات من القرن الماضي، حيث روى مشاهداته وتفاصيل رحلته الى «سقف العالم» كما أطلق على النروج آنذاك. ويعتبر هذا المسلسل مقاربة موثقة من شاهد عيان لمجتمعين مختلفين قبل ألف عام: مجتمع الشماليين البدائيين والمجتمع الإسلامي المتقدم حينذاك. التصوير تم في ثلاث بلدان سورية، لبنان، الدانمارك يبقى ان نشير الى ما حصل من لغط حول المسلسل كاد ان يوقف انتاجه، حيث اشترطت الـLBC مقابل شراء حقوق البث الحصري للمسلسل أن تسند البطولة إلى ممثل مصري بحجة أن هذه رغبة الجهة الراعية، وهي شركة إعلانات سعودية، ورغم أن أنزور معروف بتعامله سابقاً مع ممثلين عرب من مختلف البلدان العربية إلا انه رفض هذا الفرض، وبنتيجة المفاوضات تم الاتصال بخالد النبوي فطلب مليون دولار مقابل الدور، ثم دخل التلفزيون الليبي على الخط لشراء المسلسل، فحلت العقدة و تم التعاقد مع الفنان الشاب قيس الشيخ نجيب لأداء دور ابن فضلان، وهو يؤديه بحساسية عالية وبنجاح لافت على الأقل مما شاهدناه حتى الآن، من الأسماء المشاركة أيضا منى واصف، سلاف فواخرجي، محمد مفتاح، دينا هارون، وديمة قندلفت، وجيني اسبر. إشكالية الشرق والغرب أو الشمال والجنوب، المركز والأطراف، كلها وجوه لمعضلة واحدة يتأكد لنا من خلال هذا المسلسل أنها لن تحل إلا بمشاركة الجميع، وبتحقبق العدالة على كل المستويات، فالتاريخ لا يمشي على رجل واحدة.


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني