PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الحرية إبداع ومسؤولية

يقال إن المسؤولية تنبع من الاختيار الحر، وكلما تنامت روح الحرية في النفس البشرية تسامت مسؤوليتها وارتقت الى مراتب رفيعة تجسد مدى ملاءمة هذه الحرية مع مستوى الرقي الحضاري الذي يستطيع الانسان أن يحققه في حاضره ومستقبله.. ويقدم لنا التاريخ نماذج واضحة لما حققته الشعوب الحرة من رقي وحضارة فيما نرى الشعوب التي رزحت تحت نير الطلم والدكتاتورية والظلم كيف انهارت وتحطمت؟ ولا شك في أن الانسان الحر هو الأقدر على العطاء والتقدم من الإنسان مسلوب الحرية والكرامة - على أساس أن الحرية تمتزج مع الشعور بالكرامة - فالقيود مهما كان شكلها المعنوي أو المادي ليست سوى سلاح يفتك بالمقيدين ويحول دون انطلاقهم وإمكاناتهم وإبداعاتهم.. وليس معنى الحرية كما يفهمه البعض تفلتاً من كل شيء.. بل على العكس تماماً، فالإنسان الحر هو إنسان مسؤول منضبط، يعرف أنّ حريته تنتهي عند الاعتداء على حرية الآخرين.. وأي حرية لا تراعي قيم المجتمع وضوابطه الدينية والأخلاقية والسياسية والأمنية ليست حرية بل هي تعدٍ سافر وخروج عن قواعد المجتمع. وتبرز قيمة الحرية في نفس الإنسان عند فهم معانيها، وباب الحرية لا يفتح بغير جد وكفاح ونيات صادقة، ولعل الانتصار على القيود في عالمنا المعاصر لا يقتصر على القيود المادية، وربما يكون هنا مكمن المشكلة، لأن الهيمنة الفكرية والانصياع خلفها يشكل قيداً من قيود عصرنا الجالي إن لم تكن أكثرها قوة وفتكا وتدميراً. ولو نظرنا الى الواقع الحالي على امتداد العالم نجد اليوم أن الحرية الفكرية باتت مقيدة كثيراً وربما تنتهك الأفكار من خلال ما يبثه الاعلام خصوصا من برمجة فكرية معينة تهدف الى السيطرة على الشعوب وبرضاها، حيث تنصاع الشعوب الضعيفة (المقيدة) وراء الشعوب القوية (السجان) حتى تفقد كل قواها المادية والمعنوية... الحرية مثل الهواء والماء للإنسان، لو تخلى عنها بملء إرادته أو غصبا عنه لا يصبح الإنسان عبدا للآخر مهما كان شكله، وأدواته.. وربما يكون أيضاً عبداً لأشياء أخرى مثل المال والسلطة والشهرة والرغبات المختلفة... ومن يريد الحرية عليه أن ينشدها بقوة وإرادة وثبات، ضمن قيم المجتمع الذي يحيا فيه، وعليه أن لا يستسلم لمغريات الحياة، ولا يضيّع حريات الآخرين، وإذا منحه الله يوماٍ سلطة أو قوة عليه أن يعرف كيف يديرها لخدمة الناس لا لاستعبادهم.. وقد قيل: (متى استعبدتم الناس وقد ولدتهم أمهاتهم أحراراً( طارق احمد البكري


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني