PCP

يا عمال العالم اتحدوا

الدبس والنمس

أهداني كاتب اسمه يوسف غيشان.. وهو زميل وصديق أردني عتيق، آخر إصداراته.. ويحمل الكتاب عنوان: (لماذا تركت الحمار وحيداً؟).. وأسمح لنفسي بالاقتباس منه، فهو يفتتح كل كتبه بعبارة: "جميع حقوق النشر غير محفوظة".. وها أنا أعتدي على حقوقه من باب أن الرزق الداشر يعلم الناس الحرام!.. ويروي صديقي الكاتب قصة (نحوي) وقف على باب دكان.. واقترب من جرّة صغيرة تحتوي على دبس. وتناول مغرفة خشبية مسطحة، مركونة فوق الجرّة، وملأها دبساً، وأولجها في بلعومه دفعة واحدة.. ثم سأل البائع (بالعربية الفصحى طبعاً): _ هل دبسك هذا.. عنبي، أم زبيبي؟.. وقال البائع: هو عنبي يا سيدي.. من الدالية إلى المعصرة! ثم ملأ النحوي المغرفة ثانية، وابتلعها على الفور.. ثم سأل: أهو جبلي، أم سهلي؟!.. وقال البائع: هو جبلي!.. ثم ملأ النحوي المغرفة للمرة الثالثة، وازدردها، وسأل البائع: كم يبلغ سعر الكيلو من هذا الدبس؟.. وأجاب البائع بكل قهر: إذا أبقيت شيئاً من الدبس في الجرّة، فلن نختلف على السعر!.. ويسأل الكاتب الأردني: هل أبقيتم، ولو قليلاً من الدبس في جرة الوطن؟!!!.. «2» ..ويستدعي الكاتب الأردني واحدة من قصص الكاتب الروسي العملاق أنطوان تشيخوف، حيث يقوم أحد الصيادين بفك واختلاس (صامولة) تربط قضبان سكة حديد قطارات، ويتسبب في حادث سير مروّع... وقد اعتقلت الشرطة الرجل، فلم ينكر التهمة، ولم يعتبرها سرقة، بل اعتبرها أنها مجرد حاجة إلى الصامولة لاستخدامها كثقّالة لسنّارة الصيد، لأنها الأداة الأكثر ملاءمة لعملية الصيد!.. ويقول الكاتب إن التاريخ يكرر نفسه مرتين، ولكن في المرة الثانية يكون على شكل مهزلة!.. (على رأي كارل ماركس).. ويتابع: "لذلك أنظر معكم إلى هذا الإنفاق الترفي في دولة تحتاج إلى استخدام القرش على الوجهين"!.. ويتابع: "أنظر معكم ـ بحسن نية مصطنع ـ وأكاد أقتنع أن صياد تشيخوف هو الذي يضع الخطة الخمسية الحادية عشرة للحكومة الأردنية"!.. وأختتم بطرفة روتها طفلة في إحدى مجلات الأطفال، تقول: سأل المعلم تلاميذه: لو لم تكتشف الكهرباء، ماذا كان سيحدث؟! وأجاب تلميذ نجيب على السؤال: كنا سنشاهد برامج التلفزيون على ضوء شمعة!!.. (صوت الشعب)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني