PCP

يا عمال العالم اتحدوا

لكن لا يُلم خليل المياح بسهل مختصر...

خليل المياح الكاتب الفكري الذي لايقبل سماحه او شفيفه... القسمة على الميول عن ما يراه عدلأ انساني بقويم مفرداته وتمفصليات حياته الفكرية ،هذا الرجل الماركسي الذي عُرفَ برسوخ إنتماءه الذي تماها مع فذية تحليلية في تناولاته لأي اعراض حصلت هنا او هناك ، وما اكثرها تصدعات مرت علينا و الأخريين بسهولة الخيانة أمامنا. لقد اطلعت بمروراتي القرائية الكثيرة على كتاباته ، واول ما اقول ، اني لمْ ألمّ َ جمعي الثقافي وفائته المعرفية والمعلوماتية الفكرية –ابستومولوجيا – من احد قدر ما سكب هو في دورقي البسيط ، وخلال ما اطلعت سنواتي الخمسين فقد عبأ هذا الرجل في جعبتي بكلتا عنديته من إذكائية دقيقة الدق على ما يريد كما فرزه في المتشاكل ، وهو حامل هذا الكم من المعلومات التي ساقها في حمل كتاباته بإجادة ٍ لم يخر منها او يبان فتق هنا او هناك ، ومن جماليته في التعبيرية اللغوية له هذا الذكر – ((واليوم لايماري احد بأن الاستعصاء التاريخي الذي ولده النظام الرأسمالي وبقيادة الولايات المتحدة الامريكية حاليا بات يهدد الجميع بالكوارث ولامندوحة للبشرية من ايجاد البديل الذي سيوفر للانسانية الحرية الحقيقية التي ذكرها فلاسفة اليوتوبيا مرورا بهيجل وفيورباخ حتى ماركس الذي كان له الفضل بجعل الفلسفة تقبع في افئدة العمال وعقول الناس عبر التطبيق الحقيقي للحلم الإنساني بتوسط ما اطلق عليه لفظة(البراكسيس)التي هي النظرية وقد صيرت واقعا )) *1 ومنه يبان وسع قدره اللغوي المجانب لقدره التعبيري المحاور ،وهذا هو ما يريده المنطق الجدلي من حمل لقوى المنطق العلمي و هي الأخرى الحاملة لثقل حجتها اللازمة ولوازمها الأخرى. ومن ذَمه ُ لطاح الظواهر الفكرية وتبويباتها عند سلطة الحكم خاصة اصحاب الفكر السلفي – كتب يقول ((وامثال خالد القسري هم السلف الصالح الذي يراد لنا ان نقتدي بهم وان ننسى في الوقت نفسة الصوت المدوي في الصحراء الكربلائية الذي اطلقة الامام الحسين ! )) *2 حتى راح - خليل المياح – يواكب فكريته العادلة بأفصاح امام الاخر ليرد الاشياء لاهلها او يضع الشيء بمكانه وفق معاينة القانون العدلي الاجتماعي وقد ملأ َ بالحجج ذاكرتنا لتزيد عنفاً لا تنفقع بكنز معلوماتي يدعم حراكنا الشجاع ، وقد ذكر بعض التوجهات العلمية لبعض الرواحات الفكرية لدن مفكري حقبة الضياع العربي الاسلامي ،فقال عن احلامهم ببناء مدنهم العادلة ،وقد ثبت ذلك المياح ... (( وجرت محاولة اخرى لرفع همم المسلمين من الكبوة الاموية على يد الفيلسوف الفارابي لكنه لم يستطع عبور نهر ( الرودس ) ، بحسب العبير الفلسفي ، فالرجل ناضل وكافح لبناء مدينة فاضلة بهدف بناء مدينة بشرية لها مقتربات من ملكوت الله والعدل الالهي ... لكنه ضل سجين تصور ازدواجي بفعل صيرورة هذا الانسان مقسما بين مدينة الله والمدينة الزمنية حسب رؤية عبد السلام بنعبد العالي التحليلية ! )) *3 لقد اكد الكاتب الفكري – خليل المياح – على ضرورة وشاج قوي للقول لدفعه للعمل هذا الذي أكده العقل اللينيني النابه بالشان السياسي الثوري والذي اطلق عليه اسم – البراكسيس- (( إن ثمة قضية قيم ومعتقدات كان يؤمن بها شكسبير، في فترة اتصفت بالجدل وانعدام اليقين ، لذا بات من المؤكد ، انه وقد سار على درب معين ، فالفقم سيرافقه إن لم يتوكأ على عصا فلسفية متينة البيان !. وكما أبان (وليم جيمس) : فاالأنسان بدون فلسفة يغدو أبأس الناس وأشقاهم في المجتمع وبدءاً يقول لنا الأستاذ جبرا ، في مقدمته لمأساة هاملت بأن الشاعر الرومانسي (كولردج) قد شخص اشكالية هاملت ووضع يده على مفتاح مأساته ، وهو التناقض بين الفكر والفعل )) *4. ومن هنا اكدنا على ضرورة قراءة ما عند خليل المياح من فهم شكسبيري ،هذا الذي شغل مثقفينا لوسعيته الفنية والفكرية والتي ميله المياح الى رواقية حاجج بحملها كمقلبات فكرية للاخرين ، ومن تناوله لحيثية هاملت الشكسبيرية كتب ( ومن هنا وجدنا أنفسنا ميالين للأخذ بالأطروحة الرواقية بعد أن تصالح الفكر والعمل لديها فالمفارق فيها معانق للمحايث ))*5. لقد غمرتني السعادة المعرفية وأشياء اخرى جملت وصلحت ما لدي من مفاتيح لدلف الكثير من المغاليق وانا متشح براحة البال لذهني المصاب بأزمات العصر وأنسانه ، لفرز مقذوفها المستلب لنا وعلينا كل حين . هذا هو – خليل المياح – الذي اضافته سجون ايران لها حين مغادرته الوطن وهو مطارد من قبل طغمة سلطة 1963 ، ومنها سفر الى سجن الحلة الشهير ،ليبقى داجناً لأنسنته الفكرية الشجاعة التي لا تلين. ......................................................................................................................................................... المصادر مقالات الكاتب –خليل المياح- المنشورة في الصحف اضافة لمقالات عند مؤلفة –استقلالية العقل أم استقالته – الصادر عن دار ينابيع – سوريا دمشق *1 العولمة تقرع نواقيس الخطر *2 استقلالية العقل ام استقالته *3 نفس المصدر *4 هاملت رواقيا *5 نفس المصدر (خليل مزهر الغالبي)


حقوق الملكية © للحزب الشيوعي الفلسطيني